المبحث الرابع
كتاب مقدمة القرآن
لنفس المؤلف
التعريف بالكتاب :
تقع هذه المقدمة في (٢٧٨) صفحة من القطع المتوسطة غير المقدمة والفهارس. طبعت هذه المقدمة بادئ الأمر مع ترجمته للقرآن الكريم ، ثم وضعها في مؤلف مستقل وزوده بفهارس تخدم الكتاب.
وكان صدورها في سنة ١٩٥٨ م في باريس. وقد اعتمد في كثير من معلوماته في هذه المقدمة على كتاب «تاريخ القرآن لنولديكة ، وشفالي وجسترشتر ، وبيرتزل ، زيادة على المصادر العربية نفسها والموضوعات الحديثة حول الموضوع.
وقد راجع هذه المقدمة صديقه «جان سوفاجيه» وقد جاء الكتاب في مقدمة وخمسة فصول ومجموعة من الفهارس.
المقدمة :
تحدث فيها «بلاشير» عن نظام نسخ الكلمات العربية ثم نظام الاختصارات في عمله. ثم ذكر المراجع القرآنية والعناصر الببليوجرافية لدراسة حياة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما ذكر قائمة بهذه المراجع.
الفصل الأول ـ :
وعنوانه : (بنية الكتاب المقدس) :
وهو في ثلاثة مباحث :
المبحث الأول ـ :
بعنوان : (بنية الكتاب المقدس):
ذكر في هذا الفصل أن تحديد النص القرآني لا يكون إلا من طريق الروايات المنقولة عن الصحابة والتابعين.
ثم تحدث عن تاريخ القرآن الكريم والعوامل التي حددت هذا التاريخ كاستخدام نوع من الكتابة مغايرا للكتابة الأصلية ، وعدم جمع القرآن في عهد الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كتابة والاعتماد لفترة طويلة على الذاكرة في حفظ القرآن الكريم ، ثم تحدث بعد ذلك عن الكتابة العربية في القرن السادس الميلادي ومقدار تأثر مكة بها.
ثم ناقش سؤالا طرحه : هل كان يعرف محمد القراءة والكتابة؟ وعلاقة ذلك بكلمة «أمي» الذي وصف بها. ذاكرا موقف المستشرقين من هذه القضية. وتوصل إلى نتيجة فريدة في معنى «أمي» : أنه نبي للأمم؟ لا أنه لا يعرف القراءة والكتابة.
ثم تحدث في هذا الفصل كذلك عن الأداتين اللتين حفظ بهما رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ التنزيل وهما (الحفظ ـ المناقلة الشفوية ـ والكتابة) متعرضا خلاله لكتبة الوحي ، ومشككا في صحيفة فاطمة (أخت عمر بن الخطاب) ـ رضي الله عنهما ـ ومعرضا بقلة عدد الحفظة للقرآن الكريم.
ثم رجع وناقش قضية جمع القرآن الكريم في عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأن ذلك كان بتأثره باليهود. ومقدرا بعد ذلك أن الترتيب للآيات القرآنية كان لبعض الآيات دون غيرها.
ثم تناول قضية جمع القرآن الكريم من الصحف الخاصة إلى جمع «أبي بكر» ـ رضي الله عنهم ـ ومبينا نقاط الخلاف بينهما كترتيب للسور ، والاختلاف في رسم بعض الكلمات.
ثم تحدث عن الجمع في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ كما ذكر رأي «كازانوفا» وردد زعم «كازانوفا» (أن هذا الجمع كان أسطورة لا غير).
المبحث الثاني ـ :
وعنوانه : (تحسين كتابة مصحف عثمان) ـ رضي الله عنه ـ.
تناول في هذا الفصل التحسينات التي أعملت للقصور الموجود في النسخة العثمانية ـ على حد زعمه ـ ودور «الحجاج» في هذا التحسين. ونشوء القراءات وتأثرها بالحركات السياسية آنذاك.
وقد أشار في هذا الفصل لوجود بعض الصحف الخاصة في عهد «عبد الملك بن مروان» وواليه على العراق «الحجاج بن يوسف الثقفي».
المبحث الثالث ـ :
وعنوانه : (علم القراءات والتحديد النهائي للقرآن الكريم):
تناول في هذا الفصل القراءات القرآنية وأقسامها وعددها وطريقة أدائها وتلقيها ومقدار تأثيرها على النص القرآني ، ثم تحدث عن عدد القراء وأوضاعهم الاجتماعية والسياسية. ثم تحدث عن دور الطباعة في انتشار القرآن الكريم.
الفصل الثاني
وعنوانه وصف الكتاب المقدس
تناول في هذا الفصل شكل القرآن الكريم وتقسيماته ، وكتابته ولغته ، وأسلوبه ، والبسملة ، والحروف المقطعة.
أما في المبحث الثاني منه :
فقد تناول الطبعة المصرية للقرآن الكريم وكتابتها بالطريقة القديمة.
أما المبحث الثالث :
فتحدث فيه عن لغة القرآن الكريم ، وهل كل مفرداته عربية أم فيها غير العربي ، وتحدث عن سبب اختيار لغة قريش لتكون لغة القرآن الكريم ، ثم تناول نظرية «مولرز» وهي كون لغة القرآن «لغة الكويني» الشعرية القديمة أم لا؟ مقررا أنها جمعت بين لغة الشعر «الكويني» وبين لغة «نجد» التي كتبت بها ، ثم هاجم هذه النظرية وأنها بدلا ما تحل المشكلة غيرت وجهها ـ حسب زعمه ـ.
ثم في المبحث الرابع :
تناول أسلوب القرآن الكريم ، وكونه معجزا تحدى به محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ العرب فأعجزهم ، ثم تحدث عن موقف قريش وبعض الملاحدة كابن الراوندي ، وابن المعري ، وعيسى بن صبيح ، والمثنى ، والحلاج ، وغيرهم من هذا القرآن الكريم بمحاولاتهم الإتيان بمثله منكرين وجه الإعجاز الذي فيه زاعمين أنه لا يختلف عن أي كلام بشري.
ثم ختم هذا المبحث بالحديث فيه عن الوزن الشعري ، والسجع الموجود في آياته في كلا النوعين القرآن المكي والمدني.
الفصل الثالث ـ :
وعنوانه : (النقد المثار بواسطة النص المنزل في الكتاب المقدس):
تحدث في هذا الفصل عن الانتقادات التي وجهت للقرآن الكريم من قبل المعتزلة والخوارج والشيعة والأوربيين أنفسهم والمتمثلة حول سلامة النص القرآني من الزيادة والنقصان ، وملاحظاتهم على بعض كتبة الوحي من حيث الأمانة والدقة. والوسائل التي كتب عليها النص القرآني ومقدار قدرتها على حفظ النص القرآني.
ثم تحدث عن دور القراءات في إثارة الفوضى والاضطراب في النص القرآني.
وكان أغرب ما في الفصل ذكره لتصور كل من : «ويدنيورج» ، و «جيير» و «جولد تسيهر» بإيجاد طبعة تلبي انتقادات الغرب للنص القرآني.
الفصل الرابع ـ :
وعنوانه : (المصادر المقدمة لتفسير المستشرقين من خلال بعض العلوم القرآنية):
والفصل في مبحثين :
المبحث الأول ـ :
مصادر لذكاء النص القرآني. وقد تحدث المؤلف فيه عن بعض هذه المصادر. كالقراءات الشرعية وغير الشرعية وغيرها.
كما تحدث عن التفسير الإسلامي نفسه على اختلاف أنواعه من تفسير بالمأثور ، وبالرأي المحمود منه وغير المحمود.
المبحث الثاني ـ :
وهو بعنوان : (المصادر والمناهج لإعادة ترتيب الكتاب المقدس حسب فترات نزوله):
تناول المؤلف في هذا المبحث الحديث عن أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، وترتيب القرآن حسب التسلسل التاريخي ، وترتيب بعض المستشرقين للقرآن الكريم كترتيب «موير» و «سبرنجر» ، وترتيب المدرسة الألمانية وإمكانية استفادة هذا الترتيب من تطور رسالة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
الفصل الخامس :
وعنوانه : (ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية):
تناول «بلاشير» في هذا الفصل ترجمات القرآن الكريم في العصر الوسيط ـ (الوسطى) منذ سنة ١٠٩٢ ـ ١١٥٦ م منذ محاولة قس كلوني «بيير لوفييرابل» باللغة اللاتينية.
ثم تناول الترجمات الحديثة منذ بداية القرن السابع عشر على يد الفرنسي «أندريه دي رير» (حوالي ١٥٨٠ م ـ ١٦٦٠ م) القنصل الفرنسي في مصر ودوره في تعميم كتاب الإسلام المقدس ـ حسب تعبيره ـ في الغرب وقد ظهرت ترجمته للقرآن سنة ١٦٤٧ م في باريس تحت عنوان «قرآن محمد» وقد لاقت هذه الترجمة حماسا كبيرا مما جعلها تترجم بعد ذلك لعدة لغات.
ثم ذكر عدة ترجمات صدرت بعدها كترجمة «جيرمان دي سيليزي» (١٦٥٠ ـ ١٦٦٥ م) وترجمة ماراتشي (١٦٩٨ م) بعنوان (نماذج لتصحيحات نصوص القرآن .. إلخ).
ثم تحدث بعد ذلك عن الترجمات المعاصرة منذ ترجمة «واهل» عام ١٨٢٨ م التي دفعت موضوع ترجمة القرآن الكريم للغات الأوربية قدما. فذكر ترجمة «أولمان» وترجمة «كازشرسكي» ، و «رودويل» سنة ١٨٦١ م و «جريجيل هال» ١٩٠١ م وغيرها كثير.
ثم تحدث بعد ذلك عن الاضطراب الذي يقع فيه غير المستعرب أثناء قراءته للنص القرآني ويعترف في هذا الموضوع أن من أسباب البلبلة والاضطراب عند المستعرب أن القارئ العادي من الغربيين لا يجد أمامه في الغرب إلا معلومات مبهمة عن الإسلام والفتوحات الإسلامية حتى يصل القارئ لنتيجة أن الترجمات تؤدي لضياع جمال الأسلوب القرآني الآخاذ للنفوس ، حيث تصبح الترجمة وكأنها نثر جاف تخلو من الروعة في الإيقاعات القرآنية. كما أن القارئ يتيه في ثنايا هذا النص المختلط بالمواعظ الأخلاقية وبالتشريعات التعبدية ، وبالأحكام القانونية وبالقصص التوراتية الإنجيلية ، مما يصعب على الغربي أن يصل للرابط بينها جميعا ، مما يدع القارئ الغربي يلقي هذا الكتاب جانبا ولا يواصل قراءته ويخرج بالنهاية بغير فكرة سليمة صحيحة عن الإسلام.
أما القارئ المتخصص في الأديان ومقارنتها وله معرفة بأحوال الشعوب ولغاتها فلا شك أن موقفه يكون مختلفا عن القارئ الغربي العادي ويصل لقناعة
بعدم كفاية الترجمات الغربية الموجودة للقرآن الكريم وعجزها على تلبية حاجاته في فهم الإسلام بعمق. ومن أجل تقديم القرآن الكريم للقارئ الغربي بشكل حي وبإيقاعه الأصلي ، متغاضين عن المظهر الفوضوي ، والتنقيح غير الواعي للتسلسل التاريخي ـ كما زعم ـ قام بإعادة ترتيب القرآن الكريم على التسلسل الزمني فجاءت عليها ترجمة «رودويل» ط ٢ لندن ١٨٧٦ م. وترجمة «د. بل» سنة ١٩٣٧ / ١٩٣٩ م وغيرها.
كل ذلك لتقريب فهم الإسلام للقارئ الغربي بعيدا عن الطريقة الإسلامية في عرضه.