ليالي بيشاور – 36حوارات اسلامية و بحوث هادفة في العقيدة الاسلامية
1 مايو,2018
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
1,189 زيارة
بقاء الروح بعد الموت:
إن شبهتكم حول الشيعة بأنهم لماذا يطلبون حوائجهم عند قبور الأموات ؟!
إنما هو كلام الماديين والطبيعيين ، فإنهم لا يعتقدون بالحياة بعد الموت ، والله سبحانه يحكي قولهم في القرآن إذ قالوا : ( إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين )(51).
وأما الاعتقاد بالحياة بعد الموت ، وأن الجسم يبلي بالموت ولكن الروح باقية ، فهو من ضروريات دين الإسلام ، وبالأخص حياة الشهداء ، فقد صرح بها القرآن الكريم بقوله : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ..)(52) إلى آخره …
فهل يمكن للميت الفرح والسرور والارتزاق ؟! لا!
ولذلك فإن الآية الكريمة تصرح بأنهم : ( أحياء عند ربهم يرزقون ) فكما أنهم يفرحون ويرزقون ، فهم يسمعون الكلام ويجيبون ، ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستماع جوابهم .
وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في زيارة جده سيد الشهداء الحسين عليه السلام قوله : يا أبا عبدالله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وأنك حي عند ربك ترزق ، فأسأل ربك وربي في قضاء حوائجي .
وجاء في الخطبة 86 من نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام إذ يعرّف فيها أهل البيت عليهم السلام ويصفهم ، فيقول :
أيها الناس ! خذوها من خاتم النبيين : إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى من بلى منا وليس ببال .
قال ابن أبي الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية ، قالوا في شرح هذه الكلمات ما ملخصه :
” إن أهل بيت النبي (ص) لم يكونوا في الحقيقة أمواتا كسائر الناس “(53) فنقف عند قبور أهل البيت عليهم السلام والعترة الهادية ، ولا نحسبهم أمواتا بل هم أحياء عند ربهم ، ونحن نتكلم معهم كما تتكلمون أنتم مع من حولكم من الأحياء ، فنحن لا نعبد الأموات كما تزعمون وتفترون علينا ، بل نعبد الله سبحانه الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ، ويبقي أرواح العالمين بعد ارتحالهم من الدنيا (54) .
وأنتم ألا تحسبون عليا عليه السلام ، وابنه الحسين والذين استشهدوا بين يديه ، وكذلك أصحاب النبي (ص) الذين قتلوا في بدر وحنين وغيرهما من غزواته ، شهداء ؟!
وهل إنكم لا تعتقدون أن هؤلاء الصفوة ضحوا بأنفسهم في سبيل الله وثاروا على ظلم بني أمية وكفر يزيد ، وأنهم أنقذوا الدين الحنيف من براثن آل أبي سفيان ، ورووا بدمائهم شجرة التوحيد والنبوة ؟؟
فكما إن أصحاب رسول الله (ص) خاضوا المعارك وجاهدوا في سبيل الله وقاتلوا أعداء الدين وكافحوا معارضي النبوة ومخالفي الرسالة لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق ، كذلك الإمام علي عليه السلام وابنه الحسين وأصحابهما فقد جاهدوا في سبيل الله تعالى لإبقاء دينه وإنقاذ الإسلام حتى قتلوا واستشهدوا في سبيل الله .
وكل من عنده أدنى اطلاع عن تاريخ الإسلام بعد النبي (ص) يعلم بأن آل أبي سفيان وخاصة يزيد بن معاوية وأعوانه كادوا يقضون على الإسلام ويحرفوه عن مواضعه الإلهية بأعمالهم الإلحادية ، وإن خطر هؤلاء المنافقين كان أشد على الإسلام والمسلمين من الكفار والمشركين .
والتاريخ يشهد أن لولا نهضة الإمام الحسين سبط رسول الله (ص) وجهاد أصحابه الكرام مستميتين ، لتمكن يزيد بن معاوية أن يحقق هدف سلفه المنافقين الفجرة ، وهو تشويه الإسلام وتغييره على الكفر والجاهلية الأولى .
فالحسين السبط وأنصاره وأصحابه الكرام عليهم السلام وإن سالت دماؤهم واستشهدوا ، إلا أنهم فضحوا يزيد وحزبه وسلفه الفاسقين ، وكشفوا عنهم الستار وعرفوهم للمسلمين .
العقيدة الاسلامية بحوث اسلامية ليالي بيشاور 2018-05-01