ليالي بيشاور – 40 حوارات اسلامية و بحوث هادفة في العقيدة الاسلامية
1 يونيو,2018
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
964 زيارة
في أول المغرب دخل ثلاثة من أهل السنة من غير العلماء ، وكانوا من الحاضرين في المجالس السابقة ، وقالوا : جئنا قبل الآخرين لنقول لسماحتكم : إن حديث الناس في كل مكان ، في الدوائر الحكومية والمتاجر ، وحتى في الحوانيت ، يدور حول مناظرتكم وحواركم مع علمائنا ، وإن الصحف التي تنشر هذا الحوار مهما كثرت نسخها فهي مع ذلك تنفذ في أول ساعة من نشرها .
ويشاهد في كل نقطة وزاوية من البلد شخص بيده صحيفة يقرأ حديثكم بصوت عال وحوله جمع غفير من الناس يستمعون إليه وهم يتابعون حواركم وحديثكم بكل لهفة واشتياق .
اعلم يا سيد ! إن مجتمعنا متعطش لفهم هذه الحقائق التي طالما أخفاها علماؤنا ! فنرجوك يا مولانا أن تكشف أستار الظلام وتزيل الأوهام أكثر فأكثر ، لتنور أفكار الناس لا سيما العوام ، فيعرفوا حقائق الإسلام .
ونرجوك أن تبسط لنا المواضيع المطروحة وتبينها من غير تكلف ، ببيان وكلام سهل نفهمه نحن العوام والسوقة .
فإن الناس إذا عرفوا عقائدكم وفهموا مذهبكم سيتقبلوه ويعتنقوه ، وسيتمسكون بعقائدكم لأنها مبينة على أساس القرآن والأحاديث الصحيحة المروية في كتبنا وهي أقرب إلى الفطرة والعقل .
والله يا سيد إن كلامك بعث الوعي في مجتمعنا ، فكأنهم كانوا نياما فانتبهوا وكانوا عميا فأبصروا .
نحن وأهل بلدنا كنا نسمع منذ الطفولة من علمائنا ومشايخنا بأن الشيعة مشركون وكفار وأنهم من أهل النار !
ولكن بفضل حديثكم في الليالي الماضية عرفنا أن شيعة أهل البيت هم المسلمون حقا ، فهم أتباع النبي وأهل بيته ، وعرفنا أن ما كان يقوله مشايخنا و علماؤنا عن الشيعة كله كذب وافتراء ، فالشيعة إخواننا في الدين .
قلت : إني أشكركم على حسن فهمكم واتباعكم للحق بعدما عرفتموه ، وأشكركم على هذا الكلام النابع من قلوبكم الصافية ونفوسكم الزاكية .
ثم استأذنت منهم لأصلي العشاء ، وبينما أنا في الصلاة إذ دخل سائر الأخوة من العلماء وغيرهم ، فأنهيت الصلاة والدعاء ، وأقبلت نحوهم وسلمت عليهم ورحبت بهم .
فقال النوّاب : لقد قرّرت في الليلة الماضية أن تحدّثنا عن مقام أئمّتكم واعتقادكم في حقّهم ، لاَنّا نحبّ أن نعرف ما هو الاختلاف بيننا وبينكم حول الأئمة عليهم السلام .
قلت : لا مانع لدي من ذلك إذا سمح العلماء الاَعلام والحاضرون الكرام .
الحافظ ـ وهو منخطف اللون ـ : لا مانع لدينا أيضاً .
معنى الإمام في اللغة:
قلت : إنّ العلماء في المجلس يعرفون إنّ لكلمة الإمام معانٍ عديدة في اللغة ، منها : المقتدى .
فإمام الجماعة هو الذي تقتدي به جماعة المصلّين وتتابعه في أفعال الصلاة كالقيام والقعود والركوع والسجود .
وأئمّة المذاهب الأربعة هم فقهاء بيّنوا لاَتباعهم أحكام الإسلام ومسائل الدين ، وهم اجتهدوا فيها واستنبطوها من القرآن والسنّة الشريفة بالقياس والاستحسانات العقلية ، فلذلك لمّا نطالع كتبهم نرى في آرائهم وأقوالهم ، في الأصول والفروع ، اختلافاً كثيراً .
ويوجد مثل الأئمة الأربعة في كلّ دين ومذهب ، وحتى في مذهب الشيعة ، وهم العلماء الفقهاء الذين يرجع إليهم الناس في أمور دينهم ، ويعملون بأقوالهم ويقلّدونهم في الأحكام الشرعية والمسائل الدينية ، ومقام هؤلاء المراجع عندنا كمقام الأئمة الأربعة عندكم ، وهم في هذا العصر الذي غاب فيها عن الأنظار الإمام المعصوم المنصوص عليه من النبي صلى الله عليه وآله. يستنبطون الأحكام الشرعية ويستخرجون المسائل الدينية على أساس القرآن والسنّة والإجماع والعقل ، فيفتون بها ، وللعوّام أن يتّبعوهم ويقلّدونهم ، وفي اصطلاح مذهبنا نسمّيهم : مراجع الدين ، والواحد منهم : المرجع الديني .
العقيدة الاسلامية بحوث اسلامية ليالي بيشاور 2018-06-01