الخميس 28 صفر 1445
مواضيع ذات صلة
صنعاء تستضيف لقاء حوارياً بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي تحت عنوان “تحصين الجبهة الداخلية”
“نقطة تحول 21” تثبت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية
قائد الجبهة الداخلية الإسرائيليّة: في أي حرب جديدة مع حزب الله توقعوا هذا العدد من الصواريخ يومياً!
الوقت- بشكل جديّ، حذر رئيس أركان جيش الحرب الإسرائيلي هيرتسي هليفي من خطورة الأزمة وضعف الجبهة الداخلية، واعترف بأنه ينبغي علينا القلق من انفتاح الجبهة الداخلية علينا في الحرب الشاملة المقبلة، كما أقر رئيس أركان الجيش الصهيوني هيرتسي هيليفي، بحساسية الوضع وحرجه في فلسطين المحتلة عقب تصاعد الاحتجاجات ضد خطة تقليص صلاحيات المحكمة القضائية العليا في البلاد.
النظام الصهيوني من قبل حكومة بنيامين نتنياهو، أعلن أن على تل أبيب أن تستعد لمواجهة أعدائها من عدة جبهات، ووصف رئيس أركان الجيش الصهيوني الوضع في الأراضي المحتلة بأنه خطير بسبب سياسات حكومة نتنياهو، واعترف بأن الجيش يجب أن يكون جاهزًا أكثر من أي وقت مضى، لأننا تكبدنا خسائر من الداخل، وقد خطط العدو لفتح عدة جبهات عسكرية ضدنا .
حرب متعددة الجبهات على كيان الاحتلال
بوضوح أعلن رئيس أركان جيش الحرب الإسرائيلي أن من وصفهم بـ “أعداء كيان الاحتلال الإسرائيلي” أعدوا خطة خاصة لحرب متعددة الجبهات ضده، واعترف هيرتسي هيليفي بأن “الاحتجاجات الداخلية إلى جانب الحرب الشاملة متعددة الجبهات من قبل أعدائنا جعلت الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة لنا ويجب على الجيش أن يكون كذلك، وأكثر من أي وقت مضى زيادة استعداده القتالي”.
واعترافاً بالالتهابات الداخلية في “إسرائيل” ضد القادة السياسيين لهذا الكيان، أكد هذا المسؤول الصهيوني أنه “لا ينبغي أن نفتتن بقوتنا في مواجهة التهديدات الحقيقية لأعدائنا بلا سبب”، وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني في تقرير وصف الوضع في فلسطين المحتلة بالهش، كما كشفت أن سلطات تل أبيب تستعد لسيناريو التهاب داخلي كبير يشبه الصراع الداخلي بمناسبة عيد الفصح اليهودي، في العاصمة الفلسطينية القدس المحتلة خلال الأشهر الماضية.
ويثار جدل كبير باعتبار أن الحرب القادمة ستستهدف الجبهة الداخلية للكيان، وهي نقطة لم تستعد لها سلطات الاحتلال من قبل. واعترف بأن هذه الجبهة ليست مستعدة لمواجهة حرب كهذه وقارن الوضع المستقبلي بحرب أكتوبر الشهيرة التي وقعت قبل نصف قرن، وإشارته إلى حرب أكتوبر تهدف إلى تسليط الضوء على عواقب الحروب وتكلفتها البشرية والاقتصادية، ورغم تلك الجراح القديمة، يؤكد أن الخسائر في الجبهة الداخلية في الحرب القادمة ستكون صعبة ومؤلمة، وهذا التحليل يعكس توقعات وقلقًا داخل “إسرائيل” بشأن تصاعد التوترات واحتمالية حدوث صراعات مستقبلية، وكيفية التصدي لها على الصعيدين العسكري والاقتصادي والاجتماعي.
وتتحدث الوقائع عن تهديد كبير قادم من صواريخ المقاومة في حالة وقوع حرب مستقبلية، وأن الصواريخ لن تقتصر على استهداف المناطق الحدودية فقط، بل ستصل إلى مناطق أخرى في تل أبيب بما في ذلك مدنًا كبيرة مثل حيفا وتل أبيب، ومن المعروف أن الصواريخ الدقيقة تشكل تهديدًا كبيرًا للمدنيين والبنية التحتية، وقد تسبب في خسائر بشرية ومادية هائلة، ولهذا السبب، توجد عدة أسباب تجعل الجبهة الداخلية للكيان غير مستعدة لمواجهة حرب محتملة، منها نوعية التهديد وقوته، مع وجود فكرة أن التهديد الحالي يأتي من صواريخ دقيقة يصعب اعتراضها وتدميرها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وهذا يجعل الخسائر مرجحة في حالة حدوث حرب.
إضافة إلى ذلك، عدم جاهزية الجبهة الداخلية، فالكيان الإسرائيلي ليس مستعدًا نفسيًا وماديًا لمواجهة حرب داخلية، وإن سلوك السكان والقادة السياسيين والعسكريين قد يتأثر سلبًا بسبب غياب التجهيز والتدريب لهذا السيناريو، مع ضعف الجيش الإسرائيلي، لأن الجيش الإسرائيلي عانى من ضعف مؤخرًا على الرغم من الاستثمارات الكبيرة فيه، وعدم توافر حل فعال للدفاع الجوي ضد الصواريخ وقلة التدريب والتجهيزات، ويشير أيضًا إلى غياب قادة عسكريين ذوي خبرة حقيقية، وهذه العوامل تجعل الخبير يعتقد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة في حالة اندلاع حرب جديدة، وهي تحديات تشمل الجانب الدفاعي والمدني.
“إسرائيل” غير مستعدة للحرب
على الرغم من تعبير بعض المحللين عن تفاؤلهم بحالة الوحدات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي يأملون في أن تكون في حالة أفضل مما كانت عليه خلال حرب عام 2006، إلا أنهم أعربوا عن شكوكهم بالقول: “حتى إذا كانت قواتنا في أفضل حال، فإنها ستظل عرضة للهجمات”، ويرى يوسف أن هناك أجزاءً من لبنان، أو مناطق يتم فيها إطلاق الصواريخ، يمكن أن تكون مصدرًا للتهديد، وقد يستغرق الأمر بضعة أيام فقط لتسبب دمارًا كبيرًا على الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وإضافة إلى ذلك، يعتبر ضعف القيادة والتنسيق في الكيان الإسرائيلي سببًا رابعًا سيجعل الحرب القادمة أكثر تعقيدًا وزيادة في الخسائر على الجبهة الداخلية للكيان.
وإذا اندلعت الحرب واستمرت في ظل وجود الحكومة الحالية، يُعد من الصعب للغاية التنبؤ بقدرتها على تنفيذ واجباتها بشكل فعال خلال هذه الحرب، والكيان الإسرائيلي يمر حاليًا بأزمة عدم ثقة غير مسبوقة بين الحكومة ومجتمعه، حيث لا يثق المستوطنون والمواطنون بشكل عام بأي تصريحات تصدر عن رئيس الوزراء، ويعتقدون أن أفعاله، حتى أثناء الحرب، تهدف بشكل رئيسي إلى التفرغ من مشاكله القانونية، وإضافة إلى ذلك، فإن أعضاء مجلس الوزراء الأمني لا يحظون بثقة المجتمع، لذا، في حالة وقوع الكارثة عند سقوط الصاروخ الأول في تل أبيب، تزايدت هذه المخاوف.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس الأركان المشتركة للجيش الإسرائيلي زيارة مؤخرًا إلى إحدى وحدات قيادة الجبهة الداخلية، حيث ناقش معهم أحدث الخطط الدفاعية وكيفية التصدي للتحديات العملياتية، لكن التفكك الداخلي في كيان الاحتلال الإسرائيلي يشكل موضوعًا ذا أهمية كبيرة ويستحق التحليل والاهتمام، وذلك بسبب وجود عدة عوامل وعناصر تسهم في هذا التفكك، وأحد هذه العوامل هو الخلافات السياسية التي تنشأ داخل الكيان الإسرائيلي. فهناك توجهات سياسية متنازع عليها تتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية والعلاقات مع الفلسطينيين والعرب، وهذه الخلافات قد تؤدي إلى تشتت في وحدة القرارات وزيادة التوترات الداخلية.
كذلك، هناك صراعات اجتماعية في المجتمع الإسرائيلي بين الأقليات العربية واليهودية، وأيضًا بين اليهود الدينيين والعلمانيين. هذه الصراعات الاجتماعية قد تتسبب في تفاقم التمزق الاجتماعي داخل المجتمع، وتظهر تحديات أخرى فيما يتعلق بالهجرة والتعددية الثقافية، حيث يجد كيان الاحتلال الإسرائيلي صعوبة في إدارة التعددية الثقافية والديموغرافية للمهاجرين من مختلف الخلفيات، وهذه القضايا يمكن أن تزيد من التوترات الداخلية وتؤدي إلى تفكك أعمق في البنية الاجتماعية، وبالطبع، الإجرام الإسرائيلي يعتبر مصدرًا أساسيًا للتوترات والانقسامات داخل كيان الاحتلال، ومع استمرار الاحتلال والصراعات المستمرة، يمكن أن يؤثر هذا النزاع على الوحدة الوطنية المتدهورة ويؤدي إلى تفكك داخلي أعمق في الكيان الإسرائيلي.
أسباب ضعف الجبهة الداخليّة
يعد التشرذم الداخلي في الكيان الإسرائيلي ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، وهنا بعض الجوانب الإضافية التي يجب مراعاتها، حيث يتميز المشهد السياسي الإسرائيلي بتنوع وجهات النظر الأيديولوجية والانتماءات الحزبية، وغالبًا ما تتسبب هذه الانقسامات في خلافات حول قضايا مهمة مثل المستوطنات والسياسات الأمنية ومعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يمكن لهذه الخلافات السياسية أن تخلق توترات داخلية وتعيق اتخاذ قرارات موحدة.
ويواجه الكيان الإسرائيلي تحديات اقتصادية متنوعة، بما في ذلك التضخم والبطالة وانعكاسات الجائحة العالمية، وهذه التحديات يمكن أن تؤدي إلى احتجاجات وتوترات اجتماعية تزيد من التشرذم الداخلي، كما تلعب القضايا الدينية دورًا مهمًا في السياسة الإسرائيلية، وتوجد توترات بين اليهود الدينيين والعلمانيين والأقليات الدينية، هذه التوترات الدينية يمكن أن تتسبب في تقسيمات داخلية، وتشمل التحديات المتعلقة بالهجرة والتعددية الثقافية استيعاب المهاجرين من خلفيات مختلفة والتعامل مع التنوع الثقافي، هذه التحديات يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوترات بين الجماعات المختلفة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتلعب التطورات الإقليمية دورًا في التشرذم الداخلي، وخاصة على صعيدي الصراع في سوريا والعراق ولبنان، والتوترات الإقليمية يمكن أن تنعكس على السياسة الإسرائيلية وتزيد من تجاذب القوى داخل الكيان.
جميع هذه الجوانب تعكس التحديات التي يواجهها الكيان الإسرائيلي وتساهم في تشكيل الظروف التي تؤثر على وحدته واستقراره الداخلي.
وبالفعل، تعتبر الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في “إسرائيل” مسألة مهمة تسهم في التشرذم الداخلي، ويوجد تفاوت كبير في توزيع الثروة والفرص الاقتصادية في المجتمع الإسرائيلي، وبينما يعيش بعض الأفراد في ثراء ورخاء، يعاني آخرون من ضائقة اقتصادية وبطالة، هذه الفوارق يمكن أن تؤدي إلى احتجاجات اجتماعية واضطرابات تعكس الانقسامات داخل المجتمع.
وكيان الاحتلال الإسرائيليّ يضم مجموعة متنوعة من الأقليات الدينية والعلمانية، وينشأ التوتر بين اليهود المتدينين والسكان العلمانيين حول مسائل دينية ودنيوية، وعلى سبيل المثال، تثير قضايا مثل إعفاءات الخدمة العسكرية للطلاب المتدينين والقانون الديني تداخلاً بين الأمور الدينية والأمور المدنية، وهذه التوترات تعمل على تعزيز الانقسامات داخل الكيان، ناهيك عن أن التعددية الثقافية في “إسرائيل” تشمل مهاجرين وجاليات من مختلف الخلفيات، وإدارة هذا التنوع الثقافي يمكن أن تكون تحدِّيًا، حيث يتعين على الكيان التعامل مع احتياجات وتوقعات متنوعة. انعكاسات عدم إدارة التعددية الثقافية بشكل جيد يمكن أن تتسبب في توترات داخلية، وجميع هذه العوامل تشكل تحديات للوحدة والاستقرار الداخلي في “إسرائيل” وتساهم في تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي هناك.