الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

 

132 هلال المرادى فطعنه فصرعه ، فحمله أصحابه فاستنقذوه فدووى بعد فبرأ . قال أبومخنف –  حدثني النضر بن صالح (  1 )  أبوزهير العبسي أن الحر بن زيد (2)  لما لحق بحسين قال رجل من بني تميم من بنى

 

 

 

*  (  هامش )  *  (  1 )  النضر بن صالح العبسي يكنى ابا زهير . روى عن سنان بن مالك عن علي رضي الله عنه ، روى عنه ابو مخنف سمعت ابي يقول ذلك . الجرح والتعديل للامام الرازي (  ج 8 ص 477 )  ، (  2 )  هو الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمى بن رياح بن يربوع من حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمى اليربوعي اليامى . كان الحر شريفا في قومه ، جاهلية واسلاما ، فان جده عتابا كان رديف النعمان .

 

 

 

وولد عتاب قيسا وقعنبا ومات ، فردف قيس للنعمان ، ونازعه الشيبانيون . فقامت بسبب ذلك حرب يوم الطحفة . والحر هو ابن عم الاخوص الصحابي الشاعر ، وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب :

وكان الحرفى الكوفة رئيسا ، ندبه ابن زياد لمعارضة الحسين (  ع )  فخرج في الف فارس . روى الشيخ ابن نما ان الحر لما اخرجه ابن زياد إلى الحسين وخرج من القصر نودى من خلفه : ابشر يا حر بالجنة ، قال : فالتفت فلم يراحدا

فقال في نفسه : والله ما هذه بشارة وانا اسير إلى حرب الحسين ، وما كان

 

 

 

 

133 شقرة وهم بنو الحارث ابن تميم يقال له يزيد بن سفيان : اما والله لو أني رأيت الحر بن يزيد حين خرج لاتبعته السنان ، قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتلون والحر بن يزيد يحمل على القوم مقدما ويتمثل قول عنترة :

ما زلت أرميهم بثغرة نحره *  ولبانه حتى تسربل بالدم

 

 

قال : وان فرسه لمضروب على اذنيه وحاجبه ، وان دماء‌ه لتسيل ، فقال الحصين بن تميم وكان على شرطة عبيدالله فبعثه إلى الحسين وكان مع عمر بن سعد فولاه عمر مع الشرطة المجففة ليزيد بن سفيان : هذا الحر بن يزيد الذي كنت تتمنى ، قال :

 

 

نعم ، فخرج اليه فقال له : هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة ؟ قال : نعم قد شئت ، فبرز له ، قال : وأنا سمعت الحصين بن تميم يقول والله لبرز له فكانما كانت نفسه في يده فما لبثه الحرحين خرج اليه أن قتله . قال هشام بن محمد ، عن أبي مخنف قال : حدثني يحيى (1) 

 

 

*  (  هامش )  *  يحدث نفسه في الجنة ، فلما صار مع الحسين قصى عليه الخبر . فقال له الحسين : لقد اصبت اجرا وخيرا ، ابصار العين في انصار الحسين (  ص 115 ط النجف )  (  1 )  يحيى بن هانى بن عروة بن قعاص ويقال : قضفاض المرادى ابوداود الكوفى . روى عن ابيه وانس بن مالك وتبيع ابن امرأة كعب وعبدالرحمان بن ابي سبرة الجعفى ونعيم بن دجاجة وابى حذيفة وغيرهم .

 

 

 

 

134 بن هاني بن عروة أن نافع بن (  1 )  هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول : *  (هامش )  *  وارسل عن ابن مسعود . روى عنه شعبة والثوري ومحمد بن سوقه وابوبكر بن عياش وشريك وغيرهم . قال يحيى بن ابي بكير عن شعبة : كان سيد اهل الكوفة .

 

 

 

وقال ابن معين وابوحاتم ويعقوب بن سفيان والنسائي ثقة . زاد أبوحاتم صالح من سادات اهل الكوفة . وقال الدار قطنى يحتج به . وذكره ابن حبان في الثقات . (  1 )  هو نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجى الجملى ، كان نافع سيدا شريفا ، سريا شجاعا ، وكان

 

 

قارئا كاتبا من حملة الحديث ومن اصحاب امير المؤمنين (  ع )  وحضر معه حروبه الثلث في العراق ، وخرج إلى الحسين (  ع )  فلقيه في الطريق ، وكان ذلك قبل مقتل مسلم . وكان أوصى ان يتبع بفرسه المسمى بالكامل ، فاتبع مع

 

 

عمرو بن خالد واصحابه الذين ذكرناهم . قال ابن شهر آشوب : لما ضيق الحر على الحسين (  ع )  خطب اصحابه بخطبته التي يقول فيها : أما بعد فقد نزل من الامر ما قد ترون ، وان الدنيا قد تنكرت وأدبرت . الخ قام اليه زهير فقال : قد سمعنا هداك الله مقالتك الخ ثم قام نافع فقال : يابن رسول الله انت تعلم ان جدك رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقدر أن يشرب الناس محبته ، ولا أن يرجعوا إلى امره ماأحب ، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر ، ويضمرون له الغدر ، يلقونه

 

 

 

135 انا الجملى انا على دين على قال : فخرج اليه رجل يقال له مزاحم بن حريث فقال : انا على دين عثمان ، فقال له : انت على دين شيطان ، ثم حمل عليه فقتله فصاح عمرو بن الحجاج بالناس : يا حمقى اتدرون من تقاتلون ؟ فرسان المصر قوما مستميتين لا يبرزن لهم منكم احد ، فانهم قليل وقل ما يبقون والله

لولم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأى ما رأيت . وارسل إلى الناس يعزم عليهم الا يبازر رجل منكم رجلا منهم .

*  (  هامش )  *  بأحلى من العسل ، ويخلفونه بامر من الحنظل ، حتى قبض الله اليه ، وان أباك عليا قد كان في مثل ذلك ، فقوم قد أجمعوا على نصره ،

وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقوم خالفوه حتى أتاه أجله ، ومضى إلى رحمة الله ورضوانه . وانت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة ، فمن نكث عهده ، وخلع نيته ، فلن يضر الا نفسه ، والله مغن عنه فسربنا راشدا معافى ، مشرقا ان شئت ، وان شئت مغربا ، فوالله ما أشفقنا من قدر الله ، ولا كرهنا لقاء ربنا ، فانا على نياتنا وبصائرنا نوالى من والاك ، ونعادى من عاداك . الضبط : ربما يجرى على بعض الالسن ويمضى في بعض الكتب هلال بن نافع وهو غلط على ضبط القدماء . ” الجملى ” منسوب إلى جمل بطن من مذحج . ويمضي على الالسن وفي الكتب البجلى وهو غلط واضح . ابصار العين في انصار الحسين (ص 86 ط النجف ) 

136

قال ابومخنف –  حدثني الحسين بن عقبة المرادى قال الزبيدي انه سمع عمرو بن الحجاج حين دنا من اصحاب الحسين يقول : يا اهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ، فقال له الحسين : يا عمرو بن الحجاج اعلى تحرض الناس انحن مرقنا وانتم ثبتم عليه ؟ اما والله لتعلمن لو قد قبضت ارواحكم ومتم على اعمالكم ابنا مرق من الدين ومن هو أولى بصلى النار ؟ قال : ثم ان عمرو بن الحجاج حمل على الحسين في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات فاضربوا ساعة فصرع (  1 )  مسلم بن عوسجة

*  (  هامش )  *  (  1 )  هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دردان بن اسد بن خزيمة ابوحجل الاسدى السعدى كان رجلا شريفا سريا عابدا متنسكا . قال ابن سعد في طبقاته : وكان صحابيا ممن رآى رسول الله صلى الله عليه وآله وروى عنه الشعبي وكان فارسا شجاعا ، له ذكر في المغازي والفتوح الاسلامية وسيأتي قول شبث فيه . وقال اهل السير : انه ممن كاتب الحسين عليه السلام من

الكوفة ووفى له وممن أخذ البيعة له عند مجئ مسلم بن عقيل إلى الكوفة . قالوا : ولما دخل عبيدالله بن زياد الكوفة وسمع به مسلم خرج اليه ليحاربه ، فعقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج واسد ، ولابي

 

 

 

137 الاسدي اول اصحاب الحسين . ثم انصرف عمرو بن الحجاج واصحابه وارتفعت الغبرة فاذاهم به صريع فمشى اليه الحسين فاذا به رمق فقال رحمك ربك يامسلم بن عوسجة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال : عز على مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة ، فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير ، فقال له حبيب : لولا اني أعلم أني في اثرك لاحق بك من ساعتي هذه لاحببت أن توصيني بكل ما اهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين قال : بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله واهوى بيده إلى الحسين ان تموت دونه ، قال : أفعل ورب الكعبة ، قال فما كان بأسرع من أن مات في ايديهم . *  (  هامش )  *  ثمامة على ربع تميم وهمدان الخ . وفي مسلم بن عوسجة يقول الكميت بن زيد الاسدي : وان ابا حجل قتيل محجل . وأقول أنا ان امرأ يمشى لمصرعه *  سبط النبي لفاقد الترب اوصى حبيبا ان يجود له *  بالنفس من مقة ومن حب اعزز علينا بابن عوسجة *  من ان تفارق ساعة الحرب عاتقت بيضهم وسمرهم *  ورجعت بعد معانق الترب ابكى عليك وما يفيد بكا *  عيني وقد اكل الاسى قلبى ابصار العين في انصار الحسين (  ص 61 ط النجف )  .

 

 

 

 

138 وصاحت جارية له فقالت : يابن عوسجتاه يا سيداه . فتنادى أصحاب عمرو بن الحجاج قتلنا مسلم بن عوسجة الاسدى ، فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه : ثكلتكم امهاتكم انما تقتلون انفسكم بايديكم وتذللون أنفسكم لغيركم ، تفرحون ان يقتل مثل مسلم بن عوسجة ، اما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم ، لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين ، أفيقتل منكم مثله وتفرحون ؟ قال : وكان الذي قتل مسلم بن عوسجة مسلم بن عبدالله الضبابي وعبدالرحمان بن ابي خشكارة البجلى ، قال : وحمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على اهل الميسرة فثبتوا له فطاعنوه

واصحابه . وحمل على حسين وأصحابه من كل جانب ، فقتل الكلبي (  1 ) 

وقد قتل رجلين بعد الرجلين الاولين وقاتل قتالا شديدا ، فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التميمي من تيم الله بن ثعلبة فقتلاه ، وكان القتيل الثاني من أصحاب الحسين .

(  هامش )  *  (  1 )  هو عبدالله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي ابووهب . كان عبدالله بن عمير بطلا شجاعا شريفا ، نزل الكوفة واتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا فنزلها ومعه زوجته ام وهب بنت عبد من بنى النمر بن قاسط . ابصار العين في انصار الحسين ” ص 106 ط النجف “

 

 

 

 

139 وفاتلهم اصحاب الحسين قتالا شديدا وأخذت خيلهم تحمل و انما هم اثنان وثلاثون فارسا واخذت لا تحمل على جانب من خيل اهل الكوفة الا كشفته ، فلما رأى ذلك عزرة بن قيس وهو على خيل اهل الكوفة ان خيله تنكشف من كل جانب بعث إلى عمر بن سعد عبد الرحمان بن حصن فقال : اما ترى ما تلقى خيلى مذ اليوم من هذه العدة اليسيرة ؟ ابعث اليهم الرجال والرماة ، فقال لشبث بن ربعي الا تقدم

اليهم ؟ فقال : سبحان الله أتعمد إلى شيخ مصر وأهل مصر عامة تبعثه في الرماة لم تجد من تندب لهذا ويجزى عنك غيرى ؟ قال : وما زالوا يرون من شبث الكراهة لقتاله ، قال : وقال ابوزهير العبسى فانا سمعته في امارة مصعب يقول : لا يعطى الله أهل هذا المصر خيرا ابدا ، ولا يسددهم لرشد . ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعده آل ابي سفيان خمس سنين ، ثم عدونا على ابنه وهو خير اهل الارض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية ضلال يالك من ضلال ، قال : ودعا عمر بن الحصين بن تميم فبعث معه المجففة وخمسمأة من المرامية فاقبلوا حتى اذا دنوا من الحسين واصحابه رشقوهم بالنبل فلم يلبثوا ان عقروا خيولهم وصاروا رجالة كلهم قال ابومخنف –  حدثني نمير بن وعلة أن ايوب بن مشرح الخيواني كان يقول : أنا والله عقرت بالحر بن يزيد فرسه حشأته (  1 )  سهما فما لبث

*  (  هامش )  *  (  1 )  حشأته سهما : اصبت احشائه بالسهم

 

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...