قد يؤدّي الحصار البحري المفروض على “إسرائيل” بالبحر الأحمر، نتيجة تهديد حركة أنصار الله اليمنية، إلى أضرار جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي، بحسب ما أوردته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية.
وقالت الصحيفة إنّ :”هذه الظاهرة آخذة في الاتساع بعد حادثة الأضرار التي لحقت بالسفينة، أمس الأول أيضًا”، مضيفةً: “وبحسب المعلومات التي نشرت، فقد أُطلق صاروخ كروز مضاد للسفن من اليمن باتجاه الناقلة التجارية التي شقّت طريقها إلى ميناء أشدود، وكانت تنقل موادًا كيميائية”.
كبير الاقتصاديين، في شركة الاستشارات “BDO” ، حن هرتسوغ حذّر من عواقب التصعيد في البحر الأحمر في حديث مع صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، موضحًا: “أولًا، يتعلق الأمر بارتفاع أسعار النقل البحري إلى “إسرائيل” نتيجة جعل مسار السفر طويلًا حوالي 30 يومًا للسفن لتصل إلى “إسرائيل” من الشرق، بمسار طويل يلف أفريقيا، بدل المرور عبر مضيق باب المندب وقناة السويس”.
وأضاف: “ثانيًا، خطوط الشحن ستقرّر التخلّي تمامًا عن العبور عبر الموانئ الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى الإضرار بمواعيد التسليم وتوافر المنتج وزيادة الأسعار بسبب النقص في سلسلة التوريد، حيث تجري معظم حركة السفن في العالم بواسطة السفن التي تبحر في خطوط منتظمة وتزور عددًا كبيرًا من الموانئ طوال الطريق، ومن المحتمل أنّه بسبب المخاطر العالية، ستفضل بعض الشركات التخلّي عن المحطة في الموانئ الإسرائيلية”.
وأكّد أن: “مدلول ذلك هو أن البضائع المتجهة إلى “إسرائيل” من الشرق يجب أن تُرسل إلى ميناء بديل في أوروبا، ومن هناك يجري تحميلها على سفينة أصغر ستأخذها إلى “إسرائيل”، وبعبارة أخرى، نحن نتحدّث عن تكلفة التحميل المزدوج وتمديد وقت الوصول وتكلفته”.
ولفت إلى أنّ: “الأثر الثالث هو الأضرار التي لحقت بالواردات إلى ميناء إيلات، إلى حد إغلاقه”، مضيفًا: “ميناء إيلات يخضع في الواقع لحصار بحري، ما قد يمنع السفن من الوصول إليه”. وتابع: “على الرغم من أنّ إجمالي حركة المرور في ميناء إيلات صغير نسبيًا، إلا أنها مهمة للغاية بالنسبة إلى استيراد المركبات وتصدير البوتاس من البحر الميت، حيث نحو 50% من واردات السيارات إلى “إسرائيل” تجري عبر ميناء إيلات”.
في الخلاصة، يقدر هرتسوغ أنه: “سيكون هناك حصار بحري على الواردات إلى “إسرائيل” بحجم 80 مليار شيكل سنويًا، وخطر الإغلاق الكامل لميناء إيلات، هذا بالإضافة إلى الإضرار بالصادرات الإسرائيلية إلى أسواق الشرق، بمبلغ يقارب 15 مليار شيكل سنويًا”.
وشدّد على أنّ إطلاق أنصار الله النار على السفن التجارية وناقلات الوقود يهدّد التجارة العالمية.
ونُقل عن المعنيين، في ميناء أشدود، قولهم إن: “تعريض الممرات الملاحية للخطر من الحوثيين (أنصار الله) يشكّل تهديدًا استراتيجيًا لخطوط الشحن العالمية، بشكل عام، وحركة النقل البحري إلى “إسرائيل” بشكل خاص، ولها آثار سياسية واقتصادية واسعة”.
إقرأ المزيد ,,
الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى تمكنت من تعطيل السياسات الأميركية في المنطقة
لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية