غزة والقرآن الكريم – عصام العماد

مدرّس العلوم الإسلامية في مدينة قم المقدسة

لا يمكن لي أن أحصي المقالات التي كتبتها أو الخطب التي ألقيتها حول الصهيونية الظالمة وفلسطين المستضعفة ، بل قد نسيت أكثرها ، ولكنّي لم أتناول موضوع غزة والقرآن الكريم إلا في خطبة ألقيتها في قناة الولاية في مدينة قم المقدسة ، ولكن هذه الخطبة لم تكتب على الورق ، لذلك خطر لي أن أعرض للقارئ بعض نماذج من أثر القرآن في المجتمع القرآني الغزي .
وملهم هذه المقالة هي المشاهد الحيّة التي شاهدها العالم التي كشفت للجميع أن المجتمع الغزي يعيش مع القرآن ويذوب في محبته وعشقة.
والواقع أن سرّ حنق الصهيونية العالمية ومواجهة الأنظمة الاستكبارية الغربية يرجع إلى علاقة المجتمع الغزي مع القرآن ؛ لأن الثقافة الغربية أفلحت في خلق طوائف من المجتمعات الإسلامية غريبة عن القرآن وثقافته.
إن مشاهد ولاية المجتمع الغزي للقرآن بحاجة ماسة إلى كتابة عشرات الكتب حولها.
وأعتقد أن سرّ ثبات هذا المجتمع القرآني الغزي العظيم لأنه وجد القرآن وعاش معه ، ومن وجده وعاش معه وجد الله وعاش معه.
لقد جذب القرآن أهل غزة ، سواء منهم من كان طفلاً أو من كان شيخاً كبيراً ، وسحر المرأة العجوز والشابة .
ووجدت أنّ القرآن كان هو العامل الحاسم في هزيمة العالم المستكبر كلّه أمام هذا المجتمع القرآني الفريد وأمام هذه المدينة الصغيرة المحاصرة .
إنه من المحال هزيمة مجتمع يدرك معنى (الذين يخشون ربهم) ومن المستحيل إستسلام قوم( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) وتراهم( يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).
ورأينا عشرات القصص من الغربين اكتشفوا هذا القرآن العظيم منذ اللحظة الأولى للهجوم الصهيوني الأمريكي على المجتمع الغزي القرآني.
أسأل الله ذا الجلال والإكرام أن يحشرني مع شهداء تلك المدينة المظلومة القرآنية وأن يرزقني شفاعتهم بحق شهر رمضان الكريم . إنه أهل التقوى وأهل المغفرة .