أكد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي ، السبت ، رفضه وجود ومشاركة أي قوة برية أمريكية في العراق ، و اعتبر عملية الانزال الجوي في الحويجة ، سابقة خطيرة في البلاد وقالت نهلة الهبابي النائبة عن الإئتلاف في تصريح ، إن “امريكا تنصلت عن كل العهود والاتفاقات التي وقعتها مع العراق خوفا على خسارة مصالحها في المنطقة” ، مضيفة ان “ائتلاف دولة القانون والشعب العراقي بشكل عام يرفض تواجد أي قوة امريكية في البلد” .
و اشارت النائبة الهبابي الى ان “عملية الانزال الجوي في الحويجة سابقة خطيرة يجب الوقوف عندها” ، مؤكدة ان “ائتلاف دولة القانون والشعب العراقي بشكل عام يرفض تواجد أي قوة امريكية في البلد” .
و مازالت عملية الانزال الجوي التي نفذتها القوات الامريكية في الحويجة واطلاق سراح ما يقارب 70 مختطفاً لدى داعش غامضة ، لاسيما مع تضارب الانباء حول هوية الاشخاص الـ 70 ، و هل تمت العملية بعلم حكومة بغداد من عدمه ، ولما اقتيد بعد الاشخاص ممن تم تحريرهم إلى الولايات المتحدة الامريكية بحسب تقارير محلية .
الى ذلك طالبت عالية نصيف النائبة عن ائتلاف دولة القانون ، السبت ، الحكومة العراقية ببيان موقفها من الانزال الجوي الامريكي في الحويجة، متسائلة أنه هل تم التنسيق مع الحكومة أو إبلاغها مسبقاً بهذه العملية .
وقالت النائبة نصيف إن “الأنباء تضاربت حول الإنزال الجوي الذي نفذته القوات الأمريكية على سجن لمجرمي “داعش” في قضاء الحويجة ، ففي ظل الأنباء عن قيامها بتحرير أفراد من البيشمركة من قبضة داعش نفت حكومة الإقليم أن هناك بيشمركة كان داعش يحتجزهم في ذلك السجن ، وفيما قيل أن الأمريكان حرروا 69 رهينة تؤكد لجنة الأمن والدفاع النيابية أن 20 شخصاً تم نقلهم الى أمريكا، بالإضافة الى أنباء حول قيام القوات الأمريكية بإعدام سجناء بطلقة في الرأس خلال الإنزال وقصف السجن وهدمه فوق رؤوس السجناء” .
وأضافت نصيف أن “هذه العملية العسكرية نفذت على الأراضي العراقية ، ونحن آخر من يعلم بها وبتفاصيلها ، وعلى السفارة الأمريكية أن تفك الغموض عنها إذا كانت حقاً تحترم السيادة العراقية وتعترف بوجود دولة اسمها العراق ، فما أسباب ودوافع تنفيذ الإنزال الجوي؟ ومن هؤلاء الذين اقتادتهم القوات الأمريكية الى جهة مجهولة؟ وما صحة إعدام سجناء داخل السجن وقصفه وهدمه فوق من تبقى منهم؟ وهل هناك ما تحاول المخابرات المركزية الأمريكية إخفاءه عن الرأي العام العراقي والدولي؟”.
وأكدت نصيف أن “السفارة الأمريكية ملزمة بالرد على هذه التساؤلات بدلاً من ترك الباب مفتوحاً على تفسيرات وتأويلات مقلقة ومخيفة نتمنى أن تكون غير صحيحة تتعلق بالجهات المستفيدة من وجود تنظيم داعش الاجرامي في العراق”، مطالبة “الحكومة العراقية إيضاح موقفها مما حصل وهل تم إبلاغها مسبقاً بتفاصيل هذه العملية أم لا” .
هذا و كشف مصدر مطلع ، اليوم السبت ، تفاصيل جديدة عن عملية الانزال التي نفذتها قوة أميركية في قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك ، مشيرا الى انه تم تهريب اخطر قياديين بتنظيم “داعش” الإجرامي .
وقال المصدر إن “قضاء الحويجة شهد منذ عمليات تحرير بيجي والصينية عمليات انسحاب وهروب منظم لعناصر داعش ، الا ان قادة التنظيم تجمعوا في مقرات عدة ابرزها منزل القاضي محمد حمودي الذي حوله قادة داعش الى مقر للسجون والمعتقلات” .
وأضاف المصدر أن “طائرات امريكية نوع (شينوك) نفذت عملية مفاجئة دون علم القيادات الامنية والحشد الشعبي لتقوم بعد ذلك بتهريب قادة بارزين بتنظيم داعش”، مشيرا الى “اختفاء قائدين بارزين في التنظيم مسؤولان عن ملف التنظيم العسكري بقضاء الحويجة”.
واشار المصدر الى ان “المواجهات المسلحة لم تدم طويلا وكأن الامر مفتعل ومنسق مسبقا، ما اسفر ايضا بعد العملية المذكورة اغلاق مكاتب ومقار ومنازل عناصر التنظيم وهروبهم خارج القضاء باتجاه الموصل” .
و كان رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي ، كشف امس الجمعة، عن نقل 20 “إرهابياً” الى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوة أمريكية في قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، فيما اعتبرت حركة “عصائب اهل الحق”، عملية الانزال بأنها “سابقة خطيرة” . وقال الزاملي إن “القوة الأمريكية التي نفذت الإنزال الجوي في قضاء الحويجة، الجمعة لم تحرر جندياً أو ضابطاً عراقياً واحداً، كما لم تحرر أي كردي أو عنصر من البيشمركة”، مطالبا الإدارة الأميركية بـ”تسليم الـ70 الذين أعلنت عن تحريرهم للعراق، إذا كانت صادقة” . و أضاف الزاملي، أن “العملية حررت 20 إرهابياً ونقلتهم الى أمريكا مباشرة”، لافتاً إلى أن “العملية لم تتم لا بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة ولا حتى الكرد أنفسهم، كما لم يكن للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي علم بها”.
الى ذلك اعتبرت حركة “عصائب اهل الحق” ، عملية الانزال الجوي التي قامت بها قوة امريكية في قضاء الحويجة بأنها “سابقة خطيرة”، مطالبة بالكشف عن اسماء المحررين وهوياتهم الى الراي العام . وقالت الحركة في بيان، إنه “في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي المقاوم، وفشل ما يسمى بالتحالف الدولي من تحقيق اي مكتسبات عسكرية تذكر، وبهدف الخروج من هذا المأزق الكبير نفذت القوات الامريكية عملية عسكرية برية مفاجئة في قضاء الحويجة وبدون أشعار الحكومة العراقية بذلك” .
واشار البيان إلى أن “العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية، وسابقة خطيرة، ودليلاً على عدم صدق الادارة الامريكية في ما تقول من ان دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري”. ودعت الحركة في بيانها الحكومة العراقية ومجلس النواب الى “اتخاذ موقف واضح وصريح من الانتهاكات الامريكية للسيادة العراقية وإجراء التحقيق اللازم لمعرفة ملابسات تلك العملية وأسباب تنفيذها في هذا الوقت بالذات”.