الرئيسية / من / طرائف الحكم / مأساة الزهراء عليها السلام

مأساة الزهراء عليها السلام

الشباب. وليست متداولة فيما بين العلماء والمحققين والباحثين، بل كان المهتمون بكتبه هم – في الأكثر – فريق خاص، تربطهم به علاقات خاصة، وحالة معينة.
2 – أما بالنسبة لقضية الزهراء (ع) فقد بدأت الاعتراضات على مقولاته فيها وفي غيرها قبل سنوات، فقد قامت ضجة حولها في سنة 1993 وتراجع البعض عن مقولاته، وتراجعه هذا مسجل ومكتوب، ثم عاد في الآونة الأخيرة لينقض ذلك التراجع، تحت شعار الانحناء أمام العاصفة، وأما بالنسبة لسائر طروحاته فقد كان هناك قدر كبير من حسن الظن، وأخذ الأمور على طبيعتها، ومن موقع الثقة، حيث لم يكن ثمة مبرر لتوهم اشتمال تلك المؤلفات على ما يتعارض مع موجبات حسن الظن هذا..
مع ملاحظة: أن أكثر تلك المؤلفات قد وضعت وكتبت في ظروف الحرب، التي تفرض سلبياتها في المجالات المختلفة، ومنها مجال تداول المؤلفات من قبل أهل الاختصاص والعلماء والشباب المؤمن والواعي للتدقيق فيها ومحاكمتها.
وهذه الظروف بالذات وغيرها قد أبعدت مؤلف هذه الكتب عن الاحتكاك المباشر بأفذاذ العلماء، وكبار المحققين في الحوزات العلمية، إلا في زيارات رسمية خاطفة، لا تسمح باستشراف عمق أفكاره، والوقوف على حقيقة قناعاته.. حتى لو

طرحت للتداول، فإن ذلك لا يستبطن – بالضرورة – معرفتهم بأن تلك هي قناعاته الأخيرة.
لا سيما وأنه إنما يطرح تلك الأفكار تحت شعار تحريك الجو العلمي، الذي لا يحتاج إلى أكثر من إفتراض فكرة، ولو كانت واضحة الفساد.
من هو المظلوم؟ وهل هذا تشهير؟
ومن الأمور التي سمعناها قولهم:
بأننا قد شهرنا بالبعض وظلمناه، حين نشرنا كتابا يحاكم آراءه وأقاويله ويفندها.
ونقول: 1 – إننا لم نكن نرغب في الحديث هنا عن ظالم ومظلوم، لأن القضية ليست قضية شخصية أساسا.
وحين تصبح شخصية فلن يكون لطرحها، وتداول الحديث عنها، وفيها، بهذه الطريقة مجال ولا مبرر.
وكان ينبغي أن يتمحض الحديث عن الحقيقة المظلومة، التي يراد تغييبها عن الناس، الذين لهم كل الحق في اكتشافها وامتلاكها، والإحاطة بها والتعرف على دقائقها.

كما أننا لا نرغب في الحديث عن ظلم يمارس تحت شعار العدل!!
ولا عن ظلم يقال للناس عنه: إنه صفح وعفو عن الضحية كما نسمعه من البعض، مرة بعد أخرى..!!
أما إذا كان ثمة حديث عن ظالم ينتحل صورة الورع التقي، الذي يمارس جريمته من موقع الرحمة والإحسان، ليكون بذلك إنسانا إلهيا، لا يفكر بالقضايا الصغيرة والهامشية، فلسنا نتصور أن يحدث أمر كهذا إلا في نطاق ثورة تجديدية للقيم والمفاهيم، وهي التي يرى بعض رواد الحداثة: أنها أصبحت من التراث الدارس في الماضي البعيد والسحيق.
ومهما يكن من أمر: فإن المطلوب هو أن لا يكون ثمة ظلم للحقيقة، ولا للقيم، ولا للمثل العليا.. فإن ذلك يكون أفحش من كل ظلم يمكن الحديث عنه.
2 – وحيث أصبح لا بد من الإشارة – رغما عنا – إلى ما طلب منا الإشارة إليه، فإننا نقول:
إننا نستغرب أن يصبح الظالم مظلوما، والمظلوم ظالما إلى درجة أن يعترض هؤلاء على نشر كتاب يفند مقولات البعض، ولا يعترضون عليه هو من أجل طرح مقولاته تلك وإشاعتها، رغم دعوتنا له لمناقشة هذه الأمور أمام العلماء وأهل الفكر قبل طرحها على الناس العاديين، فأجابنا في نشرة بينات بتاريخ 25 – 10 – 1996 م فقال:

“.. أنا لا أؤمن بأن الناس عوام يجب أن نبقيهم على جهلهم… إلى أن قال: إني أرى أن من الخطأ إثارة القضايا في المجالس الخاصة وحسب، بل لا بد من أن نثيرها في المجالس العامة “.
فنحن مع هذا البعض كما قال الشاعر:
يظلمني ثم أسمى ظالما * يشتمني ثم أسمى شاتما 3 – وأما التشهير – لو صح – فمن الواضح:
إن ذلك البعض هو الذي شهر بنفسه بمبادرته إلى التشكيك من على المنابر، وعبر أثير الإذاعات، والكتب والصحف، والمجلات، وغيرها… في أمور لا تقبل التشكيك، لوضوحها، ولقيام الأدلة القاطعة عليها، ولا ننسى أن التصريح باسمه إنما جاء من قبل من تصدوا من قبله هو للدفاع عنه.
كما أنه هو الذي لم يزل يعمل على نشر هذه الأقاويل وإشاعتها، كما هو واضح للعيان.
قضية النقل عن السيد شرف الدين:
ومما أخذ علينا في هذا الكتاب: أننا ذكرنا أنه ينقل عن السيد شرف الدين في أوائل الخمسينات خبرا يتعلق بالهجوم على بيت الزهراء (ع)، وحين يسأله البعض عن مقدار عمره حينئذ يجيب بقوله: 22 أو 23 سنة.

حيث قلنا هناك: إنه إذا كانت ولادته في سنة 1935 (1).
فإن عمره لا بد أن يكون حينئذ أقل من ذلك بكثير.
وقد أشاعوا: أن ذلك يمثل إتهاما لذلك القائل بالكذب، وتلك جريمة كبيرة وخطيرة بنظر هؤلاء.
ونقول:
قد أجبناهم عن ذلك بما يلي:
أولا:
إن اللغة التي تحدثنا بها هي لغة الخطأ والصواب، وإصابة الواقع وعدمها، أما دوافع وأسباب وقوع المخطئ في خطأه فذلك ليس من اهتماماتنا، والمخطئ هو المسؤول عن تبرير ما يصدر منه، ولم نتحدث باللغة الأخلاقية أو الشرعية. من حيث كون ذلك من مفردات الكذب أو الصدق، الذي يعني أنه قصد أن يخبر بغير الواقع من دون سبب أو عذر، أو لم يقصد ذلك.
ثانيا:
إننا إنما كنا نناقش طبيعة الدقة في النقل من حيث القدرة على ضبط التعابير في قضية مضى عليها أكثر من (40) عاما،

(1) راجع: مجلة المرشد: العددان 3 – 4 ص 23 وص 210 عن كتاب: أسئلة وردود من القلب. لكن جاء في المصدر نفسه ص 299 وص 282 و 127 أنه ولد سنة 1936 وجاء في ص 122 عن جريدة لبديار عدد 19 – 4 – 1992: أنه ولد في النجف الأشرف 19 – شباط – 1934 الموافق 19 – شعبان – 1354 ونشرت المقابلة نفسها في كتاب (آفاق الحوار الإسلامي المسيحي): ص 351 فراجع..

شاهد أيضاً

المقاومة وبيئتها الشعبية تُسقط مشاريع التغيير “الجيوغرافي” و”الديموغرافي”

محمد نادر العمري ما تزال مسألة استهداف قوات الاحتلال الصهيوني للمعابر البرية الحدودية بين سورية ...