الرئيسية / الاسلام والحياة / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

47) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
24 – (أعلم من أين يؤكل الكتف) :
قال الأصمعى تقول العرب للرجل الضعيف الرأى إنه لا يحسن أكل لحم الكتف وقال الشاعر
( إنى على ما ترين من كبرى … أعلم من أين يؤكل الكتف )
وقيل إن لحم الكتف إذا نزعته من إحدى جهاته انتزع جملة وإذا نزعته من الجهة الأخرى تفرق ويعنون بالمثل ذلك.ولابد لنا من العمل تحسين التصرف والعمل الصحيح خصوصا في اعمال الخير،حيث ان المؤمن الحقيقي لابد له من العمل بصورة صحيحة سليمة حسنة طمعا بالخير والجنة وهربا من النار وزهدا في الشر للحصول على ثواب الآخرة.وجاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال:
(المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف) وهكذا يحثنا الرسول الاعظم صلى الله عليه واله على تملك اسباب القوة سواء كانت مادية ام معنوية وفي جميع المجالات ولن يتم الامر الا بالتمسك بالاسلام الصحيح والعمل بتعالميه السليمة السوية وكذلك التمسك بالنبي وسنته واهل بيته صلى الله عليه واله وسلم لانهم هم القادة الى الجنة والحمد لله رب العالمين.
25- (وافق شنّ طبقه) :
كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له: شن فقال: والله لاطوفن حتى أجد امرأة مثلى فأتزوجها، فبينما هو في بعض مسيره إذ رافقه رجل في الطريق فسأله شن: أتحملني أم أحملك ؟ – فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟ ! فسكت عنه شن وسار حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ ! فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتا مستحصدا، فتقول أكل أم لا ؟.. ! فسكت عنه شن، حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتأ ؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها: أميت صاحبها أم حى ؟ فسكت عنه شن، فأراد مفارقته، فأبى ذلك الرجل أن يتركه حتى يسير به إلى منزله فمضى معه وكان للرجل بنت يقال لها: طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته اياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل، أما قوله: اتحملنى أم أحملك ؟ فأراد: أتحدثني أم أحدثك ؟ حتى نقطع طريقنا، وأما قوله: أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فانما أراد: هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا، وأما قوله في الجنازة، فأراد: هل ترك عقبا يحيى بهم ذكره أم لا ؟ فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتنى عنه ؟ – قال: نعم، ففسره، فقال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه، فقال: ابنة لى، فخطبها إليه وزوجها له وحملها إلى أهله.
26 – (قد حمى الوطيس) :
فعل ( وطس ) وَطَسَ الشيءَ وَطْساً كسره ودقَّه والوَطِيس المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها والوَطِيس التنور والوَطِيس حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى وقيل الوَطِيس شيء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه وقيل هي تنُّور من حديد وبه شُبِّه حَرّ الحَرْب وقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم في حُنَيْن الآن حَمِيَ الوَطِيسُ وهي كلمة لم تُسمع إِلا منه وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب وقيامها على ساق الأَصمعي الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها يُضْرب مثلاً للأَمر إِذا اشتد قد حَمِي الوَطِيسُ ويقال طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه وقال أَبو سعيد الوَطِيس الضِّراب في الحرب قال ومنه قول عليّ رضوان اللَّه عليه الآن حين حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ واشتدت قال وقول الناس الوَطِيس التنور باطل وقال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم وأَصل الوَطْس الوطء من الخيل والإِبل ويروى أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم رُفعت له
(هكذا في الأصل ولعله أَراد رفعت له ساحة الحرب أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد)يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم فقال حمي الوطيس وقال زيد بن كُثْوة الوَطِيسُ يحتفر في الأَرض ويُصَغَّر رأْسه ويُخْرق فيه خَرْق للدخان ثم يوقد فيه حتى يَحْمى ثم يوضع فيه اللحم ويُسَدّ ثم يؤتى من الغد واللحم عاتٍ لم يحترق وروي عن الأَخفش نحوه ابن الأَعرابي الوَطِيس البلاء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم قال ابن سيده وليس ذلك بقويّ وجمعه كله أَوْطِسَة ووُطُسٌ والوَطِيس وطء الخيل هذا هو الأَصل ثم استعمل في الإِبل قال عنترة بن شدَّاد العبسي خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم
(وفي معلقة عنترة بوَخْدِ بدل بذات).
الوطْس الضرب الشديد بالخف وغيره وخَطَّارة تُحَرِّك ذنبها في مشيها لنشاطها وغِبّ السُّرى بَعْدَه وموّارة سريعةُ دورانِ اليدين والرجلين والإِكامُ جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض وقوله ذات خف مِيْثَم أَي تكسر ما تطؤُه يقال وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره وأَوْطاس موضع.
قَال الأَصمَعي وغيره : الوَطِيس حِجَارة مُدوَّرة فإذا حميت لم يمكن أحدا أن يطأ عليها يضرب للأمر إذا اشتد.
27- (كيف أعاودك وهذا اثر فأسك) :
زعموا أن أخوين (3) كانا فيما مضى في إبل لهما فأجدبت بلادهما، وكان قريباً منهما وادٍ فيه حية قد حمته من كل واحد، فقال أحدهما للآخر: يا فلان لو أني أتيت هذا الوادي المكلىء فرعيت فيه ابلي وأصلحتها، فقال له أخوه: إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أحداً لم يهبط ذاك الوادي إلا أهلكته؟ قال: فو الله لأهبطن، فهبط ذلك الوادي فرعى إبله به زماناً، ثم إن الحية لدغته فقتلته، فقال أخوه: ما في الحياة بعد أخي خير و لأطلبن الحية فأقتلها أو لأتبعن أخي، فهبط ذلك الوادي فطلب الحية ليقتلها، فقالت: ألست ترى أني قتلت أخاك، فهل لك في الصلح فأدعك بهذا الوادي فتكون به وأعطيك ما بقيت ديناراً في كل يوم، قال: أ فاعلة أنت؟ قالت: نعم، قال: فإني أفعل، فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضيرها، وجعلت تعطيه كل يوم ديناراُ فكثر ماله ونبت إبله، حتى كان من أحسن الناس حالاً، ثم ذكر أخاه فقال: كيف ينفعني العيش وأنا انظر إلى قاتل أخي فلان، فعمد إلى فأس فأحدّها ثم قعد لها فمرت به فتبعها فضربها فأخطأها ودخلت الجحر ووقع الفأس بالجبل فوق جحرها فأثر فيه، فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار الذي كانت تعطيه، فلما رأى ذلك وتخوف شرها ندم، فقال لها: هل لك في: ان نتواثق ونعود إلى ما كنا عليه، فقالت: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك وانت فاجر لا تبالي العهد. فكان حديث. الحية والفأس مثلاً مشهوراً من أمثال العرب.
يذكرنا هذا المثل بمثل اخر يقول اتق شر من احسنت اليه فكم هو قبيح بالانسان ان يسيء الى اخيه الانسان الذي مد يد العون اليه،فلماذا يحمل بعض الاشخاص هذه الصفة المذمومة وهي نكران الجميل؟اليس من الانصاف الاحسان الى من احسن الينا؟لا شك ان صفة نكران الجميل تساهم بشكل كبير في تفكيك المجتمع من خلال ابتعاد القلوب عن بعضها البعض الاخر،كما ان هذه الصفة المقيتة تساعد في قطع سبيل المعروف بين الناس،لاننا من خلال حياتنا والعيش بين الناس سنحتك ونتعرف على اشخاص نبذل لهم كل البذل ومعاني الخير،فنفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم،ولكن ومع مرور الايام تتحول هذه المعاني الطبية تقابل بنكران الجميل وقد امرنا الله سبحانه بالاحسان الى من احسن الينا(هل جزاء الاحسان الا الاحسان) .فالفطرة التي فطر الله الخلق عليها هي حب النفوس للخير والاحسان وبغض الاساءة اليها،ولكن هناك من خالف هذه الفطرة السليمة بسبب سوء خلقه وطبعه اللئيم،فليس للوفاء قيمة في قلوب هذا النوع من الناس،ولكن الاحسان حالة ملازمة للمؤمن وهي من الصفات التي توحي لنا بكرم الطباع،فهل نغير هذا الثوب الجميل بمجرد ان هناك لئيما رد الاحسان بالاساءة؟بالطبع كلا لاننا ننتظر ان يكافئنا الآخرون على ما نفعل إنما ننتظر الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى،ولكن في نفس الوقت من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق فنحن نفعل ما بوسعنا لتخفيف معاناة الاخرين،فنفعل ما يجب علينا فعله،وننتظر من الآخرين ما يجب عليهم فعله.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...