الرئيسية / الاسلام والحياة / على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

الفصل الثاني تحقق الرؤيا وقيام ملك ” أرباب السوء “

1 – مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية قام ملك ” بني فلان ” الذين رأى النبي (ص) أنهم ينزون على منبره نزو القردة. ولا نعفي أحدا من المسؤولية، لا الذين أضعفوا سلطان آل محمد على قلوب الناس وجعلوا منهم مستشارين عند الضرورة، ولا الذين جعلوا الإمام عليا سادسا في ما أسموه بالشورى، وقد قال (عليه السلام) في ذلك، ” متى اعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر “، ولا الذين مهدوا لمعاوية سلطانه في الشام، ولما رأوا ما هو فيه من الأبهة والسلطان قالوا: ” لا نأمرك ولا ننهاك “، كأن ابن آكلة الأكباد استثناء، ولا الذين حرصوا على سلب أهل البيت أموالهم التي أعطيت لهم من قبل السماء، فأخذوا فدكا من الزهراء وحرموا آل محمد حقهم في الخمس، ولا الذين حرصوا على إعطاء بني أمية ما يتقوون به لإقامة دولتهم، فأعطوا مروان بن الحكم وابن أبي سرح خمس غنائم إفريقيا، ولا الذين أشعلوا نار الفتنة في موقعة الجمل،… الخ الخ، كلهم مسؤولون وشركاء في هذه الكارثة (وقفوهم إنهم مسؤولون * ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون) (الصافات / 24 – 26)، كلهم أرادوها أموية وكرهوها إسلامية خالصة لله.
2 – خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء ولنسمع خطبة الافتتاح من ابن آكلة الأكباد: ” ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك،

(٤٥)

وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين، لا أفي به ” (1).
ولا بأس بأن نورد نماذج من تطبيق الشريعة الإسلامية، على الطريقة الأموية، وهو ما يتمناه بعض المخدوعين في هذا الزمان:
أولا: النهج الأموي يبيح شرب الخمور روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن بريدة قال:
” دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام، فأكلنا. ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله ” (2).
ثانيا: النهج الأموي يبيح الربا أخرج مالك والنسائي وغيرهما، من طريق عطاء بن يسار أن معاوية باع سقاية من ذهب، أو ورق، بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه: سمعت رسول الله، (صلى الله عليه وآله وسلم)، ينهى عن مثل هذا إلا مثلا بمثل، فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا (3).

(١) مقاتل الطالبيين ص ٧٦ – 77، مؤسسة الأعلمي – بيروت 1408 ه‍ – 1987 م.
(2) مسند أحمد بن حنبل 5 / 407، ح 23005، ط 1، دار الكتب العلمية – بيروت 1413 ه‍ – 1993 م.
(3) سنن النسائي بشرح السيوطي 7 / 279. دار الكتب العلمية – بيروت، والموطأ لمالك بن أنس، تحقيق محمد عبد الباقي 2 / 634 ح 33 توزيع دار الكتب العلمية – بيروت.

(٤٦)

ثالثا: استلحاق زياد ” وصى رسول الله، (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن الولد للفراش وللعاهر الحجر “. متفق عليه.
” وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام “. رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
أما ابن آكلة الأكباد فجاء بزياد، وكان يدعى زياد ابن أبيه، وتارة زياد بن أمه، وتارة زياد بن سمية، وأقام الشهادة أن أباه أبا سفيان قد وضعه في رحم سمية، وكانت بغيا، وسماه زياد بن أبي سفيان ليستخدمه في قمع المسلمين الشيعة وقتلهم.
رابعا: قتل الأحرار من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) (المائدة / 32).
روى الطبري في تاريخه: ” استعمل معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة وأوصاه: لا تتحم عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم، وترك الاستماع منهم، وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والإدناء لهم والاستماع منهم. وأقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهرا، وهو من أحسن شئ سيرة، وأشده حبا للعافية غير أنه لا يدع ذم علي والوقوع فيه والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم، والدعاء لعثمان
(٤٧)

شاهد أيضاً

كلمة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى استشهاد الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني

كلام الأمين كلمة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى استشهاد الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني ...