الرئيسية / القرآن الكريم / الوجيز في علوم القرآن

الوجيز في علوم القرآن

الدرس السادس: رسم القرآن، والقراءات

أهداف الدرس:
1- أن يتعرَّف الطالب إلى كيفية دخول علامات التنقيط والتشكيل والإعجام على المصحف الشريف.
2- أن يتعرَّف إلى كيفية نشوء القراءات القرآنية.
3- أن يميّز أسانيد القراءات القرآنية المختلفة.

تمهيد
لقد اهتم النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن الكريم، وقد اعتنى بأن يكون بين يديه كتاب للوحي، وكان يشدّد على المحافظة على القرآن الكريم ويوصي بالاهتمام به، كي لا يصيبه ما جرى على الكتب السماوية السابقة، وقد عمل المسلمون بوصية نبيهم واهتمّوا بكتابة القرآن وحفظه ورسمه وتناقله وعدم دخول أي كلام غير إلهي فيه، ونحن في هذا الدرس نتعرّض للرسم القرآني وكيف دخل الإعراب والإعجام والتشكيل إلى القرآن، وكيفية نشوء القراءات لا سيما القراءات المشهورة.

التَّنقيط والشَّكل
كانت كتابة المصاحف حتَّى العثمانية منها مجرَّدة عن علامات الشَّكل والنّقط والإعجام، حيث إنّ الخط الكوفي كان إلى ذلك الحين مجرّداً عن الزَّوائد، بل لم يدوَّن في تلك المصاحف أي نوع من أنواع الزِّيادة التّوضيحية مثل أسماء السّور وأرقام الآيات.

1- وضع الحركات:
وأوّل من تصدّى لوضع الحركات الإعرابية هو أبو الأسود الدؤلي (المتوفي سنة 69 هـ) وذلك بعد أن سمع من يلحن بالقراءة، فاستعمل مداداً يخالف لونه اللون

الذي كتب به القرآن، وقال للكاتب: “إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممتُ فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة نقطتين، وفي نسخة: فاجعل النقطة من تحت الحرف” ، وقيل إنه جعل للفتح نقطة فوق الحرف، وللضم نقطة إلى جانبه، وللكسر نقطة أسفله، وللتنوين نقطتين .

والجدير بالذكر هنا أن أبا الأسود الدؤلي كان قد أخذ أصول النحو عن أمير المؤمنين عليه السلام، الذي وضع له قواعده ولقّنه أصوله وأمره بتفصيل ما أجمله له ليرجع إليه من كان في لسانه عجمة للتخلُّص من اللحن في الكلام.

2- وضع النقاط والحركات:
وقد أكمل عمل أبي الأسود من بعده اثنان من تلامذته، هما: يحيى بن يعمر العدواني (توفي عام 90هـ تقريباً) ونصر بن عاصم الليثي (توفي عام 89هـ) حيث وضعا النقاط على الحروف أزواجاً وأفراداً، في عملية أطلق عليها اسم الإعجام، وذلك للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، فصار لكل حرف صورة تميّزه عن صورة غيره من الحروف، كما هو المتعارف في كتابتنا اليوم .

ثم تلا ذلك تطوير علامات الإعراب والشكل فوضع علامة للسكون وغيرها من العلامات.

وقد اعتمدوا في البداية للتمييز بين نقاط الإعجام ونقاط الحركات اختلاف اللّون، فاستعملوا ثلاثة ألوان، لوناً للكتابة، ولوناً للنقط التي تميز الحروف المعجمة من المهملة، ولوناً للنقط التي ترمز إلى الحركات، وربما وصل الأمر إلى استعمال

أربعة ألوان كما نقل عن أهل الأندلس .

لكن الخليل بن أحمد الفراهيدي (170-100هـ) ابتدع أشكالَ الحركات، فميّزها عن نقاط الحروف، فجعل لكلِّ حركة حرفاً صغيراً بدل النقط، فوضع للضمة واواً صغيرة، وللكسرة ياءً مردفة تحت الحرف، وللفتحة ألفاً مائلة فوق الحرف. وأضاف إلى ذلك علامة الهمز والتشديد والرّوم والإشمام . واستمرت حركة وضع الاصطلاحات والعلامات التوضيحية، فوضعت علامات نهاية الآيات وقسّم القرآن إلى الأخماس والأعشار، ووضعت إشارات إلى أحكام السجود الواجب والمندوب وهكذا.

أما على صعيد الرسم القرآني أي الإملاء فقد بقي الرسم العثماني هو الأساس.

والحقيقة أن عملية التنقيط ووضع الحركات الإعرابية قدّمت خدمة عظيمة ووضعت حدّاً للاختلاف في القراءة التي كانت بلغت مستوىً خطراً، كما سيأتي الإشارة إليه.

القراءات القرآنيّة
لا يكاد يخلو كتاب تفسير من التعرّض لذكر القراءات المتعدّدة للكثير من مفردات القرآن، وهذه القراءات تنسب إلى قرّاءٍ معيّنين، وقد أُحصي منها عشرة مشهورة، أو سبعة هي الأشهر، وإلاّ فإنّ عدد القراءات الشاذّة تزيد عن ذلك بكثير.

1- منشأ القراءات:
هناك اتجاهان في شأن نشوء القراءات القرآنية ومصدرها:

الأول: اجتهاد القرّاء:
إنّ المصحف حتّى المصحف العثماني قد كتب مجرّداً عن التنقيط والحركات الإعرابيّة، وهذا أدّى إلى الاختلاف في قراءته، نتيجة عدم حفظ المعلّمين القراءة الصحيحة بدقة، واعتماد الرسم الذي يحتمل عدّة وجوه لخلوّه من الإعجام والإعراب.

فالقراءات على هذا الوجه تكون اجتهادية محضة، أو مرويّة عن القرّاء المشهورين منقولة بأخبار الآحاد، مع الاعتراف بأنّ القرآن نزل على قراءة واحدة،، دون أن يُعلم الزمن الذي حصل فيه الاختلاف وكيف بدأ.

واستدل لهذا الإتجاه بعدة أدلة أهمها:

1- الروايات: ويدل على الاتجاه الأول: ما ورد في أخبارنا عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، في أنّ القرآن نزل على حرف واحد.

منها: ما روي عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال عليه السلام: “كذبوا أعداء الله، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد” .

منها: ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: “إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة” .

ومنها: ما روي عن سليمان بن صرد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “أتاني جبرئيل فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد” .

ويدلّ عليه أيضاً: أنّ الخليفة الثالث عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة واحدة كما يقولون، فهو اعتراف ضمني بأنّ القرآن واحد نزل بقراءة واحدة، وإلا لما كان له أن يمنع القراءات الأخرى ويحمل الناس على قراءة واحدة، إلّا أن يكون اجتهاداً منه.

وقد تبنّى هذا الاتجاه أكثر من واحد من مصنّفي أهل السنّة، وصرحّوا بأنّ سبب الاختلاف في القراءات هو خلوّ المصاحف الأولى من النقط والشكل. فقد نقل ذلك عن ابن أبي هاشم ، وابن جرير الطبري وغيرهما.

2- تواتر القراءات:
إنّ القراءات مروية بالأسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغضِّ النظر عن كتابة المصحف الشريف. وقد ادّعى بعض تواتر القراءات السبعة المشهورة .

فالقراءات على هذا الوجه يُدّعى أنّها كلّها قرآن، وأنّ القرآن نزل بقراءات متعدّدة ومتواترة.

الاتجاه الثاني: ويعتمد على تفسير الأحرف السبعة بالقراءات واستدل لهذا الاتجاه بعدة أدلة منها:

– ما رووه عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف ، فزعموا أن الأحرف السبعة هي القراءات السبعة المشهورة.

حتّى أن بعضهم يدّعي أن عثمان بن عفان فرّق هذه القراءات على المصاحف التي دوّنها، لكي تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله تعالى، وكما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو سبب اختلاف رسوم مصاحف أهل الأمصار .

والاستدلال برواية نزول القرآن على سبعة أحرف غير تام:
أ: فإن هذه الرواية معارضة بما روي عن أئمة أهل البيت عليه السلام وهم أعلم بما نزل فيه من أن القرآن واحد نزل من عند الواحد، على حرف واحد وأن الاختلاف يأتي من قبل الرواة كما تقدّم.

ب: لا دليل على أن المراد بالأحرف السبعة القراءات السبعة، فإن بعض الروايات فسّرت الأحرف بأنها أساليب القرآن من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والجدل والأمثال والقصص ، ويظهر من روايات أخرى أن الأحرف إشارة إلى معاني القرآن وتأويلاته، فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: “تفسير القرآن على سبعة أوجه، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، تعرفه الأئمة” .

ج: إن روايات نزول القرآن على الأحرف السبعة متضاربة، فبعضها يقول أنها سبعة، وبعضها يقول أنها خمسة، وبعضها يقول أنها أربعة وربما ثلاثة، فلا يعلم الصحيح منها.

والنتيجة أن مقولة تفسير الأحرف السبعة بالقراءات غير مقبولة ولا يصح الاعتماد عليها.

3- اختلاف مصاحف الأمصار
تُصرّح بعض النصوص أن عثمان بن عفان لما أتي بالمصحف بعد أن فرغوا منه، نظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم أرى فيه شيئاً من لحن ستقيّمه العرب بألسنتها .

وهذا يدل على أن الدقّة التي توخّاها كَتَبةُ القرآن آنذاك لم تكن مانعة من وقوع بعض اللّحن غير المهم في طريقة الرسم القرآني، ولذا اعتمدوا على أنّ العرب ستقوّمها بألسنتهم، ولو كان ذلك على مستوى الاختلاف الجذري لما كان يسكت عليه.

بالإضافة إلى أن تلك المصاحف كانت خالية عن النقط والحركات الإعرابية – كما تقدّم- ممّا جعل إمكانية اختلاف قراءتها على مستوى عالٍ، ونحن لا ندري مقدار هذا الاختلاف المزعوم في المصاحف العثمانية، وما نقل في المقام لا يخلو أن يكون مجرّد دعاوى غير مدعّمة بأدلة قاطعة، وهذا مما لا يجوز الوقوف عنده أمام النص المتواتر والقراءة المتواترة.

4- سند القراءات
أما دعوى كون القراءات مرويّة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فهنا لا بد من التعرّض لأمرين:

الأوّل: أنّ القرآن لا يثبت بأخبار الآحاد، وإنما بالتواتر الموجب للاعتقاد اليقيني, بأنه هو كلام الله النازل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه فأي قراءة لا بد من إسنادها بأسانيد متواترة، ولا يكفي مجرّد الرواية بسند واحد أو سندين بما لا يخرجها عن الآحاد. وهذا أمر مسلّم لا يناقش فيه أحد.

الثاني: إن القراءات المنقولة في كتب التفسير وغيرها كلها غير متواترة، وقد كفانا البحث السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره في كتاب “البيان” ، وقد أورد ترجمة القرّاء السبعة وأثبت أن قراءتهم غير متواترة بل بعضها لم تثبت بسند صحيح أصلاً.

والقرّاء السبعة هم:
1- عبد الله بن عامر الدمشقي، ولد سنة 8هـ وتوفي سنة 118هـ، قيل قرأ على المغيرة.

2- ابن كثير المكي ولد سنة 45هـ وتوفي سنة 120هـ، قيل إنه قرأ على ابن السائب.

3 عاصم بن بهدلة الكوفي توفي سنة 127 أو 128هـ، وقيل إنه قرأ على زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي عمرو الشيباني، ومن أشهر من روى عنه حفص بن عمر.

4- أبو عمرو البصري ولد سنة 68هـ وتوفي 154هـ، أكثر القرّاء شيوخاً.

5- حمزة الكوفي ولد سنة 80هـ وتوفي سنة 156هـ قرأ على سليمان الأعمش وحمران بن أعين وغيرهما.

6- نافع المدني مات سنة 169هـ، أخذ عن جماعة من تابعي أهل المدينة.

7- الكسائي الكوفي مات سنة 189هـ، أخذ القراءة عن حمزة الزيات.

ومن تصفّح حال القرّاء وتراجمهم يظهر أن قراءاتهم تلقّوها عن مشايخهم بطرق الآحاد، وكثير من القرّاء أنفسهم لم يكن ثقة أو أن شيوخه لم يكونوا ثقات. والمهم هو عدم إمكان الركون إلى شي‏ء منها. ولا يكفي أن يدّعى تواتر القراءة إلى القرّاء أنفسهم فإن المطلوب التواتر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو غيرها.

ثم إن احتجاج كل واحد من القرّاء على صحة قراءته وإعراضه عن قراءة غيره دليل على أن القراءات لم تكن متواترة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تكن متعدّدة في الأصل، وإلا لم يكن هناك حاجة لكل ذلك، فإن التعدّد يكون عندئذ هو الطبيعي.

ومهما يكن فإن عدم تواتر القراءات لا يضر بتواتر القرآن لعدم الملازمة بينهما، كما ان تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات، لأن الاختلاف في كيفية الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها. ومع اتفاق آراء جمهور الفصحاء والبلغاء وأرباب النحو على قراءة عاصم الكوفي، وحيث أن أدقّ رواته هو حفص دون سائر تلامذته، فقد تداول المسلمون هذه القراءة واتفقوا عليها، ومع ملاحظة أخبار أهل البيت عليهم السلام التي سيأتي ذكرها لا يبقى إشكال في الأخذ بها حينئذ لخروجها عن الشاذ والنادر.

نمط اختلاف القراءات
من يتتبّع القراءات المختلفة يصل إلى حدّ الاطمئنان بأنّها نشأت من اختلاف الرسم أو اختلاف اللهجات أو عدم وجود النقاط الإعجامية للحروف وعدم وضع الحركات الإعرابية، ولتقريب ذلك إلى الذهن أكثر نأتي بأمثلة:

1- قوله تعالى: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ﴾ قُرئ بكسر الكاف وبضمّها وقال الطبرسي: هما لغتان. وهذا يدل على أن منشأ الاختلاف هنا هو اختلاف اللهجة العربية من قبيلة لأخرى، وكلٌّ قرأ بلغته.

2- ومثله قوله تعالى: ﴿يُضَآرَّ﴾ قُرى‏ء بفتح الراء وبضمها.

3- قوله تعالى: ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ قُرى‏ء بالبناء للمفعول في الأول وللفاعل

في الثاني وبالعكس. وهذا يبدو أنه من عدم الحفظ، واحتمال الرسم للقراءتين، واتحاد المعنى.

4- ﴿مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ قرأ ابن مسعود بفتح الميمين.

5- ﴿حَتَّىَ يَطْهُرْنَ﴾ قُرى‏ء يطّهّرن بالتشديد، وهذا ناشيء من عدم الحركات الإعرابية.

6- ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ قُرى‏ء المجيد بالرفع والجر وهذا من الاختلاف بالتفسير وعدم حفظ القراءة.

7- ﴿بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾ قُرى‏ء باعد على وزن الفعل الماضي وفعل الأمر.

8- ﴿يَعْرِشُونَ﴾ قُرى‏ء بضم الراء وبكسرها.

9- ﴿وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ﴾ قُرئت لكن بالتشديد والتخفيف ويتبع ذلك رفع الشياطين ونصبها.

10- ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ قُرى‏ء فتثبتوا، وهذا نوع من الاختلاف ناشئ من عدم وجود نقط الإعجام.

11- يعلمون وتعلمون في أكثر من موضع اختلف في قراءتها بالياء والتاء على الخطاب والغيبة.

12- ﴿لَّمْ تَرَوْهَا﴾ قُرى‏ء لم يروها في الموضعين من التوبة.

13- ﴿نُنشِزُهَا﴾ قُرى‏ء ننشرها. وهذا كله لعدم التنقيط.

14- ﴿يَقُصُّ الْحَقَّ﴾ قُرى‏ء ويقضي الحق وهذا مثال لتشابه الرسم والخطأ في التشخيص.

هذه نماذج يسيرة وأغلب الاختلافات من هذا القبيل.

وهناك اختلافات في زيادة كلمة ونقصانها، واستبدال حرف جر بآخر وأمثال ذلك مما ينشأ من سهو الحافظ.

وهناك اختلافات ناشئة من الخلط بين التفسير والتأويل ومتن القرآن فيتوهّم أن ما ورد على الألسنة للتفسير أنه من أصل القرآن.

ونحن لا ننفي بعض المحاولات العمدية للتحريف، خاصة إذا عرفنا أن بعض أهل الكتاب كان يطلب منه نسخ المصحف وهو لا يؤتمن من التلاعب والزيادة والتحريف. ومن هذا القبيل ما ورد أن عبد الرحمن بن أبي ليلى كتب له نصراني من أهل الحيرة مصحفاً بسبعين درهماً ، ومنذ سنوات قليلة حاول يهود العصر في إسرائيل تحريف القرآن في الآيات التي ترتبط بهم وباءت محاولتهم بالفشل، كما فشلت كل المحاولات السابقة وبقي القرآن الكريم محفوظاً بعيداً عن كل ريب.

وفي الختام لا بد من الإشارة إلى ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام من الأمر بالقراءة “كما يقرأ الناس” أو “كما علمتم” والنهي عن متابعة القراءات الشاذة.

روي أنه قرأ رجل على الإمام الصادق عليه السلام حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال الإمام أبو عبد الله عليه السلام “كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس…” .

وروي عنه عليه السلام أنه قال: “اقرؤوا كما علّمتم ” .

أسئلة حول الدرس

أجب عن الأسئلة التالية:
1- ما هي الأسباب التي ذُكرت لنشوء القراءات المتعدّدة للقرآن؟
2- ما هو رأي البيت عليهم السلام في موضوع التعدُّد في القراءات؟
3- ما هو المعنى الصحيح للأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها؟
4- قيل إن القراءات المتعدّدة للقران مروية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، كيف تردّ على ذلك؟
5- ما هي القراءة التي كان عليها أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي هي متداولة اليوم؟

أجب بـ  أو :
1- أوّل من تصدّى لوضع الحركات الإعرابية هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- أوّل من تصدّى لوضع علامات الوقف هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.
3- الإعجام هو وضع النقاط على الحروف، لا الحركات.
4- التشكيل هو وضع الحركات على الحروف لا النقاط.
5- تواتر القراءات: يعني أنّها القراءات المروية بالأسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغضّ النظر عن كتابة المصحف الشريف.
6- إن مقولة تفسير الأحرف السبعة بالقراءات غير مقبولة ولا يصحّ الاعتماد عليها.
7- القرآن لا يثبت بالتواتر، وإنما بأخبار الآحاد الموجبة للاعتقاد اليقيني.
8- عدم تواتر القراءات لا يضرّ بتواتر القرآن.
9- إن القراءات المنقولة في كتب التفسير وغيرها كلها غير متواترة.
10- إن احتجاج كل واحد من القرّاء على صحة قراءته وإعراضه عن قراءة غيره دليل على أن القراءات كانت متواترة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

أكمل العبارة بشكل تعطي الرأي الصحيح في المسألة:
الحروف – المتعدّد – عنصر الاجتهاد – القراءات – ضبط الكلمات القرآنية

نلاحظ أن بعض الألفاظ القرآنية تُقرأ بأساليب مختلفة، تؤدّي في بعض الأحيان إلى الاختلاف في معنى اللفظ ومؤدّاه، هذا الشيء الذي أدّى في نهاية تطوّره إلى ولادة علم……………………………….

وقد حاول بعضهم أن يُفسّر ظاهرة تعدُّد القراءات في البحوث التفسيرية العامة على أساس أن القرآن الكريم جاء به الوحي إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الشكل………………………………., وأنه نزل على عدّة حروف، وأن القراءات المتعدّدة هي هذه……………………………….المتعدّدة.

وإذا كنا نقبل هذه المعالجة في بعض الحالات لا يمكن أن نقبلها بشكل مطلق وفي جميع الحالات، خصوصاً في الحالات التي يكون لاختلاف القراءة تأثير على المعنى، ويكون المعنى بدوره مرتبطاً بحكم شرعي كما في “يطهرن” بالتخفيف و “يطهّرن” بالتشديد. وحينئذ نجد أنفسنا أمام تفسيرين لهذه الظاهرة بشكل عام، أو على الأقل في بعض الحالات:
– أحدهما: هو إهمال………………………………. بشكل معيّن في عهد الرسول من قِبَل بعض الصحابة أنفسهم، أو نسيان الطريقة الصحيحة لنطق اللفظ نتيجة عدم التدوين.
– والآخر: تدخل………………………………. والاستحسان في القراءة بعد فقدان حلقة الوصل التي كانت تربط بين بعض الصحابة والرسول”.

الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، علوم القرآن، ص290.

شاهد أيضاً

إسنادًا للشعب الفلسطيني.. القوات المسلحة اليمنية تستأنف حظر عبور كافة السُّفن “الإسرائيلية”

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استئناف حظرِ عبورِ كافة السُّفنِ الإسرائيلية في البحرينِ الأحمرِ والعربي ...