الكبائر من الذنوب
17 فبراير,2025
طرائف الحكم
155 زيارة
وهو الأجر المأخوذ على العمل المحرم، والثمن المبذول في مقابل الشئ المحرم، فقد ورد:
” كلما حرم عمله، حرم ثمنه، وحرمت أجرته كثمن الميتة، والخمر، والمسكر، وأجر الزانية وثمن الكلب الذي لا يصطاد، والرشوة على الحكم ولو بالحق، وأجر الكاهن، وما أصيب من أعمال الولاة الظلمة، وثمن الجارية المغنية، وثمن الشطرنج، وغيرها فإن جميع ذلك سحت “.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) كما جاء في تحف العقول أنه قال: ” إنما حرم الله الصناعات التي هي حرام كلها والتي يجئ منها الفساد محضا، نظير البرابط – أي العود – والمزامير، والشطرنج، وكل ملهو به، والصلبان، والأصنام، وما أشبه ذلك إلى أن قال (عليه السلام): فحرام تعليمه وتعلمه والعمل به وأخذ الأجرة عليه وجميع التقلب فيه من جميع الوجوه والحركات “.
والروايات الواردة في الرشوة تؤكد على شناعتها كما أكد سبحانه بقوله: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم
(٣٦)
وأنتم تعلمون) (1).
وقوله تعالى: (وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون) (2).
روى الصدوق في الخصال: ” من تكهن أو تكهن له فقد برئ من دين محمد “.
وفي مستطرفات السرائر لابن إدريس (رحمه الله) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ” من مشى إلى كاهن أو ساحر أو كذاب يصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل الله تعالى “.
وفي تفسير العياشي عن سليمان الجعفري: ” إن الدخول في أعمالهم – أي الظلمة – والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر، وما استحصل من أموالهم سحت “.
وعن الشيخ الأنصاري في المكاسب: سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن الجارية المغنية، قال: ” قد تكون للرجل الجارية تلهيه وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت،
(٣٧)
والسحت في النار “.
وهناك كثير من الآيات والروايات، يراجع بها الكتب المختصة، منها الذنوب الكبيرة للشهيد السيد دستغيب.
(11) البخس في المكيال والميزان ويسمى بالتطفيف، ولشدة حرمته أفرد الله سبحانه له سورة خاصة في كتابه المجيد، سماها سورة المطففين، وابتدأها بقوله تعالى: (ويل للمطففين…) إلى آخر السورة، وقال تعالى: (فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) (1).
وقال أيضا: (ولا تنقضوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) (2).
(٣٨)
وأذكر هنا بعض آيات سورة المطففين: (ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) (1). وفي آيات أخر: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين) (2). فقرنهم الله تعالى مع الكافرين والفاسقين، و (سجين) واد في جهنم.
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ” يحشر الخائن في الوزن والكيل في قعر جهنم بين جبلين من نار، ويقال له زن هذين الجبلين فهو دائما مشغول بوزنهما “.
وهناك آيات وروايات كثيرة بهذا الشأن.
(12) الزنى وهو من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، لأنه سبب في قطع
(٣٩)
الأنساب، وهيجان الفتنة، وإبطال المواريث، وقطع صلة الرحم، وضياع حقوق الآباء على الأبناء وحقوق الأبناء على الآباء، إذن فهو مفسدة عظيمة كما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) (1).
وقد قرنه الله تعالى بالشرك وقتل النفس المحترمة في قوله سبحانه: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) (2).
في بعض التفاسير، منها ” منهج الصادقين ” أن (أثاما) واد في جهنم يعذب فيه أهل الزنا، وجاء في الروايات أن (أثاما و (غيا) كما في آية أخرى: (فسوف يلقون غيا) (3)
(٤٠)
2025-02-17