محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي
3 ساعات مضت
طرائف الحكم
7 زيارة
يا نفس:
الدنيا محل الآفات، والمال مادة الشهوات، والدنيا مطلقة الأكياس، ومنية الأرجاس، والتقوى خير زاد، والطاعة أحرز عتاد، والزهد متجر راجح، والورع عمل راجح، والحريص عبد (1) المطامع، والمستريح من الناس القانع.
يا نفس:
المواصل للدنيا مقطوع، والمغتر بالآمال مخدوع، والتقوى رأس الحسنات، والورع جنة من السيئات، والتوبة تستنزل الرحمة، والاصرار يجلب النقمة، والطاعة تستدر المثوبة، والمعصية تجلب العقوبة.
يا نفس:
الدنيا دار المحنة، والهوى مطية الفتنة، والتعزز بالتكبر ذل، والتكثر بالدنيا قل، واليقين رأس الدين، والانفراد راحة المتعبدين، والزهد سجية المخلصين، والخوف جلباب (2) العارفين، والبكاء شعار المشفقين، والفكر نزهة المتقين، والسهر روضة المشتاقين، والاخلاص عبادة المقربين (3)، والذكر لذة المحيين.
(١) في أ: عند.
(٢) الجلباب: الملحفة. الصحاح ١: ١٠١ جلب.
(3) في ب: المتقربين.
(٥١)
يا نفس:
الدنيا مصرع العقول، والشهوات تسترق الجهول، والفكر مرآة صافية، والموعظة نصيحة شافية، والنية أساس العمل، والأجل حصاد الأمل، والمقادير لا تدفع بالقوة والمغالبة، والأرزاق لا تنال بالحرص والمطالبة.
يا نفس:
الدنيا كيوم مضى، وشهر انقضى، فالرغبة فيها توجب المقت، والاشتغال بالفائت (1) يضيع الوقت، والمال يفسد المآل (2)، ويوسع الآمال، وهو داعية التعب، ومطية النصب (3)، والغني من استغنى بالقناعة، والعزيز من اعتز بالطاعة.
يا نفس:
أسباب الدنيا منقطعة، وعواريها مرتجعة، والمصيبة بالدين أعظم المصاب، والغضب يفسد الألباب، ويبعد من الصواب، وهو عدو فلا تملكيه نفسك، ولا تجعليه لبسك، والندم على الخطيئة استغفار، والمعاودة للذنب إصرار.
(٥٢)
يا نفس:
الوله (1) بالدنيا أعظم فتنة، واطراح الكلف أشرف قنية، فمن أخلص فيها توبته، أسقط حوبته، والعمل فيها بطاعة الله أربح، والرجاء لرحمته أنجح، والاشتغال بتهذيب النفس أصلح، والاتكال على القضاء أروح.
شعر:
عجبت لشئ لا يساوي جميعه * جناح بعوض عند من أنت عبده شغلت بجزء منه عنه فما الذي * يكون إذا حاسبك عذرك (2) عنده يا نفس:
الحازم من ترك الدنيا للآخرة، والرابح من باع العاجلة بالآجلة يوم الساهرة، والزاهد أن لا يطلب المفقود، حتى يعدم الموجود، واجتناب السيئات، أولى من اكتساب الحسنات، واشتغالك بمعايبك (3) يكفيك العار، واشتغالك بإصلاح معادك ينجيك من عذاب النار، والطاعة لله أقوى سبب، والمودة في الله أقرب نسب.
(1) قال الطريحي في المجمع 6: 367 وله: والوله بالتحريك: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد.
(2) في ب: عدوك.
(3) في أ: بمعانيك.
(٥٣)
يا نفس:
الدنيا لا تصفو لشارب، ولا تفي لصاحب، فهي ملية بالمصائب، طارقة بالفجائع والنوائب، والعاقل من هجر شهوته، وأسخط دنياه وأرضى آخرته، والعارف من عرف نفسه فأعتقها (1)، ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها.
يا نفس:
الدنيا إذا تحلت (2)، أنحلت، وإذا حلت أو حلت، فالحازم من جاد بما في يده، ولم يؤخر عمل يومه إلى غده، والكيس (3) من كان يومه خيرا من أمسه، وعقل الذم عن نفسه، والشقي من اغتر بحاله، وانخدع لغرور آماله، والجاهل لا يرتدع، وبالموعظة لا ينتفع.
يا نفس:
الدنيا شرك النفوس، وقرارة كل ضر (4) وبؤس، وهي عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر، فأخوك في الله من هداك إلى رشاد، ونهاك عن فساد، وأعانك على إصلاح المعاد، والحازم من لم يشغله غرور دنياه، عن العمل لأخراه،
(1) في ب: وأعتقها.
(2) في أ: أحلت.
(3) في أ: أي العاقل.
(4) في أ: خبر.
(٥٤)
والمغبون من اشتغل بالدنيا جهده، وفاته من الآخرة جده.
يا نفس:
أوقات الدنيا وإن طالت قصيرة، والمتعة بها وإن كثرت يسيرة، والخوف من الله في الدنيا، يؤمن الخوف منه في العقبى، والمتقي من اتقى من الذنوب، والمتنزه من تنزه عن العيوب، وانتباه العيون لا ينفع مع غفلة القلوب، والعاقل من زهد في الدنيا الدنية، ورغب في جنة سنية.
يا نفس:
اعزفي (1) عن دنياك تصلحي مثواك، واركني إلا الحق وإن خالف هواك، واجعلي جهدك وهمك لآخرتك، واحفظي بطنك وفرجك فهما (2) فتنتك، واعفي عن خادمك إذا عصاك، واضربيه إذا (3) عصى مولاك.
يا نفس:
انظري إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، ولا تنظري إليها نظر العاشق
(١) في أ: عزف عن الشئ: زهد فيه وانصرف عنه، قاله الجوهري. الصحاح ٤: ١٤٠٣ عزف، باختلاف.
وفي ب: اغرفي.
(2) في أ: ففيهما.
(3) في أ: أنا.
(٥٥)
2025-09-06