نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)
5 ساعات مضت
كلامكم نور
8 زيارة
مضلات الفتن، فإن الله سبحانه: يقول: ” واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة “. ومعنى ذلك أنه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب، لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث، وبعضهم يحب تثمير المال (1) ويكره انثلام الحال (وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير) 94 – (وسئل عن الخير ما هو؟ فقال): ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله. ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات 95 – وقال عليه السلام: لا يقل عمل مع التقوى. وكيف يقل ما يتقبل 96 – وقال عليه السلام: إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به. ثم تلا ” إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا “
____________________
أعضاؤه الرئيسة كالقلب والمخ (1) تثمير المال: إنماؤه بالربح. وانثلام الحال: نقصه
(٢١)
(ثم قال): إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته (1)، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته 97 – (وقد سمع رجلا من الحرورية (2) يتهجد ويقرأ فقال): نوم على يقين خير من صلاة في شك 98 – وقال عليه السلام: إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل 99 – (وسمع رجلا يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال عليه السلام):
إن قولنا: إنا لله إقرار على أنفسنا بالملك. وقولنا: وإنا إليه راجعون إقرار على أنفسنا بالهلك (3) 100 – (ومدحه قوم في وجهه فقال): اللهم إنك أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون 101 – وقال عليه السلام: لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم (4)، وباستكتامها لتظهر، وبتعجيلها لتهنؤ
____________________
(1) لحمته بالضم أي نسبه (2) الحرورية بفتح الحاء: الخوارج الذين خرجوا عليه بحروراء. ويتهجد أي يصلي بالليل (3) الهلك بالضم: الهلاك (4) استصغارها في الطلب لتعظم بالقضاء. وكتمانها عند محاولتها لتظهر بعد قضائها فلا تعلم إلا مقضية، وتعجيلها للتمكن من التمتع بها فتكون هنيئة، ولو عظمت عند
(٢٢)
2025-09-07