الرئيسية / من / طرائف الحكم / زاد المبلغ في عاشوراء الجزء الأول

زاد المبلغ في عاشوراء الجزء الأول

6

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

بيان عوامل بقاء مؤثّرية النهضة الحسينيّة وأسبابه، ودور الإخلاص في خلود الأثر والعمل.

محاور الموعظة

الخلود من معالم النهضة الحسينيّة
أسباب البقاء والخلود
من آثار الإخلاص في النيّة

تصدير الموعظة

النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): «إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا»[1].

 

 


[1] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج10، ص318.

 

112


101

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

الخلود من معالم النهضة الحسينيّة

إنّنا وكلّ ما ومن في الوجود إلّا ما ومن استثنى إليه آيل إلى الفناء والاندثار، أو لا أقلّ أنّ بنفسه لا يملك عناصر الخلود والبقاء إلّا أن يفاض علينا ما به بقاؤه وخلوده ممّن له الخلود والبقاء ومن يملك الموت والحياة.

ولو أردنا أنّ البقاء بدوام الذكر في الدنيا وعلى مرّ الأجيال فما الضامن لذلك؛ إذ كم من أمّة مرّت على هذه الدنيا وكان لها ما كان لا تجد لها ذكرًا حتّى كأنّها لم تكن.

ومثلها الكثير من الأفراد، إلّا أنّ ثمّة أمرًا ملفتًا في القرآن الكريم، وهو أنّه -تعالى- جعل بعض الثواب لبعض الأنبياء دوام الذكر في الدنيا من خلال إيراد ذكره والتنويه بجهده وجهاده في القرآن الكريم، بل أمر بذكرهم بقول ﴿وَٱذكُر فِي ٱلكِتَٰبِ﴾[1]، ﴿وَٱذكُر عِبَٰدَنَا﴾[2] تنفيذًا لسنّته ووعده: ﴿كَذَٰلِكَ نَجزِي ٱلمُحسِنِينَ﴾[3]، بل ليكون ذكرهم مقرونًا بالسلام عليهم ﴿سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلعَٰلَمِينَ﴾[4]، ﴿سَلَٰمٌ  إِل يَاسِينَ﴾[5] وغير هؤلاء.

 

 


[1]  راجع: سورة مريم، الآيات 16 – 41 – 51 – 54 – 56.

[2] سورة ص، الآية 45.

[3] راجع على سبيل المثال: سورة الصافّات، الآيات 80 – 105 – 110 – 121 – 131.

[4] سورة الصافّات، الآية 29.

[5] سورة الصافّات، الآية 130.

 

113


102

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

ومن أبرز من خلّد ذكرهم في الدنيا بذكرهم في كتابه الكريم من خلال التنويه بأعمالهم آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنهم الحسين (عليه السلام)، فالحسين (عليه السلام) باقٍ ذكره مع القرآن وفيه حتّى قبل حصول ما حصل في كربلاء وعاشوراء فضلًا عن الزخم الذي أحدث به عاشوراء ذكر الحسين من أسباب بقاء وخلود، فالبقاء والأبديّة والخلود من أبرز معالم الحسين والنهضة الحسينيّة ومزاياهما، لا من حيث الذكر فقط، بل من حيث المؤثّريّة والفاعليّة على مرّ الأزمنة وتعاقب الأجيال، وهذا ما أنبأ به الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله): «إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا»[1].

أسباب البقاء والخلود

كلّنا وبفطرتنا وما جبلنا عليه نحبّ البقاء ونحبّ أن يبقى لنا الأثر الحسن والذكر الحسن في الحياة بعد رحيلنا عن هذه الدنيا، فهل ثمّة من سبيل إلى ذلك؟

وبجواب مباشر، نقول: نعم، هناك أمور يمكن أن نحفظ بها جهودنا، ولنقف على شيء منها، نقف على ما جاء في القرآن الكريم، ومنها قوله -تعالى-: ﴿مَا عِندَكُم يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٖ وَلَنَجزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ أَجرَهُم
بِأَحسَنِ مَا كَانُواْ يَعمَلُونَ ٩٦ مَن عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤمِنٞ فَلَنُحيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗ وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُواْ يَعمَلُونَ﴾[2].

 

 


[1]  الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج10، ص318.

[2] سورة النحل، الآيتان 96 – 97.

 

114


103

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

ولنا أن نستخرج من هاتين الآيتين ما يلي:

1. إنّ الصبر والثبات في طرق طاعة الله من أفضل أعمال الإنسان.

2. إذا كان العمل من ثمار وجود الإنسان، فإن كان المقصود به الناس فإنّه يذهب بذهاب الناس ﴿مَا عِندَكُم يَنفَدُ﴾[1] ولا مادّة له تحدّه بأسباب الدوام والبقاء.

3. من أراد لعمله البركة ودوام النفع، وأراد إنقاذ عمله من الفناء والاندثار عليه أن يقرنه بالدائم الباقي، وممّا لا شكّ فيه أنّ من له البقاء والدوام هو الله.

وبتعبير آخر: إنّ كلّ ما هو لنا من وجودنا في هذه الدنيا هو عملنا فلا مال يبقى ولا بنون، ولا عزّ ولا جاه، فكنزنا الذي نحصل عليه من حياتنا في هذه الدنيا هو عملنا، وحتّى يبقى لنا هذا العمل ويسلم ويرافقنا إلى الحياة الآخرة لا بدّ من أن يكون عملًا صالحًا، يعني أن يكون مفيدًا وبنّاءً من جهة، ومن جهة لا بدّ من وجود الداعي والباعث الإيمانيّ، وإلّا فإنّ الأعمال حتّى لو كانت صالحة فهي لا تملك أسباب بقائها لترافقنا في الموت وما بعده ما لم يحدّها الإيمان بالحياة.

فالأعمال كلّ الأعمال عبادات كانت أو أعمال خير من صدقات وأعمال برّ وصلة رحم وقضاء حوائج وتعلّم وتعليم وحتّى الجهاد علينا أن نعتبرها كنوزًا نخشى عليها الضياع فعلينا أن نودعها عند من لا تضيع عنده الودائع ألا وهو الله -تعالى-، وبطريقة مباشرة نقول

 

 


[1]  سورة النحل، الآية 96.

 

115


104

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

معنى كون العمل عند الله هو أن نخلص النيّة لله قبلة قلوبنا فحينها سيكون لأصغر عمل أكبر الأثر، وهذه ضربة عليّ (عليه السلام) إنّما كانت تعدل عمل الثقلين؛ لأنّها صدرت عن نفس عليّ (عليه السلام) بصورة خالصة لم تشبها شائبة.

من آثار الإخلاص في النيّة

عندما سُئِل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله -تعالى-: ﴿فَلَنُحيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗ﴾، قال: «هي القناعة»[1].

وممّا يستفاد من ذلك: أنّ العمل الصالح الصادر عن باعث هو الإيمان بالله -تعالى- له أثر في الدنيا على نفس العامل وعلى نفسه بالخصوص؛ إذ يزيل أسباب القلق والاضطراب ليحلّ محلّها الطمأنينة والسكينة.

فكلّما كان العمل بنّاءً ومفيدًا وكانت النيّة خالصة فيه لله كلّما اطمأنّت النفوس وسكنت وصارت حياتها طيّبة هانئة سعيدة.

وكذلك، فإنّ المجتمع الذي يتنافس فيه أبناؤه في الأعمال الصالحة وبدواعٍ متجرّدة عن الأنانيّات والمصلحيّات تسود هذا المجتمع الطمأنينة والهناء.

خاتمة

من يرد الخلود والبقاء عليه أن يتأسّى بالصالحين، من أمثال: إبراهيم (عليه السلام)؛ حيث جعل الله ذكره مقرونًا بعبادة من أعظم

 

 


[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص509.

 

116


105

الموعظة السابعة عشرة: خلود النهضة الحسينيّة

العبادات وهي الحجّ، وبأمكنة هي من أقدس الأمكنة وهي البيت الحرام، فكان مقام إبراهيم وحجر إسماعيل وقصّة حربه للشيطان عند الجمرات وكذلك في منى والخيف وعرفات وغيرها.

بل إنّ نداءه بأمر الله للحجّ كان له أثر اخترق الأمكنة والأزمنة والأجيال وأخبر -تعالى- عن ذلك، بقوله: ﴿يَأتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ﴾[1].

وكذلك، فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أطاع الله -تعالى- في أغلى الأشياء عنده، فقدّم ما قدّم، وهو يقول: عند الله أحتسب.

بل يقول ورضيعه بين يديه: «هوّن ما نزل بي أنّه بعينك يا ربّ».

لتكون نداءات الحسين (عليه السلام) وشعاراته بعد هذه الأضاحي «هل من ناصر ينصرني؟!» و«هيهات منّا الذّلّة»، كأنّها نداء جدّه إبراهيم (عليه السلام) لتحجّ الأرواح والنفوس والقلوب إلى الحسين (عليه السلام) شخصًا، ومقامًا، ومبادئ، وأهدافًا.

بعض الناس يعمد إلى حفر اسمه على جذع شجرة أو على صخرة ما ليبقى اسمه وذكره.

لكن الحسين (عليه السلام) كتب بدمه اسمه على جبين الزمان فحفرت حروفه في القلوب حرارة لا ولن تبرد أبدًا.

 

 


[1] سورة الحجّ، الآية 27.

 

117


106

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

الحثّ على الاقتداء بالسيّدة زينب (عليها السلام) في مواجهة الباطل من خلال بيان مواقفها في مواجهة الظالمين.

محاور الموعظة

مواقف السيّدة زينب (عليها السلام) في كربلاء
خطبة السيّدة زينب(عليها السلام) في الكوفة
الحجّة والمنطق في مواجهة ابن زياد
السيّدة زينب في مواجهة الطاغية يزيد
بعض ما يستنتج من خطبة زينب (عليها السلام)

تصدير الموعظة

السيّدة زينب (عليها السلام) ليزيد (لعنه الله): «وَلَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ، إِنِّي لأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ، وَأَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ، وَأَسْتَكْثِرُ تَوْبِيخَكَ، لَكِنِ الْعُيُونُ عَبْرىَ، وَالصُّدَورُ حَرّىَ. أَلاَ فَالعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللهِ النُّجبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ»[1].

 

 


[1]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص135.

 

118


107

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

تحرَّك موكب سبايا أهل البيت (عليهم السلام) من كربلاء المقدّسة نحو مدينة الكوفة وهو يقطع الصحاري، حاملًا الذكريات الموحشة والمؤلمة لليلة الفراق والوحشة، التي قضوها على مقربة من مصارع الشهداء، في الحادي عشر من المحرّم 61 هـ. وقد حمل جيش عمر بن سعد السبايا على أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء، وساقوهم كما يساق سبي الترك والروم في أشدّ المصائب، وتتقدّمهم الرؤوس على الرماح، حتّى دخل الركب الكوفة في اليوم الثاني عشر من المحرَّم 61هـ[1].

مواقف السيّدة زينب (عليها السلام) في كربلاء

تعتبر واقعة كربلاء من أهمّ الأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلاميّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان للسيّدة زينب (عليها السلام) دور أساسيّ ورئيس في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصيّة الثانية على مسرح الثورة بعد أخيها الحسين (عليه السلام)، كما أنّها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (عليه السلام) وأكملت ذلك الدور بكلّ حكمة و جدارة.

وحينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين (عليه السلام) بعد قتل كلّ رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيّدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدجّجين بالسلاح، فلمّا وقفت على جثمان أخيها الحسين (عليه السلام)، فالكلّ كان يتصوّر أنّها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو

 

 


[1] السيّد ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص84.

 

119


108

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

يغمى عليها، لكن ما حدث هزّ أعماق الناظرين، فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطّع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة: اللهمّ تقبَّلْ مِنّا هذا القربان.

خطبة السيّدة زينب (عليها السلام) في الكوفة

لمّا دخل موكب السبايا الكوفة، خرج الناس إلى الشوارع، بين مُتسائل لا يدري لمن السبايا، وبين عارف يُكفكف أدمعًا ويُضمر ندمًا.

ثمَّ اتَّجه موكب السبايا نحو قصر الإمارة، مُخترقًا جموع أهل الكوفة، وهم يبكون لما حلَّ بالبيت النبويّ الكريم، قال بشير بن خزيم الأسديّ: ونظرت إلى زينب بنت عليّ يومئذ، ولم أر خفرة والله أنطق منها، كأنّها تفرع من لسان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدّت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثمّ قالت: «الْحَمْدُ للهِ، وَالصَّلاَةُ عَلىَ جَدِّي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الأَخْيَارِ، اَمَّا بَعْدُ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ والْغَدْرِ، أَتَبْكُونَ؟! فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ، ولَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا، تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ…َ أتَبْكُونَ وَتَنْتَحِبُونَ؟! إِيْ وَاللهِ فَابْكُوا كَثِيرًا، واضْحَكُوا قَلِيلًا، فَلَقَدْ ذَهَبْتُمْ بِعَارِهَا وَشَناَرِهَا…وَيْلَكُمْ يَا أَهلَ الْكُوفَةِ، أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللهِ فَرَيْتُم؟! وَأيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أبْرَرْتُمْ؟! وَأَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ؟! وَأّيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انتَهَكْتُمْ؟! لَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا صَلعَاءَ عَنْقَاءَ سَوْدَاءَ فَقُمَاءَ… أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَمًا، وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزىَ وَأَنْتُمْ لاَ تُنْصَرُونَ…»[1].

 

 


[1]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص109.

 

120


109

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

الحجّة والمنطق في مواجهة ابن زياد

ولمّا روى المجرم الخبيث ابن مرجانة أحقاده من رأس ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التفت إلى عائلة الإمام الحسين فرأى سيّدة منحازة في ناحية من مجلسه، وقد حفّت بها المهابة والجلال، فانبرى ابن مرجانة سائلًا عنها، فقال: مَن هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ فأعرضت عنه احتقارًا واستهانة به، وكرّر السؤال فلم تجبه فانبرت إحدى السيّدات فأجابته: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم، وأبطل أحدوثتكم.

فثارت حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله) وأجابته بشجاعة أبيها محتقرة له، قائلة: «الحمْدُ للهِ الَّذي أَكْرَمَنَا بِنَبِيِّهِ محمد (صلى الله عليه وآله)، وَطَهَّرَنــــَا مِنَ الرِّجْسِ تَطْهِيرًا، إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ وَيَكْذِبُ الْفَـــاجِرُ، وَهُوَ غَيْـــرُنَا يَابْنَ مَرْجَانَة»[1].

وكذلك عندما خاطبها مستهزئًا: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟

فأجابته حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله) بكلمات الظفر والنصر لها ولأخيها، قائلة: «ما رَأَيْتُ إِلاّ جَمِيلًا، هؤُلاَءَ قَوْمُ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْقَتَلَ، فَبَرَزُوا إِلى مَضَاجِعِهِمْ، وَسَيَجْمعُ اللهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ، فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلَجُ يَومَئِذٍ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يابْنَ مَرْجَانَةَ…»[2].

 

 


[1] راجع: العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص117.

[2]  المصدر نفسه، ج45، ص116.

 

121


110

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

ولمّا أدار ابن مرجانة بصره في بقيّة الأسرى من أهل البيت (عليهم السلام) فوقع بصره على الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد أنهكته العلّة فسأله: من أنت؟ فقال (عليه السلام): «عليّ بن الحسين» -بعد حوار مع الإمام- فالتفت إلى بعض جلّاديه فقال له: خذ هذا الغلام واضرب عنقه. فانبرت العقيلة (عليها السلام) بشجاعة لا يرهبها سلطان، فاحتضنت ابن أخيها، وقالت لابن مرجانة: «حسبك يَابْنَ زِيَادٍ مَا سَفَكْتَ مِن دِمَائِنَا، إِنَّكَ لَمْ تُبْقِ مِنّا أَحَدًا، فَإنْ كُنْتَ عَزَمْتَ عَلى قَتْلِهِ فَاقْتُلْني مَعَهُ…»[1]. ودَهِش الطاغية وانخذل، وقال متعجّبًا: دعوه لها، عجبًا للرَحِم ودَّت أن تُقتَل معه.

ولمّا أمر ابن مرجانة بحبس مُخدَّرات الرسالة وعقائل الوحي، فأُدخلْنَ في سجن، وقد ضُيِّقَ عليهنّ أشدَّ التضييق، فكان يجري على كلّ واحدة في اليوم رغيفًا واحدًا من الخبز، وكانت العقيلة تُؤثِر أطفال أخيها برغيفها وتبقى ممسِكة حتّى بان عليها الضعف، فلم تتمكّن من النهوض وكانت تصلّي من جلوس، وفزع الإمام زين العابدين (عليه السلام) من حالتها فأخبرته بالأمر.

السيّدة زينب في مواجهة الطاغية يزيد

وفي اليوم التالي أمر ابن زياد جنده بالتوجّه بسبايا آل البيت (عليهم السلام) إلى الشام، إلى الطاغية يزيد بن معاوية، وأمر أن يكبّل الإمام زين العابدين (عليه السلام) بالقيود، وأركب بنات الرسالة الإبل الهزّل تنكيلًا بهنّ، وهناك كان للسيّدة زينب (عليها السلام) العديد من المواقف منها:

 

 


[1]  راجع: العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص117.

 

 

122


111

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

1. أمن العدل يابن الطلقاء

لمّا وصلت القافلة إلى الشام في مجلس يزيد وأظهر الطاغية فرحته الكبرى بإبادته لعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ يهزّ أعطافه جذلًا متمنّيًا حضور القتلى من أهل بيته ببدر ليريهم كيف أخذ بثأرهم من ذرّيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وراح يترنّم هذه الأبيات التي مطلعها:

لَيْـتَ أَشـْيَاخِي بِبَدرٍ شَـهِدُوا

جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِـنْ وَقْعِ الأَسَـلْ

ولمّا سمعت العقيلة هذه الأبيات ألقت خطبتها الشهيرة بفصاحة أبيها عليّ (عليه السلام) وشجاعته وقد ضمّنتها أعنف المواقف لفرعون عصره يزيد، وممّا قالته (عليها السلام):

«أَمِنَ الْعَدْلِ يَابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَإمَاءَكَ وَسُوقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللهِ سَبَايَا؟! قدْ هَتَكْتَ سُتورَهُنَّ، وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ، تَحْدُو بِهِنَّ الأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدِ إلى بلدٍ… وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالبَعِيدُ».

2. الدعاء على الظالم في محضره

فقالت (عليها السلام): «فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا»[1].

3. اليقين والتسليم بالحقّ

فقالت (عليها السلام) مخاطبة يزيد -مؤكّدة أنّ نهج محمّد لن يمحوه

 


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص134.

 

123


112

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

أحد مهما عظمت التضحيات-: «كِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا».

4. توبيخ يزيد الظالم في مجلسه

حيث قالت (عليها السلام): «وَلَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ، إِنِّي لأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ، وَأَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ، وَأَسْتَكْثِرُ تَوْبِيخَكَ، لَكِنِ الْعُيُونُ عَبْرىَ، وَالصُّدَورُ حَرّى»[1].

5. الظالم من حزب الشيطان

فصرّحت (عليها السلام) قائلة: «أَلاَ فَالعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللهِ النُّجبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ…»[2].

بعض ما يستنتج من خطبة زينب (عليها السلام)

1. لقد كشفت الظنّ الزائف ليزيد، بل لجميع الطغاة على مرّ التاريخ الذين يحسبون أنّ ما حقّقوه من غلبة على أعدائهم بالظلم والعدوان كرامة وقوّة وعظمة، وهو في الحقيقة ضعف وخسارة؛ لأنّه تجاوز لحدود العقل والشرع والمنطق السليم، واستَشهدَتْ بقوله -تعالى-: ﴿وَلَا يَحسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُملِي لَهُم خَيرٞ لِّأَنفُسِهِم إِنَّمَا نُملِي لَهُم لِيَزدَادُواْ إِثمٗا وَلَهُم عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾[3].

 

 


[1]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص134.

[2] المصدر نفسه، ص135.

[3] سورة آل عمران، الآية 178.

 

124


113

الموعظة الثامنة عشرة: مسيرة السبايا والقيادة الزينبيّة للثورة

2. كشف عمق الجريمة الأمويّة في هتك حرمات العائلة النبويّة من خلال الاستعراض العامّ لحرائر آل محمّد من بلد إلى بلد وهي جريمة لا تدانيها جريمة أخرى وهي سبي بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا ما لا تعرف له الإنسانيّة مثلًا في سابق عهدها.

3. أعادت إلى الأذهان أنّ ما أقدم عليه يزيد امتداد لما أقدمت عليه جدّته هند وجدّه أبو سفيان في حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ هذه الجريمة هي امتداد لتلك الجريمة التي أقدمت عليها جدّته حين مضغت كبد حمزة عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله).

4. أوضحت حقيقة إلهيّة أنَّ كلَّ جريمة أو فعل قبيح يقدم عليه الإنسان إنّما يضُرّ نفسه، ويحرق بها مستقبله، ولهذا خاطبت يزيد قائلة (عليها السلام): «فوالله ما فَريتَ إلّا جلدَك، ولا حززت إلّا لحمك»[1]، وإنّ الموت الحقيقيّ قد حلّ بك وبأضرابك وأسلافك، وإنّ الحياة الخالدة قد منحت للذين قتلتهم ومثّلت بأجسادهم ورفعت رؤوسهم على الرماح، وأكّدت ذلك باستشهادها بقوله -تعالى-: ﴿وَلَا تَحسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَموَٰتَۢا بَل أَحيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ﴾[2].

 


[1]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص134.

[2] سورة آل عمران، الآية 169.

 

125


114

الموعظة التاسعة عشرة: أساليب العدوّ في القضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

الموعظة التاسعة عشرة: أساليب العدوّ في القضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

بيان أبرز أساليب النظام الأمويّ التي مارسها للقضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ومنعها من تحقيق أهدافها.

محاور الموعظة

طلب البيعة منه
محاولة قتل الإمام في مكّة
منعه من دخول الكوفة
قتله باسم الدين
التشهير بهم أثناء السبي

تصدير الموعظة

السيّدة زينب (عليها السلام): «فوالله، لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا»[1].

 

 


[1]  ابن نما الحلّيّ، مثير الأحزان، ص81.

 

126


115

الموعظة التاسعة عشرة: أساليب العدوّ في القضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

في عمليّة الصراع بين الحقّ والباطل لم يألُ أعداء الإسلام جهدًا في سبيل إسكات صوت الحقّ وإخماده بالتضييق والتعذيب والسجن وصولًا إلى القتل، وهذا ما تشهد به حقائق التاريخ، والمتتبّع لأحداث كربلاء يجد أنّ أعداء الإسلام لم يوفّروا أيّ طريقة من أجل خنق الثورة في مهدها أو مصادرة شعاراتها أو تضييع أهدافها.

طلب البيعة منه

واستهدف هذا الإجراء -من حكومة يزيد فور موت معاوية- عدم توفير الوقت الكافي للإمام الحسين (عليه السلام) بإعداد العدّة واستنصار الناس لمواجهة النظام الحاكم، وكان قرار الحكومة واضحًا بأخذ البيعة منه أو قتله كما ورد في رسالة يزيد إلى الوليد بن عتبة واليه على المدينة، وهذا ما عبّر عنه الحسين (عليه السلام) بقوله: «ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة»[1].

محاولة قتل الإمام في مكّة

فقد كان واضحًا أنّ خروج الإمام المفاجىء من المدينة إلى مكّة يستهدف الخروج على النظام الحاكم وإعلان الثورة والعصيان على حكومة يزيد، فأرسل يزيد إلى واليه على المدينة بالحؤول دون ذلك وأمره بقتله ولو وجد معلّقًا بأستار الكعبة[2].

 

 


[1] ابن نما الحلّي، مثير الأحزان، ص40.

[2]  السيّد محمّد رضا الجلاليّ، الإمام الحسين سماته وسيرته، ص92.

 

127


116

الموعظة التاسعة عشرة: أساليب العدوّ في القضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

منعه من دخول الكوفة

واتخذت حكومة يزيد جملة من الإجراءات لمنع الإمام من دخول الكوفة واستنصار أهلها:

أوّلًا: قتل مسلم بن عقيل، وكانت هذه رسالة واضحة للإمام الحسين (عليه السلام) ولأهل الكوفة باتخاذ حكومة يزيد قرار المواجهة والحرب والتصدّي لمجيء الحسين بأيّ وسيلة.

ثانيًا: إرسال الحرّ على رأس كتيبة من الجيش تجعجع بالحسين (عليه السلام) وتمنعه من دخول الكوفة، وأن تنزله في أرضٍ جدباء لا يقوى فيها على شيء.

ثالثًا: عزل النعمان بن بشير وتعيين عبيد الله بن زياد المعروف بقسوته وبطشه بشيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) واليًا للكوفة.

قتله باسم الدين

قول ابن زياد للسيّدة زينب (عليها السلام): كيف رأيت صنع الله بأخيك؟ فأجابته: «ما رأيت إلّا جميلًا، قومٌ كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذٍ، ثكلتك أمّك يابن مرجانة»[1].

 

 


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص116.

 

128


117

الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم

الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم

الحثّ على التحلّي بِصِفة التقوى التي يُرشدنا القرآن الكريم إليها.

محاور الموعظة

تفسير التقوى
خصائِص المُتّقين

تصدير الموعظة

﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلنَٰكُم شُعُوبٗا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ ٱللَّهِ أَتقَىٰكُم إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾[1].

 

 


[1] سورة الحجرات، الآية 13.

 

132


118

الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم

إنّ تقوى الله -تعالى- حقّ تُقاته، التي أمر بها الله -تعالى- في قوله: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسلِمُونَ﴾[1]، بيّنها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بقوله: «اتّقوا الله حَقّ تُقاته؛ أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذْكر فلا يُنسى»[2]. ولا بدّ مِن أن يُقدِّم المرء التقوى على ما سِواها، مِن اللون أو الشكل أو اللُغة أو التاريخ أو الجغرافيا، فَعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ودينكم واحد، ونبيّكم واحد، ولا فضلَ لِعربيّ على عَجَميّ، ولا عَجَميّ على عربيّ، ولا أحمر على أسوَد، ولا أسودَ على أحمر، إلّا بالتقوى»[3].

تفسير التقوى

عن الإمام الصادق (عليه السلام) -لَمّا سُئِل عن تفسير التقوى-: «ألّا يَفقِدَك الله حيثُ أَمَرَك، ولا يَراك حيث نَهاك»[4].

ويقول -تعالى-: ﴿وَلِبَاسُ ٱلتَّقوَىٰ ذَٰلِكَ خَيرٞ﴾.

وعن الإمام عليّ (عليه السلام): «ثَوْب التُقى أشرفُ الملابس»[5].

بَرَكات التقوى

1. نزول البَرَكات

قال -تعالى-: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ ٱلقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكسِبُونَ﴾[6].

 

 


[1] سورة آل عمران، الآية 102.

[2] الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص240.

[3]  الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج4، ص3629.

[4] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج1، ص118.

[5]  الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج4، ص3626.

[6] سورة الأعراف، الآية 96.

 

133


119

الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم

2. المغفرة والفرقان

قال -تعالى-: ﴿إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجعَل لَّكُم فُرقَانٗا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّ‍َٔاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَٱللَّهُ ذُو ٱلفَضلِ ٱلعَظِيمِ﴾[1].

3. تكفير الذنوب

قال -تعالى-: ﴿ذَٰلِكَ أَمرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥ إِلَيكُم وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّر عَنهُ سَيِّ‍َٔاتِهِۦ وَيُعظِم لَهُۥ أَجرًا﴾[2].

4. قبول الأعمال

قال -تعالى-: ﴿وَٱتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ٱبنَي ءَادَمَ بِٱلحَقِّ إِذ قَرَّبَا قُربَانٗا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ ٱلأخَرِ قَالَ لَأَقتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلمُتَّقِينَ﴾[3].

وعن الإمام عليّ (عليه السلام): «صِفَتان لا يَقبل الله -سبحانه- الأعمال إلّا بِهما: التُقى والإخلاص»[4].

5. الفَرَج والرِزق

قال -تعالى-: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجٗا ٢ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ﴾[5].

وقال -تعالى-: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مِن أَمرِهِۦ يُسرٗا﴾[6].

 

 


[1]  سورة الأنفال، الآية 29.

[2] سورة الطلاق، الآية 5.

[3] سورة المائدة، الآية 27.

[4]  الشيخ الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص304.

[5] سورة الطلاق، الآية 3.

[6] سورة نفسها، الآية 4.

 

134


120

شاهد أيضاً

فائدة 🌹حياتية ؛ (  3  )  🔸️ختم سورة يس🔸️

طريقة ختم سورة يس المباركة إذا بدت لك حاجة في الليل أو في النهار وأردت ...