الرئيسية / المرأة في الإسلام / المرأة حقوق وحرية وحجاب

المرأة حقوق وحرية وحجاب

الفصل الثاني: الحضارة الغربية
وتذهب إلى بيته فإن جسدها وكل ما تملكه يصبح تابعاً للرجل، كل ما تملكه.. تصبح للرجل، وهذا أمر لا يمكن للغربيين أن ينكروه.

وفي الثقافة الغربية عندما كانت المرأة تذهب إلى بيت زوجها كان الرجل يملك روحها أيضاً! لذلك تجدون في القصص والأشعار الغربية والأوروبية كيف أن الزوج كان يقتل زوجته بسبب اختلاف أخلاقي، ولا يلومه أحد على ذلك! ولم يكن للفتاة في بيت والدها أي حق للاختيار، طبعاً في تلك الأيام أيضاً كانت المعاشرة بين المرأة والرجل بين الغربيين حرة إلى حد ما، لكن اختيار الزوج كان بيد الأب وحده.
… تلك هي الاثار الأدبية الغربية، وحتى أواسط القرن الحالي كانت تلك هي الثقافة الحاكمة، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت بعض الحركات باسم حرية المرأة “.

الإسلام هو السبّاق‏

ولقد لفت سماحة القائد دام ظله إلى أن الغرب إلى وقت متأخر أخذ يحمل لواء حرية المرأة، وأن الضجيج الغربي حول حرية المرأة ما هو إلا تغطية للتخلّف التاريخي الذي كان يقبع فيه الغربيون.

يقول دام ظله:
” … رغم كل هذا الضجيج والصراخ والادعاءات التي

23
16
الفصل الثاني: الحضارة الغربية
تطلق دول دعم المرأة ودعم موقفها الإنساني، فإن هذا الاستنتاج الخاطى‏ء ما يزال موجوداً مع الأسف، الأوروبيون تأخروا عن الدول الإسلامية في معالجة قضايا المرأة.

… إن المرأة في أنحاء أوروبا كانت محرومة من حق التصويت حتى العقود الثانية من هذا القرن،… ولم يكن من حق المرأة أن تتصرف بأموالها.
ومنذ العقد الثاني، أي منذ العام 1916 أو 1918م قررت الدول الأوروبية أن تعطي المرأة بشكل تدريجي حق إبداء الرأي، والتصرف بأموالها، ومساواة حقوقها الاجتماعية مع الرجل.
بناء على ذلك فإن أوروبا استيقظت من سُباتها متأخرة في هذا المجال، وأدركت الأمر متأخرة جدّاً، وكأنها تريد بإثارتها لهذا الضجيج الكاذب أن تجبر تخلّفها الزمني “.

حركات تحرير المرأة في الغرب حركات استغلالية

يقول القائد دام ظله:
” إني أتصوّر أنهم الغربيون قد أخضعوا المفاهيم الإنسانية حول المرأة لهوى المسائل الإعلامية والسياسية والاقتصادية، وهكذا كان الأمر في أوروبا منذ البداية، ومنذ أن أعطوا النساء حقوقاً، فإنها أعطيت في الغالب على أساس تلك المباني الخاطئة “.

24
17
الفصل الثاني: الحضارة الغربية
” … فحسب الدراسات الدقيقة لعلماء المجتمع في أوروبا نفسها يتبين أنه حتى عندما أقرّت أوروبا بحق المرأة بالتملك كان ذلك لهدف اخر وهو أن المصانع بدأت بالانتشار مع تقدّم التقنية الحديثة والصناعة في الغرب، وكانت تلك المصانع تحتاج إلى عمّال، وكانت هناك شحّة في اليد العاملة، فأرادوا أن يجرّوا النساء إلى المصانع ويستفيدوا من طاقاتهن، فأعلنوا عن حق المرأة بالتملك في أوائل القرن العشرين، وطبعاً كانوا دوماً يعطون المرأة أجوراً أقل من أجور الرجال… “.

” إن موضوع المرأة أصبح كباقي الموضوعات سلعة بيد المستغلين والمتاجرين بالقيم الإنسانية. فأولئك الذين لا يقيمون وزناً للمرأة ولا لجنس الإنسان ولا للكرامات الإنسانية إلا في حساباتهم المالية، والذين مع الأسف يلعبون دوراً مهماً في المدنية الغربية في جميع المجالات، ويعتبرون قضية المرأة سلعة ورأسمالاً للتعامل في أسواقهم المختلفة، يتحدثون عنها، ويرسمون ثقافة وإعلاماً يناسبهم حولها، ويدفعون بأذهان الرجال والنساء في العالم كله نحو جادتي الوسوسة والضياع الكبير “.

مفاسد الغرب مآسي بالجملة

إزاء الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الغرب، تشخيصاً وعلاجاً لقضايا المرأة، وبين تاريخ تفريطي وحاضر إفراطي، ظهرت المفاسد

25
18
الفصل الثاني: الحضارة الغربية
الخطيرة في المجتمع الأوروبي والأمريكي، والتي سترديه إن عاجلاً أو اجلاً في مزالق السقوط الحضاري.

يقول سماحة القائد دام ظله:
” … تلك هي النظرة الإفراطية والخاطئة والظالمة للمرأة في الغرب وفي أوروبا. هذا الإفراط، ويقابله التفريط أيضاً، فعندما تهب نهضة لصالح المرأة في مثل ذلك الجو، فمن الطبيعي أن يقع تفريط في الجهة المقابلة، لذلك ترون كيف انتشر الفساد والتهتك في الغرب طوال عدّة عقود بسبب حريَّة النساء المطلقة ، مما أثار الرعب لدى المفكرين الغربيين أنفسهم “.

وإذا أردت أيها القارى‏ء الكريم الإطلاع على مفاسد وانحرافات المجتمع الغربي، فما عليك إلا أن ترجع إلى الجرائد والمجلات والاحصاءات الغربية، فإنك ترى العجب، وسنطلعك على بعض هذه المفاسد:

تفيد الإحصائيات أن سدس الفتيات البريطانيات اللائي يُعقد عليهن للزواج هنّ من الحوامل! نتيجة لعلاقات اثمة تسبق الزواج.

وفي أميركا يولد سنوياً حوالى 400 ألف طفل غير شرعي.

وقد بلغ من شيوع الفحشاء في فرنسا قبل الحرب العالمية الأولى أن النساء اللواتي كن يحترفن البغاء كن يبلغن نصف مليون!

وتدل الإحصاءات في فرنسا اليوم أن حوالى ربع مليون حالة طلاق سنوياً، ويوجد فيها مليونا فتاة… وتدل الإحصاءات فيها على أن ربع المواليد هم أبناء سفاح! وتسجّل الشرطة الفرنسية كل عام 22 ألف

26
19
الفصل الثاني: الحضارة الغربية
جريمة اغتصاب، واللَّه وحده يعلم عدد الحوادث الأخرى التي تمتنع ضحاياها عن إبلاغ السلطات القضائية بها1.

ناهيك عن الأمراض المتصلة بالجانب الشهواني كالإيدز ونحوه2، إضافة إلى انهدام أساس الأسرة في الغرب، وتفكك العواطف الاجتماعية بين أبناء الأسرة الواحدة، وشيوع القتل والإجرام.

يقول القائد دام ظله:
” … إنكن ترين.. كيف بلغ وضع المجتمعات الغربية من ضياع ملايين الشباب وفسادهم في الدول الأوروبية والأمريكية يعيشون في ظل الحضارة المادّية والقصور العالية والقواعد النووية وناطحات السحاب..
والتطور العلمي والتقني، ورغم ذلك يعيشون مقتبل أعمارهم في سن العاشرة والثانية عشر ضائعين، لصوص، قتلة، مهرِّبين، مدمنين على السجائر والمخدرات!… “.
” إن الدول الغربية… رغم كل الشعارات التي تطلقها، فما زالت أعداد النسوة اللاتي يتعرضن لضرب أزواجهن داخل الأسرة، والبنات اللاتي يضربن ويجرحن على يد ابائهن كثيرة جداً، فهناك إحصاءات مؤلمة ومرعبة في هذا المجال لدى الغربيين، إضافة إلى أمر اخر هناك، وهو قتل النفس، فبسهولة يسفكون الدماء، وبسهولة يقتلون..

1- مجلة نور الإسلام، العدد الثاني، ص‏79.
2- للمراجعة، م.ن، ص‏101.

27
20

شاهد أيضاً

الكبائر من الذنوب

الله عليهم) من الكبائر “. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ” من ...