ذكر ابن حجر في كتاب ” لسان الميزان” : السيف الآمدي ، المتكلم علي بن أبي علي ، صاحب التصانيف ، وقد نفي من دمشق لسوء اعتقاده ، وصح أنه كان يترك الصلاة !!
وذكر الذهبي ـ وهو من أعلامكم ـ في كتاب ” ميزان الاعتدال ” نفس الترجمة للآمدي وزاد : ” أنه كان من المبتدعة ” .
وإذا نظرتم في حال الآمدي بنظر التحقيق لعرفتم أنه لو لم يكن عديم الأيمان ومبتدعا لما خالف جميع الصحابة حتى عمر بن الخطاب ـ الذي هو أحد رواة حديث المنزلة ـ ولما خالف كل المحدثين الثقات وأعلام الرواة .
وأتعجب من أنكم تطعنون في الشيعة ، لنهم لا يقبلون بعض الأحاديث المروية في الصحيحين عندكم ، وهي عندنا غير صحيحة السند !
ولكن الآمدي حينما يرد حديثا أجمع عليه علماء الفريقين ، وصححه ورواه جميع أصحاب الصحاح الستة ! كيف تقبلون كلامه وتأخذون برأيه ؟! وهو واحد خارج عن الإجماع ، وعلى الأصل الذي عندكم !
ولو لم يكن للآمدي أي عيب ونقص سوى إنه رد حديثا جاء في الصحيحين ، وبرده كذب الفاروق وكذب البخاري ومسلم وسائر أصحاب الصحاح ، لكفى في طعنه وفسقه عندكم .
الحافظ : قلتم إن أحد رواة حديث المنزلة ، الخليفة عمر بن الخطاب (رض) فهل يمكن أن تبينوا سندكم على هذا النقل ؟
قلت : روى جماعة من علمائكم ومحدثيكم حديث المنزلة عن عمر بن الخطاب ، منهم :
1ـ نصر بن محمد السمرقندي الحنفي ، في كتاب ” المجالس ” .
2ـ محمد بن عبدالرحمن الذهبي في ” الرياض النضرة ” .
3ـ المولى علي المتقي الهندي ، في ” كنز العمال ” .
4ـ العلامة ابن الصباغ المالكي ، في ” الفصول المهمة ” .
5ـ محب الدين الطبري ، في ” ذخائر العقبى ” .
6ـ الشيخ سليمان الحنفي ، في ” ينابيع المودة ” .
7ـ موفق بن أحمد الخوارزمي ، في ” المناقب ” .
هؤلاء كلهم رووا عن ابن عباس حبر الأمة ـ واللفظ للأخير ـ بسنده المتصل ـ بحذف سلسلة السند للاختصار ـ قال :
حدثني أمير المؤمنين الرشيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ..
فقال عمر : أما علي فسمعت رسول الله (ص) يقول فيه ثلاث خصال وددت لو أن لي واحدة منهم ، كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس .
كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي (ص) بيده على منكب علي فقال : يا علي ! أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأول المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى .
أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن عمر مع تغيير يسير في اللفظ .
وأخرجه المتقي الهندي الحنفي في كنز العمال : 6/ 395 وفيه زيادة لم تكن في غيره ، وهذا نصه :
مسند عمر ، عن ابن عباس [ قال] قال عمر بن الخطاب : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب ! فإني سمعت رسول الله (ص) يقول في علي ثلاث خصال ، لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس :
كنت أنا وأبو بكر وأبوعبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله (ص) والنبي متكئ على علي بن أبي طالب ، حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال : أنت يا علي أول المؤمنين إيمانا ، وأولهم إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك .
وأخرجه الإسكافي في كتابه ” نقض الرسالة العثمانية ” للجاحظ : ص 21/ط مصر وفيه زيادات نافعة ، فليراجع .
وبعد هذا هل يجوز في مذهبكم الرد على الخليفة عمر وهو الفاروق عندكم ؟! وإذا لا يجوز ذلك فكيف تأخذون بقول الآمدي المعلوم الحال ؟!