الشيخ إبراهيم صادق 2 ) ، حفيد الشيخ إبراهيم يحيى العاملي
عالم فاضل محقق أديب شاعر مفلق ، جاء من بلاده إلى النجف وأقام فيها
مدة ، وكانت النجف تزهو بأدبه وشعره ، وكان له اختصاص ببيت الشيخ كاشف
الغطاء ، وله فيهم الشعر الذي تتحير به العقول والألباب ، وبعد سنين رجع
بالأهل والعيال إلى بلاده وأصابته في الطريق مصائب .
ولما دخل البلاد عرفوا قدره ، فعلا فيها ذكره وتقرب إلى البكوات 1 )
فأحلوه محله ، خصوصا علي بيك أمير البلاد ، وكان يكرمه غاية الاكرام ويعزه
غاية الاعزاز ، وله فيه الشعر الرائق .
كان الشيخ إبراهيم جالسا ذات يوم عند الأمير علي بيك ، فشكى علي بيك
البرغوث ليلة أمس ، فقال له الشيخ إبراهيم على البديهة :
أتخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث
فلم يدنو لك البرغوث الا * لأنك للورى بر وغوث
فأجازه بمائة ليرة .
ومن شعره قوله :
تجنب رياض الغور من أرض بابل * فثم قدود يانعات وأحداق
وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق
وبات ليلة في ذي الكفل 2 ) ، فكان إذا غطى رأسه باللحاف أكلته البراغيث
وإذا أخرج وجهه أكله البق ، فأنشد :
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق
قد كدت من حزني وأفراحها 3 ) * انشق لولا الفجر ينشق
وله مؤلفات جليلة نظما ونثرا لا يحضرني تفصيلها . وتوفي على الظاهر في
عشر الثمانين بعد المائتين وألف ( 1 .
وله ولد فاضل العلماء الاجلاء ، وسيأتي ذكره انشاء الله تعالى ، وهو
الشيخ عبد الحسين .