الرئيسية / مقالات متنوعة / المنتصر إبراهيم (عبد القادر)

المنتصر إبراهيم (عبد القادر)

نحن قلة، نواجه كلّ تكنولوجيا العالم، ونواجه عمليّات خاصة، ونواجه قدرات معلوماتيّة هائلة جدًا موجودة لدى العدو، ومع ذلك، العدوّ مهزوم”. “كيف نقاتل؟ هذا هو البحث الدائم والمعيار ومفتاح النصر…

“نحن قلة، نواجه كلّ تكنولوجيا العالم، ونواجه عمليّات خاصة، ونواجه قدرات معلوماتيّة هائلة جدًا موجودة لدى العدو، ومع ذلك، العدوّ مهزوم”. “كيف نقاتل؟ هذا هو البحث الدائم والمعيار ومفتاح النصر…”. (الحاج عبد القادر)

إنعام حيدورة – صحيفة الأخبار

في هذا العالم المادي، لا تظهر حقيقة النفس إلا حين تُوضع أمام مرآة الفكر الصافي، وكأن الذات، وهي تتلمّس الطريق من خلال نور يأتيها من بعيد، تائهة بين الأفكار والمعاني، وتبحث عن نفسها، عن الحقيقة، عن الحرية، عن العزة والكرامة، عن السعادة، تحتاج إلى مجاهدة عدوّ، وفكر حادّ كالشفرة، لتختبر هشاشتها أو صلابتها. هنا بالذات، عند تباين الذات وفلسفة الحرب، التقيتُ بإبراهيم عقيل.

لم تكن المسألة مجرد انجذابٍ إلى القائد العظيم بقدر ما كانت محاولة للتعرف على شخصية هذا القائد. كيف يُفكر وهو بين عدو داخلي وعدو خارجي؟ كيف يبني إستراتيجيات الاشتباك في مقابل كلا العدوين، وكيف يرسم خريطة الرجوع إلى عالم النور؟ وهو يئنّ من ألم الفراق، ويقول أنا الغريب في هذا العالم! وكيف يحقّق النصر أمام عدوّ غاشم ومتغطرس؟

ظهر إبراهيم عقيل في ساحات القتال في أواخر السبعينات من القرن العشرين، وهو ما زال في مقتبل العمر، في الوقت كان لبنان منغمسًا في فوضى سياسية وصراعات داخلية وخارجية. شارك في بناء الهيكل التنظيمي في حركة أمل فضلًا عن دوره العسكري المتميّز في حرب العصابات التي خاضتها حركة أمل في تلك المرحلة. في بداية عام 1982، أعلن التعبئة العامة للمستضعفين تلبية لنداء الإمام الخميني قدس الله سره الشريف، وأسّس لمشروع عسكري مقاوم للكيان “الإسرائيلي”، وكانت هذه المرحلة بدايات إرهاصات المقاومة الإسلامية التي أُعلن عن تسميتها رسميًا في ما بعد.

وقد تميّز إبراهيم عقيل بالعزم، والتصميم، والإرادة، والثبات، والبصيرة الثاقبة، وبالقوّة والشجاعة والبأس، كان قلبه كالأسد في مواجهة الأعداء، لا يهاب الموت ولا يخشى الأهوال.

وكان رمزًا للإبداع العسكري والقيادة الإستراتيجية. فمنذ تشرفه بخدمة الجبهة في “وحدة نصر” وتسلمه مسؤولية الدفاع عن جنوب في منتصف التسعينات، أحدث انقلابًا في مفهوم القيادة العسكرية، واستطاع أن يتفوّق على العدوّ “الإسرائيلي”.

وأبدع في الإستراتيجيا والتكتيك والسرعة والمرونة والتخفي، وخداع العدو، وخاصّة في الـ”أين”. وهذه الإستراتيجيات شملت أيضًا الحرب النفسية، حيث كان يدرك تمامًا كيف يمكن هزيمة العدوّ من خلال تدمير معنوياته قبل أن يواجهه في ساحة المعركة.
من خلال إستراتيجياته وتكتيكاته المبتكرة، استطاع إبراهيم عقيل إن يقهر الجيش الإسرائيلي، ويخرجه من أرضنا المقدسة.

إبراهيم عقيل، الذي اعتاد النظر إلى مفهوم النصر كثمرة للإعداد الصحيح والفهم الصحيح، أسس لنظرةٍ تجديديةٍ أعاد فيها دراسة المفاهيم العسكرية بما يُناسب تفكير المقاومة الإسلامية ومناهجها وعقائدها القتالية، وأساليبها المختلفة مع التحدّيات والمتغيرّات. ووضع إطارًا عامًا لمناهج العمل وأساليب التفكير التي تنامت تدريجيًا عبر سنوات تطوّر المقاومة.

أسّس لفكرٍ عسكري حديث، وركّز على مبادئ عسكرية لم تغيّر فقط طريقة خوض الحروب في مقاومة “إسرائيل” بل ولّدت مفاهيم قتالية حديثة، في القتال المشترك، وفي حرب العصابات والحرب اللامتماثلة، والوضعيات القتالية الأكثر ملاءمة وغيرها… ناهيك عن مفهوم الاشتباك الذي أحدث ثورة في مفاهيم القتال، وترك إرثًا كاملًا من التفكير العسكري.

عُرف بقدرته الفائقة على التخطيط المسبق والتحليل الإستراتيجي في المعارك، إذ أدرك أن التحرك السريع والمناورة الذكية هما المفتاح لتحقيق النصر. وكان دائمًا يسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات والمتغيرات. ولم تقتصر إبداعاته العسكرية على التكتيك فقط، بل امتدّت لتشمل التنظيم الداخلي، فعمل على تأسيس هيكليات أركانيّة وعملياتيّة في المقاومة الإسلامية، وإجراءَ تغييرٍ بنيويٍّ في مفهوم بناء القوّات واستخدامها، بما يتناسب مع بناء المجموعة، وبناء الفصيل، وبناء البقعة، وبناء الفرد المقاتل، وبناء أي نوع من التشكيلات بما يتناسب تكتيكيًا مع القتال، مما جعل القوات في المقاومة أكثر كفاءة ومرونة.

لم يكن إبراهيم عقيل مجرد قائد عسكري، بل كان ذا نزعة فلسفية وعرفانيّة عميقة، يُمليها عليه وعيٌ حادٌ بالزمن والتاريخ. بالماضي والحاضر. وهو، حين تحدّث عن “الحرب”، لم يكن ساردًا لوقائع ونظريات بقدر ما كان يُشيد صرحًا فكريًا مفعمًا بالأسئلة الوجوديّة الكبرى: من أين وفي أين وإلى أين؟ من أنت ومن عدوك؟…

هذه النزعة الفلسفية جعلته يرتبط بالبحث عن الحقيقة، حيث كانت حاضرة في طريقة تفكيره وأسلوب حياته. إذ كان يبحث عن المعنى الأسمى للحياة، ويسعى للوصول إلى الحقيقة والكمال عبر تجربته الروحية، وكان في حالة بحث مستمر عن القوّة الداخلية واليقين الذي يعزّز موقفه وحضوره تاركًا أثرًا عظيمًا في هذا العالم. كان يعرف جيدًا كيف يوازن بين الجانب العقلي والروحي في شخصيته.

إذا كان البعد العسكري في شخصية عبد القادر جعل منه قائدًا إستراتيجيًا فذًا، فإن البعد الروحي في شخصيّته جعله يتجاوز حدود كونه قائدًا عسكريًا. وقد جعل أعماله القتالية وتنظيراته البنيوية العسكريّة الوسيلة للوصول إلى الهدف الأسمى وهو الله جل جلاله، سواء كان ذلك في تغيير وجه الصراع مع العدوّ “الإسرائيلي” أو في جهاده لنفسه.

وأخيرًا، أصبح إبراهيم عقيل واحدًا من أكثر الشخصيات التي يمكن أن تكون محطًا للتأمل في تاريخنا المعاصر، من خلال براعته العسكرية ورؤيته العميقة للمستقبل، ومن خلال بُعده المعنوي، مما جعل منه قائدًا استثنائيًا لا يقتصر تأثيره على ساحات القتال فحسب، بل يمتد إلى أبعاد روحية تفتح أبوابًا غيبيّة للكثيرين، لأولئك الذين يطلبون النور في ظلام المادّة.

لقد قدمت لنا أفكاره أداة لا لفهم الحرب فحسب، بل لفهم ذواتنا وقدراتنا، وللثبات وعدم اليأس والتخاذل، ولأن تكون لدينا رؤية إستراتيجية للأمور، ويقين راسخ بأن النصر حليفنا مهما تعاظمت قدرات أعدائنا، وأنّ كلّ فرد يحمل داخله ساحة اشتباك، وسؤالًا إستراتيجيًا لم يُجب عليه بعد: من أنا ومن عدوي؟
ومن يعرف الإجابة فهو المنتصر.

المصدر : صحيفة الأخبار

ياراحلا من بيننا وانت مغفور الذنوب ( أنا على العهد )

الشيخ قاسم في ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده): نعيش الأمل بانتصار الحقّ على الباطل 

كلمة الشيخ قاسم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير

الشيخ قاسم في عيد المقاومة والتحرير: “إسرائيل” ستهزم وعلى الدولة التحرك بفعالية أكبر

السيد الحوثي: تصعيد العدوان على غزة يدفعنا نحو التصعيد ضدّ العدوّ “الإسرائيلي”

السيد الحوثي: سنصعّد عملياتنا أكثر.. واستهدفنا مطار اللد بـ3 صواريخ في أسبوع

السيد الحوثي: عملياتنا دفعت واشنطن لإيقاف العدوان.. وجاهزون لأي تصعيد جديد

السيد الحوثي: العدوان الأميركي على اليمن مساند للعدو ا

لإسرائيلي

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديارابط الدعوة تليجرام:

https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب:

https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية

سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .

https://eitaa.com/wilayah

  • ………..

مقالات متنوعة

إيران النووية… هواجس أمريكا من بزوغ قوّة جديدة في سوق الطاقات المتجددة

إيران لها الشفافية في تصرفاتها على مدى أربعين سنة وهي تؤكد سلمية برنامجها النووي مع ذلك يحاولون منعها من التخصيب

هل يمكن الاتفاق بين ايران وامريكا؟ بالادلة

الضمير الأوروبي ينتفض نصرةلفلسطين هل يؤثر الشارع على الأنظمة الحاكمة

كيف يمكن وقف مجازر الكيان في غزة

أسباب زيارة رئيس وزراء باكستان لأيران ولقائه بالامام الخامنئي

فوز القاعدة الشعبية في لبنان بالاتخابات آفاق ودلالات

كيف يتوقف نزيف الدماء في غزة؟ بالادلة

هل الشرك بالله من مصاديقه التطبيع؟

ترامب وإسرائيل تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟

هل الزمن الحالي للقوة الحوثية في المنطقة؟ بالادلة

مشكلت الكهرباء في العراق ترجع إلى منع أمريكي مستمر ماهو السبب؟مع الادلة

العراق وإيران توجد بينهم روابط جوار والفه بينما أمريكا أتت من بعد البحار تريد حل الحشد

خور عبد الله التابع للعراق – بالأدلة القانونية

هل جلسات التفاوض بين ايران وامريكا مجدية؟ – حيدري نظر

——————-

آية الله العظمى سبحاني: الخُلق الحسن رأس مال الإنسان في حياته الفردية والاجتماعية

صنعاء تعلن عن عمليات ضد أهدافٍ للاحتلال الإسرائيلي أبرزها مطار “بن غوريون”

الميادين تحصل على ورقة رد حماس والفصائل على المقترح الأميركي.. ما جاء فيها؟

حزب الله وجماهير المقاومة يشيعون الشهيد بشير زعرور في العديسة

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 13

تفسير غريب القرآن

الوجيز في علوم القرآن

علوم القرآن محاضرات القاها حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم

تفسير الميزان : السيد الطباطبائي

حزب الله وافاق المستقبل – عبد الستار الجابري

الصوم وكمال الانسان – الدكتور عبد الستار الجابري 01

وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 05

الصراط المستقيم

فاسألوا أهل الذكر – الدكتور محمد التيجاني

شبهات وردود – السيد سامي البدري – 14

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

فاطمة (عليها السلام) من الخطوبة إلى الزواج

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم

الكبائر من الذنوب

بصــــــائر الدرجــــــات

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي

الطفل بين الوراثة والتربية

الأسرة وقضايا الزواج

قصيدة (( اعْلَمْ بِأَنَّ الْأَرْبَعِينَ أَتىٰ )) – القصيدة من ديوان مدائح الأطهار

بريطانيا تحظر بيع السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام

Li-Fi الثورة القادمة في نقل البيانات بسرعة الضوء

مآثر العلماء في الطريق الى الله ٣

في رحاب الحج مع الدكتور السيد عبد الستار الجابري 5

قادتنا كيف نعرفهم 1 آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني

@@@@@@@@@@@@@@@@@

شاهد أيضاً

محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

الكلمات لم نستطع الوصول إلى معناها من كتب اللغة فتركناها كما هي. وفي الختام أتقدم ...