الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 61 الشهيد سليم ‌خضير نۣزّل

61 الشهيد سليم ‌خضير نۣزّل

61ــ أبومحمد الربيعي

ولد في بغداد عام1964م، في أسرة مؤمنة، ربّته على الولاء الصادق للإسلام وأهل البيت‌عليهم‌السلام، وكان لوالدته كبير الأثر في سلوك نهج الولاية العذب الطاهر، فقد كانت توصيه دوما أن يكون في صف الموالين لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

 

 

تحمّل مسؤولية إعالة أهله، فكان يعمل في النهار ويواصل دراسته في إحدى المدارس المسائية، ولم يمنعه العمل من متابعة ما يفعله النظام من ظلم واضطهاد، بل فطرته السليمة وقلبه الطاهر منحته مزيدا من الوعي والإيمان والتعلق بالله سبحانه.
كان يتردد على المساجد والحسينيات، ويواظب على حضور مجالسها لينهل منها معاني التضحية والفداء الحسيني، ملتصقا بالشباب المؤمن الرسالي الذين وقفوا بوجه السلطة الجائرة، وأعلنوا معارضتها في السر والعلن ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وبسبب نشاطهم قام أزلام النظام البعثي بمداهمة حسينية المنطقة التي يترددون عليها، واعتقلوا مجموعة منهم، واستطاع سليم الإفلات من قبضتهم، فترك المنطقة ليلا، وأصبح مُطاردا من قبل زبانية النظام، باحثا عن طريق للخلاص من ذلك الكابوس، إلى أن تهيأت له الفرصة، فخرج إلى سوريا، ومكث فيها ستة أشهر ثم انتقل الى لبنان حيث تدرب على السلاح هناك وبعدها هاجر إلى الجمهورية الإسلامية.
التحق بقوات الشهيد الصدر، وشارك معها في الكثير من العمليات الجهادية وبعد تشكيل قوات بدر انضم إليها ضمن الدورة التاسعة بتاريخ 27/7/1984م، ونال شرف المشاركة في العمليات التي نفذها مجاهدوا بدر في هور الحويزة.
عرفه المجاهدون مقاتلا شجاعا مقداما، تميز بالدقة في تنفيذ التعليمات والإيثار والخلق الرفيع، فكان بحق مؤهلا لأن يكون في طليعة أفراد الاستطلاع في الفوج الثالث.
اشترك في عمليات حاج عمران التي سمّيت بعمليات كربلاء الثانية وكان في المقدمة يرشد مجموعة الهندسة إلى حقل الألغام، فجُرح في رأسه قبل ساعة الصفر، ثم واصل التقدم مع ثقل إصابته، حتى استشهد على القمة التي انهزم منها العدو يوم 26 ذي الحجة 1406ه‍.ق المصادف1/9/1986م.
ينقل عنه المجاهد أبومهدي البغدادي فيقول (عندما كان يودّع بعضنا بعضا، استعدادا لخوض عمليات حاج عمران، قال له أحد المجاهدين ممن كان معنا، أظن أنك سوف تستشهد في هذه العمليات، فأرجو أن تكون لي شفيعا، فأجابه مستبشرا: نحن سلكنا هذا الطريق، ونعلم جيدا إن لم نستشهد في هذه العمليات فبغيرها، فلا نبالي إذا…)، ويضيف أنه قالها بلسان الواثق المطمئن بجزاء الله الأوفى للمؤمنين المجاهدين الصابرين.
فطوبى له وحسن مآب. زُفّ في عرسه الثاني إلى حور العين والجنان والفردوس في مسيرة وقورة من قبل المجاهدين والعراقيين في المهجر إلى مرج الشهداء والصديقين والرياحين في قم المقدسة.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا

 

61-1

الشهداء: أبومصطفى الامجدي (1) أبومحمد الربيعي (2) أبوسمية الساعدي (3) أبوكميل الدجيلي (4) أبوحيدر الموسوي (5)

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...