الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 87 الشهيد علي جبار السامر

87 الشهيد علي جبار السامر

87 ــــــــــــــ أبوذر البصري ــــــــــــــــ

من مواليد مدينة التضحية والفداء البصرة الفيحاء، عام1957م، في أسرة مؤمنة طابعها الطيبة وحب أهل البيت عليهم‌السلام والصدق والوفاء لدينها، فنشأ يحمل تلك السمات والصفات.
أنهى دراسته الجامعية في كلية الزراعة — قسم التربة واستصلاح الأراضي.
عُرف بممارسته للدور التبليغي والتوعية والدعوة إلى الله سبحانه، خصوصا في الوسط الطلابي خلال دراسته الثانوية والجامعية، إلى جنب ذلك كان يُبين لهم ما يراد بهم وما يُحاك ضدهم من قبل النظام العفلقي وأفكاره اللقيطة، بأسلوب تغييري مؤثر، بفضل فطرته السليمة وسيرته الحسنة وأخلاقه العالية التي تميز بها بين أقرانه. كما كان يقوم بتوزيع الأسلحة على المجاهدين العاملين في الخط الجهادي داخل العراق، وشاركهم في بعض تلك الواجبات. من أجل ذلك لاحقته السلطة القمعية وقامت باعتقاله، وأودعته سجن أبوغريب ومارست ضده شتى صنوف التعذيب، وأفرج عنه بعد ذلك، لكنها استمرت بملاحقته في بغداد والنجف والكاظمية وسامراء.
بعد أن ضاقت عليه أرض العراق امتثل للأمر الإلهي ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾، فقرر الهجرة بدينه إلى إيران يوم25/4/1982م، فكانت هجرته عن طريق شط العرب إذ قطعه سباحة مع أحد رفاق دربه، وكاد أن يغرق لولا اللطف الإلهي الذي شمله في تلك اللحظات الحرجة، والقصة على لسانه حيث يقول (عندما عبرت النهر أنهكني التعب وفي تلك اللحظات كنت في مناجات مع الله سبحانه وتوسل إليه بأهل البيت للنجاة والخلاص والحمد لله الذي أنجانا بقدرته…).
التحق بالحوزة العلمية لينهل من علوم أهل البيت‌عليهم‌السلام، فكان جادا في دراسته منكبا عليها، كل همه الحصول على أڪبر قدر من العلوم الإسلامية، وفي نفس الوقت كان حريصا أشد الحرص على أداء التكليف الشرعي وحاجة الساحة الجهادية إليه ولأمثاله من المؤمنين فكان يقول (نحن نطلب العلم من أجل رضا الله سبحانه فكيف نحقق رضاه بطلب العلم بالرغم من أنّ الجهاد بحاجة إلينا؟). كان يلتحق بإخوانه المجاهدين بين فترة وأخرى ليمارس دوره التبليغي والجهادي معا.
التحق بقوات الشهيد الصدر بتاريخ6/9/1982م، ونفذ معها عدة واجبات جهادية.
تطوع مع مجاهدي قوات بدر من 1/3/1984م، إلى3/8/1984م، مشاركا إياهم فعالياتهم الجهادية في هور الهويزة، إلى جانب دوره التبليغي في أوساطهم بإسلوبه الجذاب المؤثر فقد كان يستغل عطلة الدراسة الحوزوية ليشارك المجاهدين جهادهم وليرفدهم بما كسبه من علوم أهل البيت‌عليهم‌السلام. وتطوع مرة ثانية من 21/3/1985م إلى 20/6/1985م. وفي المرة الثالثة عاد في 9/2/1987م، ولم يمضي على وجوده إلا شهر وبضعة أيام حتى نال وسام الشهادة الرفيع.
مما تفرد به هي الحالة السلوكية والعرفانية التي كان يعيشها في مختلف جوانب حياته، فتجد حبه وعشقه لله سبحانه، وإخلاصه وتفانيه وخشوعه في حال صلاته، وفي درسه وجهاده وفي علاقاته الاجتماعية مع المؤمنين، فكان مورد حب واحترام وإعجاب من عاشروه وعرفوه واحتكوا به. كان مواظبا على قراءة القرآن ويقول هو الشافي والمعافي مما نعاني… حتى ختم حياته الحافلة بالهجرة والجهاد بالشهادة وهي غايته ومناه، فرزقه الله سبحانه وحباه بها واختاره إليه يوم12/3/1987م، على أثر شظية أصابت رأسه الشريف فسقط مضرجا بدمه الزكي على مقربة من مدينته البصرة، لترجع نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية لتفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
شيَّعه جمع غفير من المؤمنين ودفن في جنة الشهداء في مدينة قم المقدسة ليبقى قبره منارا للأحرار والثوار.
سلام عليه يوم ولد ويوم هاجر واستشهد ويوم يبعث حيا

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...