الرئيسية / الاسلام والحياة / الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

(غزوة دومة الجندل):

74 – أخْبَرَنا أَبُو بكر محمد بن عَبْد الباقي الأنصاري، أنا أَبُو مُحَمَّد الحَسَن بن علي الجوهري، أنا أَبُو عمرو مُحَمَّد بن العبَّاس بن حَيُّوية، أنا عَبْد الوهاب بن أبي حَيّة، نامُحَمَّدبن شجاع الثلجي، نا مُحَمَّد بن عمر الواقدي، حدثني سعيد بن مُسلم ابن قماذين، عن عَطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عمر، قال:

 
دعا رَسُول اللَّه(ص) عَبْدالرَّحمن بن عوف قال: «تجهّز فإني باعثك في سريّة من يومك هذا، ومن غدٍ إن شاء اللَّه» قال ابن‏عمر: فسمعت ذلك فقلت: لأدخلن فلأصلّين مع النبي(ص) الغداة فلأسمعن وصيّته لعَبْدالرَّحمن بن عوف، قال: فغدوت فصلّيت فإذا أَبُوبكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عَبْدالرَّحمن،

 

 

وإذا رَسُول اللَّه(ص) قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دُومَةالجَنْدَل فيدعوهم إلى الإسلام، فقال رَسُول اللَّه لعَبْد الرَّحمن: «ماخلَّفك عن أصحابِك»؟ قال ابن عمر: وقد مضى أصحابه في السفر فهم معسكرون بالجُرْف‏(4) وكانوا سبع مئة رجل. فقال: أحببت يا رَسُول اللَّه أن يكون آخر عهدي بك، وعلي ثياب سفري. قال: وعلى عَبْد الرَّحمن بن عوف عِمامة قد لفّها على رأسه. قال ابن عمر: فدعاه النبي(ص) فأقعده بين يديه فنقض عِمَامته بيده، ثم عمّمه بِعمامةٍ سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال: «هكذا فاعتمّ يَا ابن عوف» قال: وعلى ابن عوف السيف متوشّحه. ثم قال رَسُول اللَّه(ص):

 

 

«اغز بسم اللَّه، في سبيل اللَّه فقاتل من كفر باللَّه، لا تغُل ولا تغدِر ولا تقتل وليداً» قال ابن عمر: ثم بسط يده فقال: «أيها الناس اتقوا خمساً قبل أن يحل بكم؛ مانقص مكيال قوم إلّا أخذهم اللَّه بالسنين ونقصٍ من الثمرات لعلّهم يرجعون، وما نكث قوم عَهدهم إلّا سلّط اللَّه عليهم عدوّهم، وما منع قوم الزكاة إلّا أمسك اللَّه عنهم قطر السَّماء، ولولا البهائم لم يُسقوا، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلّا سلط عليهم الطاعون، وما حكم قوم بغير القرآن إلّا ألبسهم اللَّه شيعاً، وأذاق بعضهم بأس بعض».

 
قال: فخرج عَبْد الرَّحمن حتى لحق أصحابه به فسار حتى قدم دُوْمة الجَنْدَل فلما حلّ بها دعاهم إلى الإسلام. فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، وقد كانوا أَبَوْا أول ما قدم يعطونه إلّا السيف، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبيّ وكان نصرانيّاً وكان رأسهم فكتب عَبْد الرَّحمن إلى النبي(ص) يخبره بذلك، وبعث رجلاً من جُهينة يقال له: رافع‏بن مَكِيث، وكتب يخبر النبي(ص) أنه قد أراد أن يتزوج فيهم.

 
فكتب النبي(ص) أن تزوج ابنة الأصبغ تُماضِر، فتزوجها عَبْد الرَّحمن وبنى بها، ثم أقبل بها، وهي أُم أبي سلمة بن عَبْد الرَّحمن بن عوف‏(5).

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...