الرئيسية / الاسلام والحياة / الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

167 – روى الكليني محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسين، عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن النعمان، عن أبي مريم الأنصارى، عن أبي جعفر(ع) قال: قلتُ لهُ: كيف كانت الصلاة على النبي(ص)؟ قال:
«لمَّا غسَّلهُ أمير المؤمنين(ع) وكفَّنهُ سجّاهُ، ثم أدخلَ عليه عشرة، فداروا حوله، ثم وقف أمير المؤمنين(ع) في وسطهم فقال: «إنَّ اللَّه وملائكتهُ يُصلُّونَ عَلى‏ النبىّ ياأيُّها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلِّموا تسليماً» فيقول القوم كما يقول، حتى صلى عليه أهل المدينة العوالي»(36).

 
168 – روى الكليني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن أبي المعزا، عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر(ع) قال: «قال النبي(ص) لعليّ(ع):
«ياعلي ادفنِّي في هذا المكان، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، ورشَّ عليه من الماء»(37).
169 – روى الشيخ، قال: أخبرني الشيخ، عن ابن قَوْلويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع، عن عليّ بن النعمان، عن أبي مريم الأنصاري، قال: سمعتُ أباجعفر(ع) يقول:
«كُفِّنَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في ثلاثة أثواب: برد أحمر حبرة، وثوبين أبيضين صحاريين».
قلتُ لهُ: وكيف صُلّيَ عليه؟

 

 
قال: «سجّي بثوب، وجعل وسط البيت، فإذا دخل قوم داروا به وصلُّوا عليه ودعوا له، ثم يخرجون ويدخل آخرون، ثم دخل علي(ع) القبر فوضعهُ على يديه، وأدخلَ معه الفضل بن العبَّاس، فقال رجل من الأنصار من بني الخيلاء يقال له: أوس بن الخولي: اُنشدكم الله أن تقطعوا حقَّنا، فقال له علي(ع): ادخل فدخل معهما» فسألتهُ أين وضع السرير؟ فقال: «عند رجل القبر، وسُلَّ سلاًّ»(38).
170 – روى الشيخ عن يعقوب بن يزيد، عن الغفاريّ، عن إبراهيم بن عليّ، عن جعفر، عن أبيه(ع):
«أنَّ قبر رسول الله(ص) رُفع شبراً من الأرض»(39).
171 – روى الكليني قال:

 
اجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن النبي(ص) فقالت فاطمة: «اتركن التعداد، وعليكنّ بالدعاء».(40)
172 – وقال النبي(ص): «ياعلي من اُصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب».(41)
173 – وأنشأ أمير المؤمنين(ع):

 
الموت لا والداً يُبقي ولا ولدا
هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا

هذا النبي ولم يخلد لاُمَّتهِ
لو خلَّد الله خلقاً قبله خلدا

للموت فينا سهام غير خاطئةٍ
من فاتهُ اليوم سهمٌ لم يفتهُ غدا(42)

174 – وقالت الزهراء(س):
إذا مات يوماً ميِّت قلَّ ذكرهُ
وذكر أبي مذ مات – والله – أزيد

تذكّرت لمَّا فرَّق الموت بيننا
فعزِّيت نفسي بالنبي محمّد

فقلتُ لها: إنَّ الممات سبيلنا
ومن لم يمت في يومه مات في غد(43)

175 – ومن الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين(ع) في رثاء سيِّد المرسلين(ص):
نفسي على زفراتها محبوسةٌ
ياليتها خرجت مع الزفرات

لا خير بعدك في الحياة وإنما
أبكي مخافة أن تطول حياتي‏(44)

ومنهُ في المرثية عند زيارته(ص):
ماغاض دمعي عند نائبة
إلَّا جعلتك للبكا سببا

وإذا ذكرتك سامحتك به
منِّي الجفون فغاض وانسكبا

إني أُجلّ ثرى حللت به
عن أن أُرى لسواه مكتئبا(45)

176 – وقال شارح الديوان: لفاطمة(س) قريبٌ منها:
إذا اشتدَّ شوقي زرتُ قبرك باكياً
أنوح وأشكو لا أراك مجاوبي

فيا ساكن الصحراء علمتني البكا
وذكرك أنساني جميع المصائب

فإن كنتَ عنِّي في التراب مغيَّباً
فما كنت عن قلب الحزين بغائب‏(46)

177 – ومن الديوان المنسوب إلى الإمام علي في مرثيته صلى الله عليهما:
كنت السواد لناظري
فبكى عليك الناظر

من شاء بعدك فليمت
فعليك كنت أُحاذر(47)

178 – ومنه:
يعزُّونني قوم براة من الصبر
وفي الصبر أشياء أمرُّ من الصبر

يعزِّي المعزّي ثم يمضي لشأنهِ
ويبقى المُعَزَّى في أحرّ من الجمر(48)

179 – ومنه أيضاً في مرثيته صلوات الله عليهما:
أمن بعد تكفين النبيّ ودفنه
بأثوابه آسى على هالك ثوى

رزئنا رسول الله فينا فلن نرى
بذاك عديلاً ماحيينا من الردى

وكان لنا كالحصن من دون أهله
له معقل حرز حريز من العدى

وكُنَّا بمرآة نرى النور والهدى
صباح مساء راح فينا أو اغتدى

لقد غشيتنا ظلمة بعد موته
نهاراً فقد زادت على ظلمة الدجى

فياخير من ضمَّ الجوانح والحشا
وياخير ميت ضَمَّهُ الترب والثرى

كأنَّ أُمور الناس بعدَك ضَمَّنت
سفينة موجٍ حين في البحر قد سما

وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه
لفقد رسول الله إذ قيل: قد مضى

فقد نزلت بالمسلمين مصيبة
كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا

فلن يستقلَّ الناس تلك مصيبة
ولن يجبر العظم الَّذي منهم وهى

وفي كلِّ وقتٍ للصلاة يهيجه
بلال ويدعو باسمه كلَّما دعا

ويطلب أقوام مواريث هالك
وفينا مواريث النبوَّة والهدى‏(49)
(

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...