المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي
28 يونيو,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
851 زيارة
من وصايا الإمام الخامنئي للأسرة المجاهدة
إنّ المجاهد، الرجل المؤمن، الرجل الذي يعمل في سبيل الله، ينبغي أن تكون كلّ ميادين وساحات حياته إلهية. إحدى هذه الساحات هي العلاقة مع العائلة، وبالخصوص مع الزوجة والأولاد. أنتم ينبغي أن تكونوا مظهر الأخلاق. من الممكن أن تُغضبكم حادثة صغيرة خارج المنزل، لكن داخل المنزل لا ينبغي لهذا الغضب أن يظهر.
كونوا رحماء مع زوجاتكم، كونوا آباء لأولادكم بالمعنى الحقيقيّ.
أوصي المسؤولين في المناسبات المختلفة وبالخصوص أنتم، كونوا آباء لأبنائكم، لا تكونوا أجانب معهم. الكثير منكم اليوم لديه أبناء وبنات شباب، وفي يوم من الأيام كنتم – أنتم – في مثل هذا العمر حين خضتم هذا الميدان. أنا قد رأيت بعضكم في سِنِيّ شبابكم – سنيّ الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين. قدمتم إلى هذا الميدان بحماسة واندفاع. في ذلك الوقت كانت حرارة ساحة الثورة، وبالخصوص بعدما نشبت الحرب، تنسيكم كل همّ. كانت أتوناً
يصهر الكل فيه. أمّا اليوم فأبناؤكم يحتاجون إلى أتون محبة، وذلك هو كنف العائلة.
تواصلوا مع أبنائكم وتعاملوا معهم بصداقة وأبوّة. أفضل الآباء هم الذين يصادقون أبناءهم وبناتهم، فمع أنهم يظهرون الهيبة والإرشاد والتوجيه الأبويّ والمحبة، هم أيضاً يتحلّون بإخلاص الصديق.
إن كان لولدكم الشابّ سؤال أو كلام أو هموم، فإن أول أُذُن يجب أن تسمعه هي أذنكم وأذن زوجاتكم.
عليكم أن تتواصلوا مع عائلاتكم. لا تقولوا: “إنّ الأعمال كلّها ملقاة على عاتقي، (أو) تأخّرنا ساعة أو ساعتين، ولم نبدِ البشاشة، الأمر بسيط فهذا ليس كفراً، لم تنزل السماء على الأرض”!!. لا، أنا أوصيت كلّ مسؤولي الدولة بهذا، أنا أقول خصّصوا ساعات من وقت عملكم المتواصل، من أوقات استراحتكم، لعائلتكم، وأفيضوا على زوجتكم وأولادكم من محبّتكم ورعايتكم واهتمامكم وعاطفتكم. يجب أن تكونوا أنتم القدوة.
زوجاتكم اللاّتي هنّ شريكاتكم، إن لم يكنّ متآلفات معكم فلا يحقّ لكم أن تبقوا مكتوفي الأيدي…تريّثوا وسايروهنّ، حدّثوهنّ بشيء ممّا تعرفون من معارف وعلوم، رغّبوهنّ بالصلاة والدعاء.
طالما أحسستم أنّ العمل واجب ولازم فامضوا فيه. هناك بعض الأوقات الضائعة في هذا الخضمّ، قلّلوا هذه الأوقات وأضيفوها إلى وقت المنزل.
قد يطرح عليكم ولدكم إشكالاً لا تعرفون حلّه. ما الذي ينبغي فعله ها هنا؟
هل يصحّ أن نقول للشابّ اسكت ونقابله بالعبوس؟ هذا ليس حلاً. إنّه خطأ. هل يصحّ القول له وماذا يعنيك من هذه الأمور؟ هل يحقّ لكم إن لم تكونوا متمكّنين فكرياً من هذا المطلب أن تقدّموا جواباً واهياً وتمزجوا الغثّ بالسمين فتقدّموه غذاء لولدكم؟ هذا كلّه سيّئ، ولكن يمكن التصرّف بنحو سليم، أن تقول لهذا الشاب أو الشابة من أبنائك يوجد لسؤالك جواب ولا بدّ، غير أنّني لا أعرفه. ولكن لأجلك سوف أسأل، واسأل. إن كانت شبهة دينية فارجع إلى شخص ثقة وعالم بالدين، وإن كانت شبهة سياسية فارجع إلى عالم بالسياسة ثقة، اذهب واسأل أنت تتعلّم وكذلك تنوّر ذهن هذا الشابّ وتمنحه الطمأنينة. وإن وجدت أنّ انتقال ونقل المطلب صعب عليك، رتّب الأمر بحيث يصل هذا الشابّ إلى منبع الهداية ذاك- الذي يملك حلّ الشبهة- ليزيل شبهته بيسر.
تواصلوا مع أولادكم. تعاطفوا وتعاونوا مع زوجاتكم. ينبغي أن تشعر هذه السيّدة حقاً أنّك تقدّر جهودها.
لقد تناهى إلى سمعي مرّات أنّ بعض إخوتنا الخيّرين المنشغلين بالخدمة (في الأعمال الجهادية) وتكون أعصابهم مرهقة، يفتقرون إلى حسن المعاشرة مع زوجاتهم داخل المنزل. لا، نحن لا نقبل هذا السلوك. انظروا كم أنّ المسألة مهمّة بحيث إنّ الله تبارك وتعالى
يأمر بنحو مطلق ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[1]. عندما يكون هذا العناء الذي تتحمّله الزوجة ثقيلاً، تصير مهمتكم أثقل. إنّهنّ مركز العواطف والأحاسيس. ففي وجود المرأة هناك مجموعة من العواطف والمشاعر المرهفة. ولا يحقّ لكم أن تُهملوا هذه العواطف والمشاعر أو أن تتعدّوا عليها لا سمح الله.
أنا أوصيت الأصدقاء مراراً وأوصيكم أنتم كذلك تكراراً:
خصّصوا وقتاً لأبنائكم، واعلموا أنّ الشباب بفضل النورانية والصفاء الموجود في قلوبهم سيقبلون كلامكم.
فلا أسمعنّ والعياذ بالله أنّ أحدكم سيئ الخلُق مع زوجته أو أنّه يسيء التصرّف داخل البيت مع أسرته وأولاده.
يجب أن يكون لديكم كلام مقبول ومنطقيّ مع أبنائكم، حول كلّ مسألة مهمّة بنظركم، حول الدين، حول الثورة، حول الإمام الخمينيّ..، حول المسائل المستجدّة التي تطرح يومياً. ينبغي أن يكون لديكم كلمة في هذا المجال. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[2]. هذا مهمّ جداً. نوّروا بصيرتكم وبصيرة أبنائكم.
[1] سورة النساء، الآية 19.
[2] سورة التحريم، الآية 6.
2019-06-28