الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله
جدد الدكتور علي أكبر ولايتي، مستشار الإمام الخامنئي للشؤون الدولية تمسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالرئيس القانوني والمنتخب شرعيا في سوريا، بشار الأسد، فيما كشف أن الجمهورية الإيرانية ترفض المشاركة في المحادثات الروسية الأمريكية بشأن سوريا مضيفا: ” نحن نعلم، وأصدقاء سوريا يعلمون، وأعداء سوريا يعلمون، أنّهم لن يستطيعوا بأي شكل من الأشكال فرض حلّ مفروض على الشعب السوري”
وفیما یتعلق بالتطورات المیدانیة فی حلب ونظرته إلى ما یجری هناک قال ولایتی فی حوار مع قناة المیادین بثته اللیلة الماضیة : “أکثر من خمس سنوات والشعب السوری والحکومة السوریّة یتعرّضان للتهدید وللاغتیالات وللأعمال الإرهابیّة غیر القانونیّة من قبل مجموعة من السیاسیّین الذین هربوا من سوریا”.
وأضاف : “لا شکّ أن فی سوریا هناک أمرین یجب أن یتمّان مع بعضهما، الأوّل فی مجال العملیّات، یجب أن تستطیع الحکومة السوریّة والجیش السوری والقوّات الشعبیّة أن یحرّروا هذا البلد من شرّ الإرهابیین والذین یقتلون الشعب السوری، علیهم تخلیص سوریا من هؤلاء . و نحن نعتقد أن حلب هی ثانی مدینة مهمّة فی سوریا، وتحریرها وإعادة بنائها من أهم الواجبات والأولویّات ، لذلک یجب أن یکون هناک حالة دفاعیّة فی مواجهة الإرهابیّین ومن الناحیة الثانیة یجب أن تکون هناک جهوزیّة للمفاوضات کما حصل فی مفاوضات جنیف، حیث شارکت الحکومة السوریّة والأستاذ بشّار الجعفری شارک عن الحکومة السوریّة، والمعارضین الذین تؤیّدهم السعودیّة ترکوا المفاوضات دون أی مبرر. لذلک الحکومة السوریّة رأیها هو أن تستعمل قوّة من ناحیة لتثبیت الحکومة الشرعیّة والسعی لإیجاد حلّ نهائی من خلال الحوار السیاسی”.
وفیما یلی مقتطفات من حوار الدکتور ولایتی مع قناة المیادین :
سؤال : کان هناک اتفاق بین روسیا والولایات المتّحدة الأمیرکیّة على التهدئة فی حلب وفی الغوطة وفی ریف اللاذقیّة، هل تمّ التنسیق أو التواصل معکم قبل هذا الإعلان من قبل روسیا وأمیرکا ؟
علی أکبر ولایتی: روسیا وأمیرکا لدیهما علاقات فیما بینهما، ومفاوضات فیما بینهما، وخاصّة بالنسبة لسوریا، ونحن لیس لنا دور فی هذا المجال، ولا نرید أن یکون لنا دور بینهما. لکن نحن نعلم، وأصدقاء سوریا یعلمون، وأعداء سوریا یعلمون، أنّهم لن یستطیعوا بأی شکل من الأشکال على فرض حلّ مفروض على الشعب السوری، وأی حل مفروض ستستمرّ الحالة التی استمرّت خمس سنوات، وسیقف الشعب السوری ضدّهم.
حسب ما فهمنا ، وبعیداً عن مسألة ما یحدث خارج الحدود السوریّة، لکن فی الداخل السوری هناک أشخاص الذین یستطیعون أن یکون لدیهم نوایا حسنة، والدکتور بشّار الأسد قد انتُخِب قبل سنتین من قبل الشعب السوری، وسیُکمل رئاسته وسیستفید من هذا الموقع لأن الشعب هو الذی اختاره، ولکن أی تحوّل یوافق علیه الشعب السوری نحن نقبل به وندعمه.
سؤال : فی هذا الإطار، أنتم فی تصریح سابق قلتم، دکتور، بأن الرئیس الأسد خطٌ أحمر بالنسبة لإیران.
علی أکبر ولایتی: ولا زال ذلک، والسبب الأول لذلک هو هذه السنوات الخمس من المواجهة الصعبة جداً التی طالت الشعب السوری ضدّ المعتدین والمحتلّین وضدّ الإرهاب. هذا السبب الأول.
السبب الثانی هو أن هذا الشعب طالما یثق برئیسه، فهو یدافع عن بلده، کما أن سوریا وفقا للدستور الموجود أجرت انتخابات لرئاسة الجمهوریّة لسبع سنوات، وبقی لهذا الرئیس خمس سنوات ولا یحقّ لأحد أن یقول أنه یجب أن ننحّی هذا الرئیس ویفرض على الشعب السوری أن ینتخب شخصاً آخر. عندها سیصبح الوضع کما حصل فی لیبیا.
لهذا السبب ولأسباب أخرى، الانتخابات التی کانت قانونیّة ورئیس الجمهوریّة قانونی. ثانیاً أهمیّة علاقته مع الشعب، والمعارضة منذ بدایة، الذین وصلوا الى قرب مکتب رئیس الجمهوریّة ولم یتحرّک من مکتبه، والکثیر من السیاسیّین السوریّین هربوا فی حین هو بقی الى جانب شعبه ودافع عن بلده. والآن لو أُعید استطلاع الرأی، فسیؤیّده الشعب السوری أکثر ممّا أیّده فی الانتخابات الرئاسیّة. لذلک لیس من حقّ أحد أن یطالب بإخراج الرئیس بشار.
سؤال : لکن أنتم تعلمون أن المشکلة الرئیسیّة فی المباحثات ربّما تدور أیضاً حول مصیر الرئیس بشّار الأسد. هذا الکلام برأیک ألا یُعیق التوصّل الى حلّ سیاسی؟
علی أکبر ولایتی: أی حلّ سیاسی یُفرَض على سوریا من خارج الحدود یرفضه الشعب السوری، ولو کانوا یقبلون بذلک لاستسلموا من الأیام الأولى، ولکن مهما حاولت أمیرکا وعملاءها فی المنطقة، وأصدقاءها فی المنطقة، لا یمکن أن نقبل نحن بما یقبله هؤلاء . ما دامت الظروف الحالیّة مستمرّة فالشعب السوری والحکومة السوریّة صامدان ویدافعان عن رئیسهما وعن بلدهما ، ولیس من حقّ أحد أن یفرض على الشعب السوری أن یتخلّى عن الرئیس الذی انتخبه لیختار أحد تریده الریاض أو غیر الریاض.
سؤال : فیما یتعلّق بملف التقارب ، إن جاز التعبیر، البعض یسمّیه محاولة لفتح علاقات جدیدة بین إیران والولایات المتّحدة الأمیرکیّة. کان هناک کلام قوی حقیقةً من قبل المرشد الإیرانی السیّد علی خامنئی تجاه الولایات المتّحدة الأمیرکیّة فی الأیّام القلیلة الماضیة.
هل ترون أن أمیرکا صادقة فی تطبیق الإتّفاق النووی ورفع العقوبات عن إیران؟ أم تحاول ربّما الإلتفاف والتوریة؟
علی أکبر ولایتی: استنباطنا هو أن الأمیرکیّین غیر صادقین فی ما یدّعون . نحن عملنا بالتزاماتنا لکن الأمیرکیّین لم ینفّذوا أی شیء من التزاماتهم. لا یحقّ لهم أن یعلنوا کما قام کیری فی محادثاته مع ظریف خلال مؤتمر صحفی أنه لیس هناک أی مشکلة، وأنه یحقّ للدول التعاون مع إیران . لکنهم عملیاً کل من یأتی من أوروبا ومن غیر أوروبا للتعامل مع إیران، یطلب وزیر من الخزانة الأمیرکیّة أن یأخذ الموافقة منه ویتحدّثون مع أغلب هؤلاء بطریقةٍ تنزع منهم الثقة بالتعاون مع إیران . وهذا مخالف للخطّة ، خارطّة الطریق التی تحدّثنا عنها. هؤلاء من ناحیة یدّعون رفع العقوبات وباسم آخر یفرضون هذه العقوبات بطریقة أخرى وبإسم آخر، ویضعون العصی فی العجلات لاعاقة أی من یرید التعامل مع إیران.
سؤال: کیف ستتعاملون مع اقتطاع الولایات المتّحدة الأمیرکیّة حسب ما حکمت محکمة أمیرکیّة مؤخّراً، حوالی ملیاری دولار من الأرصدة الإیرانیّة هناک. هل سیکون هناک توجّه قضائی فی هذا الإطار؟
علی أکبر ولایتی : الشعب الإیرانی بالنظر تاریخه، لدیه حضارة عمرها عشر آلاف سنة، وکان لدیه أعداء کثیرین ، لکنّه استطاع أن یدافع عن استقلاله وعن ثقافته وعن حرّیته، وکذلک الآن أمام التسلّط الأمیرکی، والملیاران التی اقتطعوها من أموال إیران هی سرقة دولیّة یحاولون إیجاد غطاء قانونی لها، وغطاء مخادع. علیهم أن یعیدوا هذه الأموال، وإیران ستتابع هذا الأمر کما تابعت الأموال التی تابعتها من بدایة الثورة الى الآن، ویجب إجبارهم على دفعها بسبب المقدرة الموجودة لدى إیران، وعلیهم أن یدفعوا حتى فوائد هذه الأموال. دفعوا کما تعلم، ال٤� � ملیون أصبحت ملیار و٢� � ملیون دولار.
لذلک الأمیرکیّون لدیهم تجربة معنا ولا یمکنهم المزاح مع إیران، ونحن سنتحاور حسب مصلحة إیران وحسب مصلحة الشعب.
سؤال : دکتور قلت بأن أمیرکا لیست صادقة ولا یمکن أن تکون صادقة فی علاقاتها مع إیران. فی حال أمیرکا حاولت التملّص من بنود الاتفاق النووی بطریقة أو بأخرى، کیف ستکون ردّة فعل إیران؟ هل هی بالعودة الى ما قبل الاتفاق؟
علی أکبر ولایتی : الأمر الذی لم یقع فی المجال السیاسی لا یمکن لنا أن نتحدّث عنه ونقول، وهذا خلاف تدبیره. ولکن نظام الجمهوریّة الإسلامیّة، ستتدافع عن مصالح الشعب فی مواجهة أمیرکا وغیرها. لذلک لسنا یائسین ولدینا الأمل کبیر لإعادة وأخذ هذه الأموال من الأمیرکیّین حتى لو طال الوقت. نحن لدینا طرقنا لأخذ هذه الأموال، لأنّها أموالنا.
سؤال: العلاقات الإیرانیّة الخلیجیّة تمرّ بأسوء مراحلها الآن، خاصّةً مع المملکة السعودیّة. هل هناک من محاولات لدى إیران للقیام بعملیّة تقارب، إن جاز التعبیر، مع المملکة السعودیّة، وتذلیل للعقبات الموجودة بین البلدین؟
علی أکبر ولایتی: فیما یتعلّق بالجمهوریّة الإسلامیّة لیس لدینا أی مشکلة مع أی دولة من دول مجلس التعاون الخلیجی. السعودیّة لدیها ادّعاءات أکبر من حجمها وأکثر من قدراتها، مثلاً إذا کنّا قد تدخّلنا فی العراق بناءً لطلب رسمی من الحکومة العراقیّة الرسمیّة لمواجهة داعش مثلاً، وکذلک بالنسبة لسوریا أرسلنا قوّات بطلب من الحکومة السوریّة القانونیّة للدفاع عن دمشق أمام هجوم داعش. السعودیّة تعترض على هذا الأمر وتقول أن إیران یجب ألّا تتدخّل فی العراق وسوریا. وکیف أنتم تتدخّلون فی العراق وسوریا؟ نحن دعماً للحکومة القانونیّة، وأنتم تدعمون أعداء هذه الحکومة العراقیّة أو السوریّة القانونیّة. ولکن السعودیّة أرسلت عملاء دولیّین إرهابیّین تدفع لهم رواتب وتسلّحهم، ویدخلون من هلال الأردن وترکیا للقتال ضدّ الحکومة القانونیّة وللقتال ضدّ الشعب السوری. من هو الذی عمله قانونی فی هذا المجال؟ نحن عملنا قانونی، فی حین السعودیّة وکأنّ لدیها وکالة من کل العالم العربی لتدّعی أنّها هی الدفاع عن العالم العربی وتمنع إیران من التدخّل فی هذا المجال. فی حین أن العالم العربی لم یوکل السعودیّة على أن تحلّ مشکلة السعودیّة فی الیمن، الآن بعد سنة من الاعتداء على الشعب الیمنی، إن الشعب الیمنی الآن هو الأقوى فی هذه الحرب.
عندما تتخلی السعودیّة عن هذه الأعمال، وتتحدّث عن نفسها وعن حقوقها هی، نحن لیس لدینا أی مشکلة معها. ولکن إذا أرادت أن تتدخّل فی شؤون الدول العربیّة الأخرى وتدّعی أنها وکیلة عنهم أو أن لها ولایة علیهم، نحن أقرب الى هؤلاء منها. صحیح أنّنا إیرانیّون وهؤلاء عرب ولکن هناک ما هو أهم، لدینا دین مشترک وکلنا مسلمین، لذلک التوهّم الموجود لدى السعودیّین أن العالم العربی یؤیّدهن، وهذا خطأ.
