06 ما هو الإسم الأعظم
الاسم الأعظم (للإمام الخميني بحث معمق حول الاسم الأعظم وأقسامه تجده في شرحه لدعاء السحر ص 85-98) عبارة عن ذلك الاسم وتلك العلامة الحاوية لجميع كمالات الحق تعالي على نحو النقص – أي النقص الامكاني – فهو واجد لكافة الكمالات الإلهية نسبة إلى سائر الموجودات على نحو الكمال هذا هو الاسم.
والموجودات التي تأتي بعد هذا “الاسم الأعظم” واجدة لنفس الكمالات ولكن بمقدار سعتها الوجودية، حتى نصل إلى هذه الموجودات المادية التي نتصور عدم وجود العلم فيها ولا القدرة ولا أي من الكمالات في حين أن الأمر ليس كذلك.
كلٌّ يسبحّ بحمده
نحن في حجابٍ فلا نستطيع الإدراك، إذْ أنّ هذه الموجودات السفلية الأدنى من الإنسان والحيوان، هذه الموجودات الناقصة تنعكس فيها جميع تكل الكمالات، غاية الأمر أن هذا الانعكاس هو بمقدار سعتها الوجودية، فلديها إدراك أيضا نفس الإدراك الموجود في الإنسان موجود فيها أيضا: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(الإسراء44). نحن محجوبون فلا نفهم تسبيح الموجودات، وأولئك الذين لا يعلمون أن من الممكن أن يكون هناك إدراك لموجود ناقص، يفسرون هذا التسبيح بأنه التسبيح التكويني في حين أن ما تقوله الآية هو غير التسبيح التكويني الذي نعرفه ونعرف أنه ليس تسبيحها بمعنى أنها موجودات ولها علة، كلا الأمر ليس كذلك، بل إنها تسبح، وقد ذكرت الأحاديث تسبيح بعض الموجودات وما هو ؟! (أورد الشيخ المفيد في كتاب “الاختصاص” عن الأمام الصادق عليه السلام أنه قال: ” ما من طير يصاد إلا بتركه التسبيح.ز” ص 25 من طبعة وزارة الإرشاد في الجمهورية الإسلامية).
في قصة تسبيح تلك الحصاة الصغيرة في يد رسو الله صلى الله عليه وآله (أفراد العلامة ابي جعفر رشيد الدين محمد بن شهر آشوب (متوفى سنة 588 هـ ) فصلا خاصا في نطق الموجودات في كتابه الشهير (مناقب آل أبي طالب) ص90-ص102 ضمن حديثه المفصل عن مناقب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأورد فيه قصة تسبيح الحصاة في يد الرسول الأكرم ضمن روايات أخرى عديدة في هذا المجال يقول رحمه الله “.. وأتاه مكرز العامري وسأله آية فدعا (ص) تسع حصيات فسبحن في يده وفي حديث فوضعهن على الأرض فلم يسبحن وسكتن ثم عاد وأخذهن فسبحن..” المناقب ص 90 طبعة قم إيران ). ما هو الذي سمعوه؟ إنه تسبيح تعتبر أجنبية عنه أذني وأذنك، إنه نطق وكلام ولغة ولكن لغته ليست لغتنا ونطقه ليس نطقنا ولكنه إدراك، إدراك بمقدار السعة الوجودية للحصاة.
ولعل بعض المراتب العالية ولكونها ترى نفسها مصدر كافة الادراكات تقول إن الموجودات الأخرى ليس لديها هذه الإدراكات – وبالطبع فإن ليس لها إدراكات تلك المرتبة – ونحن أيضا ولكوننا لا ندرك حقائق هذه الموجودات، فنحن محجوبون عنها لذلك فلسنا مطلعين ولكوننا لسنا مطلعين نتصور عدم الكثير من الأشياء.