لقد اهتمّ الإسلام العزيز بالمرأة أيّما اهتمام، إلى الحدّ الّذي أنزلت سورة طويلة مسمّاة باسم “النساء” في القرآن الكريم. وهذا يدلّ على خطورة وأهمّية العنصر النسائي في المجتمع الإنساني، وعلى اهتمام الإسلام بهذا العنصر، إلّا أنّ التاريخ والحاضر قد ظلمها، ولم يلتفت إلى خطورة دورها، فأنقص حقوقها وهدرها. ونحن ذاكرون بعض حقوق المرأة العامّة في الإسلام، عسى أن يكون ذلك دافعاً لردّ بعض الشبهات الّتي قد تعتري بعض الناس حول وضع المرأة في الإسلام.
تواجد المرأة في ميدان السياسة
سودة بنت عمار بن الأسك الهمداني قصتها من القصص المعروفة والخاصة في التاريخ، كانت تتمتع بذكاء اجتماعي، وكذلك كانت تعتبر المشاركة في ميدان السياسة وظيفتها. لم تكن تفكر في إخراج بساطها من الماء، لم تكن تفكر في الخوف من حكومة الأمويين، أو تكتفي بحل مشكلتها خاصة وتقول: ما دمت وصلت المقصد فما شأني بالآخرين الذين ضلوا في الطريق. أساس هذه القصة ذكر بشكل مفصل في كتب التاريخ، ونبينها هنا بصورة إجمالية حتى يتبين ان التفكير السياسي هذا والتواجد في المسائل الجماعية تنتفع به النساء أيضاً كما ينتفع به الرجال.
إن الاعلام بشأن الأشخاص مؤثر جداً. وسر ان أبا ذر رضوان الله عليه اشتهر من حيث الكفاح هو لأن كفاحه القولي والعملي مدون في الكتب ويطرح في المحاضرات، وعرض عدة مرات بشكل افلام وغيرها,كانت هناك نساء كأبي ذر، كان لهن تواجد في ساحة الحرب ويستعملن آيات من القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتشجيع القوات المقاتلة، كان لديهن اطلاع جيد في آيات القرآن ويتلون الآيات في محلها، ويستفدن منها كدليل وكن يتمتعن بحضور ذهني في القرآن بحيث كن يستفدن من الآيات ليس في زمن القوة فقط بل في زمن الضعف أيضاً ويعترضن مثل أبي ذر، كما كن يدافعن عند الشجاعة مثل مالك الأشتر.
لو أن الأعمال التي قامت بها النساء على نمط أبي ذر في الحروب والميادين السياسية في الإسلام، قيلت عشرات المرات، وتحولت في شكل فيلم اعلامي وكتبت عشرات الكتب في ذلك المجال، لكان قد تحدد عند ذلك ان النساء كانت مثل أبي ذر ومالك الأشتر في تقدم المسائل العسكرية في صدر الإسلام.
إن مثل هذه النشاطات للنساء في صدر الإسلام كثيرة في حالات السراء والضراء، حيث نشير في هذا القسم إلى بعض الأمثلة حتى يتبين النبوغ الفكري للنساء وتواجدهن في الميادين السياسية والدفاع.
ذكر في التاريخ ان امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعرضت كلامها وأخذت نتيجة، وان امرأة دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وأخذت نتيجة.