11)شرح مفردات الآية
قدم: بمعنى تقدّم مِنْ قَدَمَهُ إذا تقدّمه، كقوله تعالى: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ﴾.
﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ أي تتقدّموا، وقيل: “لا تعجلوا بأمر ونهي قبله”[1].
المعنى التفصيلي للآية
إنّ تصدير خطاب بعض الآيات بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ سواء في سورة الحجرات أم في غيرها من السور[2] يختزن دلالات عديدة أهمها:
1- أنّ النداء: فيه تنبيه المخاطبين على أنّ ما في حيّزه أمر خطير يستدعي اعتناءهم بشأنه، وفرط اهتمامهم بتلقّيه ومراعاته.
2- أنّ وصفهم بالإيمان لتنشيطهم، والإيذان بأنّه داع إلى المحافظة عليه ووازع عن الإخلال به. ثم بعد ذلك يأتي توصيفهم بأي وصف يتناسب مع مضمون الآية.
3- بعد النداء والوصف بالإيمان جاء قوله تعالى: ﴿لَا تُقَدِّمُوا﴾ أي: لا تفعلوا التقديم، على ترك المفعول للقصد إلى نفس الفعل من غير اعتبار تعلّقه بأمر من الأمور، على طريقة قولهم: فلان يُعطي ويمنع، أو: لا تقدّموا أموراً من الأمور، على حذف المفعول، للعموم. أو: يكون التقديم بمعنى التقدّم، من “قدّم” اللازم، ومنه: مقدّمة الجيش، للجماعة المتقدّمة.
[1] تفسير غريب القرآن، فخر الدين الطريحي، ص 516.
[2] هناك ثلاث سور قرآنية افتتحت بقوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾” وتضمّنت الحديث عن المسائل والقضايا الحكومتية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية وهي: المائدة، الحُجرات، الممتحنه.
ففي بداية سورة المائدة قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾، وفي سورة الممتحنة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء﴾. وفي هذه السورة” ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.