الرئيسية / القرآن الكريم / أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

24)

3- مجادلة الرسول ومشاقته: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ﴾[1].

 

إنّ هذه العوامل إمّا هي عوامل مستقلّة في الإحباط أي الكفر والصدّ عن سبيل الله تعالى ومشاقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإما هي ترجع إلى عامل واحد وهو الكفر.

 

وفي بعض الروايات فسّر معنى المشاقة بما نقل عن أمير المؤمنين عليه السلام: “وشاقوا الرسول” أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له[2].

 

4- قتل الآمرين بالقسط من الناس: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ

 

 

النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾[3].

 

5- إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾[4].

 

قد يفهم أن رفع الصوت ليس عاملاً مستقلاً في الإحباط وبالتالي يكشف عن كفر الذين يرفعون أصواتهم فوق صوته صلى الله عليه وآله وسلم لأن الآية تخاطبهم بـ يا أيها الذين آمنوا والتي لا يفهم منها شأنية الإيمان بل فعليته.

 

فالذي يوجب إحباط العمل هو الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تعتبر هتكاً في نظر العامة وتنزيلاً من شأنه صلى الله عليه وآله وسلم في أوساط المسلمين، كما هو الظاهر، من أسباب النزول التي ذكرت للآية الكريمة.

 

[1]  سورة محمد،الآية 32.

[2] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج30، ص164.

[3] سورة آل عمران، الآيتان 21-22.

[4]  سورة الحجرات،الآية  2.

شاهد أيضاً

يا فاطمة اشفعي لي في الجنة – بمناسبة وفاة السيدة كريمة أهل البيت

تنبيه قد تقدّم أن الإمام الكاظم (عليه السلام) هو الذي اشترى السيدة تكتم حيث بعث ...