الأخوة في الإسلام أصناف الإخوان
14 فبراير,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
2,774 زيارة
04)أصناف الإخوان
عن الإمام الكاظم عليه السلام:
»إجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعاتٍ: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقاتِ الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للّذاتكم في غير مُحرّم…«.
تحف العقول، 302
إن هذا الحديث يأمرنا بأن نجعل قسماً خاصاً من أوقاتنا لمعاشرة الإخوان وكذلك يتولى التعريف بهم من خلال ركيزتين مهمتين:
الأولى: أن يتولى الأخ سبيلاً بنّاءً في إصلاح الاخر من خلال مكاشفته بعيوبه، ومعاونته على إصلاحها.
والثانية: ان يكون مخلصاً لأخيه في باطنه وسريرته بمعنى أن لا يغشّه فيظهر له خلاف ما يضمره، ولذلك كان لا بد من معرفة أقسام الإخوان ومن ينبغي معاشرته ومن لا ينبغي.
1 التقسيم الأول:
إخوان الثقة وإخوان المكاشرة.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: »الإخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم كالكفّ والجناح والأهل والمال، وإذا كنت من أخيك على ثقةٍ فأبذل له مالك ويدك، وصافِ من صافاه وعادِ من عاداه واكتم سرّه، وأعنه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقلّ من الكبريت الأحمر وأما إخوان المكاشرة، فإنك تصيب منهم لذّتك ولا تقطعنّ ذلك منهم، ولا تطلبنّ ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، وحلاوة اللسان«(1).
لقد بيّن عليه السلام في هذا التصنيف مرحلتين من العلاقة الأخوية يمكن أن نطلق على المرحلة المعبَّر عنها ب)إخوان الثقة( العلاقة العميقة في أبعادها الرسالية والتي تعود إلى أعماق كلا الطرفين بما هما عليه من فطرة إلهية ووحدة في المنطلق والهدف، وصدق في الموقف بحيث أن الثقة بالاخر هي التي سبّبت البذل له وما سواه من الأمور المذكورة في الحديث من الحقوق المجعولة له.
وأما المرحلة الأخرى المعبّر عنها ب)إخوان المكاشرة( ويمكن وصفها بالعلاقة السطحية التي لا تتعدى الظاهر والمقابلة بمعنى أنها مقتصرة على دلالات الوجه واللسان دون البناء على ما وراء ذلك، فلذا لا يمكن التعويل على ما تنطوي عليه وتبقى شكلاً لا مضموناً ومظهراً يتعامل معه بحدوده لا أكثر.
2019-02-14