المرأة حقوق وحرية وحجاب
14 فبراير,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
721 زيارة
الفصل الرابع
الوجه المشرق
– الإسلام هو الحل
– هل هناك فرق بين الرجل والمرأة؟
– الحجاب
– بعض غايات الحجاب
– العباءة أفضل أنواع الحجاب
– نماذج إسلامية
الإسلام هو الحل
بعد كلِّ ما تقدَّم من صورة قاتمة مظلمة ظالمة للمرأة، من جاهلية عربية تئد البنات ولا تورثهن ولا تملكهن وليس لهن خيار في الزواج، إلى جاهلية الفرس والصين والهند والرومان واليونان حيث المرأة مملوكة مجهولة المصير حبيسة همومها وشجونها، مروراً بجاهلية الحاضر، جاهلية أمريكا وأوروبا، حيث كانت المرأة في انجلترا إلى زمن قريب تباع في الأسواق كالرقيق، فقد كان الزوج يستطيع أن يبيع زوجته مقابل دراهم معدودة.
وحيث كانت المرأة إلى وقت قريب في كثير من الدول الأوروبية لا تستطيع التصرف في أموالها وأملاكها.
بعد كلِّ هذه الصورة القاتمة، أين هو النور الذي سيضيء هذه العتمة؟ أين هو الوجه المشرق للمرأة؟ أين هو الخط المستقيم، خط لا إفراط ولا تفريط، بل ميزان عادل لا يظلم ولا يحيف؟ أي دين وأي مسير سيمنع ظلم المرأة وقهرها؟ وكيف سنمنع الظلم؟
“إن الذي يمنع ذلك (الظلم) أمران:
الأول: الخوف من اللَّه تعالى واحترام القانون وعمران القلب بالإيمان.
والثاني: أن تكون المرأة مطلعة جيداً على حقها الإنساني والإلهي وأن تدافع عنه، وأن تجد نفسها بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وفي هذا المجال يبين الإسلام الحد الأوسط دون إفراط ولا تفريط. فلا يسمح للمرأة أن ترتكب الظلم، ولا يهمل
طبيعة كل من المرأة والرجل، بل يبين الخط المستقيم والصراط المستقيم، وهو الخط الإسلامي…”.
“إن النواقص كثيرة، والمشاكل أكثر، فما هو العلاج، العلاج هو أن نتوجّه إلى الحل الإلهي وأن نجده، ذلك لأن الحل الإلهي يحمل مسائل هامة حول قضية الرجل والمرأة”.
“نعم إني أوافقكن على ما قلتن من أن العالم المعاصر متعطش لسماع نداء الأديان، وإن الدين الذي يدّعي قدرته على بناء المجتمع في جميع المجالات من بين الأديان هو الإسلام.
إن المسيحية المعاصرة وباقي الأديان بطريق أولى لا تدّعي ذلك، أما الإسلام فإنه يدّعي أنه يمتلك أركان بناء نظام اجتماعي، ويمكنه أن يقيم أسسه وأركانه، وأن يقيم على تلك الأسس نظاماً اجتماعياً ومجتمعاً سالماً ومتقدماً…”.
“ما أردت التحدث عنه هو أن لكل نقص موجود في وضع المرأة في مجتمعنا هناك علاج، ذلك لأن الإسلام ينظر إلى المرأة نظرة شاملة وكاملة وجامعة، ولا بد من العثور على طرق العلاج.
وعندما شكّلت الشورى الثقافية والاجتماعية النسوية كان الهدف منها هو هذا الأمر بالضبط… وعلينا اليوم أن نرى ما تحتاجه النساء من وسائل قانونية للسير في الاتجاه الذي يريده الإسلام للمرأة، وما هي الأفكار
والتأملات اللازمة، وما هي التوجيهات التي تلزمهن، وما هي المراكز الارشادية التي يجب أن توجد…”.
المرأة في المجتمع الإسلامي
ولئن كان الإسلام هو العلاج لقضايا المرأة، إلا أنه لا ينبغي إنكار حقيقة أن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى مزيد من الجهود لإصلاح حال المرأة، فربَّ تشريع متكامل، وقانون تام، إلا أنه لا يلقى من أتباعه الإلتزام التام.
يقول القائد حفظه الله:
“… إن التحرك باتجاه الاقرار بحقوق النساء في المجتمع الإسلامي وفي مجتمعنا أمر لا بد منه، لكن يجب أن يكون على أساس إسلامي وبهدف إسلامي.
ولا يقولنّ البعض ما هذه النهضة وما هذه الحركة، وماذا ينقص المرأة في مجتمعنا؟ للأسف قد يفكر البعض هكذا إنها نظرة ظاهرية فالمرأة تعاني من الظلم ومن نقائص فرضت عليها في جميع المجتمعات ومنها مجتمعنا. لكن ذلك النقص ليس في الحرية بمعنى التهتك، بل إنه نقص في إتاحة الفرص لاكتساب العلم والمعرفة والتربية والأخلاق والتقدّم وتفتق الطاقات والإبداعات، ولا بد من تأمين ذلك لهنّ والبحث عنه، وهو ما يؤكد عليه الإسلام”.
“… لقد بذلت جهود كثيرة، لكن رغم ذلك لا بد من
القيام بعمل ثقافي كبير حول قضية المرأة وحقوقها ورفع الظلم عنها وتمهيد الأرضية اللازمة لتحرك المرأة.
إنني اليوم أطرح بحثي هذا بهذه النيّة وهي المساعدة على ايجاد هذا الجو الثقافي، فإذا أصبح الجو الثقافي لمجتمعنا شفافاً في مجال مسائل المرأة، واتضحت الأحكام الإسلامية، والاراء القرانية في هذا المجال، فسيتعبّد الطريق أمام نساء بلدنا ليتمكنّ من الوصول إلى النقطة التي تعتبر هدفاً وغاية مطلوبة. رغم أنه بحث وكلام وقول، لكنه في الحقيقة عمل، ذلك لأن هذا الكلام سيجعل الجو الثقافي للمجتمع شفافاً والأذهان متفتحة”.
الدفاع عن المرأة بين الثقافة الغربية والإسلامية
“إننا نرى خلال السنوات الأخيرة جهوداً تستحق التقدير قد بذلت في المجالات الفكرية والثقافية في بلدنا وفي مجال قضايا المرأة، لكن هناك نقطة أساسية: ما هو هدفنا من الحديث عن حقوق المرأة أو حول ايجاد أجواء تكاملها ورفع الظلم عنها، والحديث عن المرأة بشكل عام؟ ما هو الهدف من هذه الجهود والكتابات والكلام والنشاطات القانونية؟ إنه سؤال مهم
. … هناك هدفان يمكن تصورهما للنشاطات الثقافية والحقوقية في سبيل بلوغ المرأة النقطة المطلوبة في
الناحيتين الاجتماعية والفردية:
الهدف الأول: هو بذل الجهد والسعي والكتابة والتحدث من أجل وصول المرأة إلى كمالها الوجودي، أي أن تصل المرأة في المجتمع أولاً إلى حقها الإنساني والحقيقي. ثانياً: تنمية قابلياتها لتجد نموها الحقيقي والإنساني ولتنال في النهاية تكاملها الإنساني، ولتصبح المرأة في المجتمع على شكل إنسان كامل، ولتكون إنساناً يساعد على تقدم البشرية ومجتمعها، ولتبدّل العالم، في حدود قدراتها، إلى جنة سعيدة وجميلة.
وهناك هدف اخر وهو أننا نسعى من خلال الكلام وبذل الجهد والجهاد أحياناً إلى ايجاد حالة خصام وتباعد ومنافسة عدائية بين جنسي المرأة والرجل، ونبني عالماً قائماً على أساس المنافسة، حتى يبدو المجتمع البشري هناك رجال في جهة ونساء في جهة أخرى، ويتنازع الطرفان حول المكتسبات، وتريد المرأة في هذا المجال أن تتغلّب على الرجل وتتفوّق عليه، هل هذا هو الهدف؟
إذاً هناك نظرتان يمكن رسمهما حول الهدف من هذا الجهد وهذه الحركة، وبتعبير اخر هذه النهضة، الهدف الأول هو هدف إسلامي، والهدف الثاني هو هدف قصير النظر.
إننا نرى اثار الهدف الثاني أكثر في الجهود التي تبذل في الدول الغربية…”.
هل هناك فرق بين الرجل والمرأة؟
يقول القائد حفظه الله:
“إن التعامل الحقيقي والصحيح هو الذي يلاحظ طبيعة المرأة، فلا يمكن للمرأة أن تنسى طبيعتها، وليس من المصلحة أن تنساها، لأن هذه الطبيعة مؤثرة في النظام الأتم، وهذا الوضع مؤثر ولازم، وإلا إذا بدّلنا هذا الجنس بشكل واقعي إلى الجنس الاخر، أو غيّرنا خصوصياته، نكون بذلك قد أنقصنا التكامل، أليس كذلك؟
علينا أن نبقي على المرأة مرأة وعلى الرجل رجلاً لتكتمل هذه المجموعة، وإلا إذا بدّلنا الرجل إلى امرأة في جميع خصوصياته وأخلاقه وسيرته وواجباته وأعماله، وبدّلنا المرأة رجلاً، إذا قمنا بأي من ذلك نكون قد قمنا بعمل خاطىء”.
“(فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)1 هذا هو التغيير في خلق اللَّه الذي ذكر في القران، أي أننا نكون قد قضينا على النظام الأتم للخلق، ذلك النظام الذي يشكِّل ضرورة لهذه المجموعة الجنسية بهذه الخصوصيات، ولذلك الجنس بتلك الخصوصيات ليكمل كلٌّ منهما الآخر”.
“إن الإسلام يدعم تكامل البشر، والإسلام لا يفرِّق بين الرجل والمرأة، فالإسلام لا يركِّز على جنس الرجل أو جنس المرأة، بل إنه يسعى إلى تكامل البشر. إنه يتحدّث
1- النساء:119.
تارة عن الرجل، ويتحدث أخرى عن المرأة، ويكرِّم المرأة حيناً، ويكرِّم الرجل حيناً اخر، ذلك لأنهما عنصرا الوجود البشري. ليس هناك أي تفاوت بينهما من الجانب البشري والإلهي. لذلك فإنّه في القران عندما يتحدث اللَّه عن الإنسان الصالح والإنسان السيء ويعطي مثلاً عنهم، فإنه يضرب مثلين من النساء، فيقول: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ … كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)2.
وحول الإنسان المؤمن يضرب مثلاً: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ)3.
فيعطي مثالاً كاملاً عن الطريق الخطأ والطريق الصحيح بذكر نساء، وفي مكان اخر يتحدّث عن الرجال. فالإسلام لا يركّز على جنس المرأة والرجل بل يركِّز على التعالي البشري، على الأخلاق البشرية، على إبراز الطاقات الكامنة، على أداء المهام الموكلة لكل جنس من الأجناس البشرية، ولا بد من معرفة طبيعة كل منهما.
والإسلام يعرف جيداً طبيعة الرجل وطبيعة المرأة،
2- التحريم:10.
3- التحريم:11.
والمطروح في الإسلام هو التعادل، أي رعاية العدالة المحض بين أفراد البشر. ومن جملة ذلك بين جنسى المرأة والرجل، التعادل في الحقوق، لكن في بعض المجالات قد نجد أن أحكام المرأة تختلف عن أحكام الرجل، ذلك لأن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل، لهذا فإن أكثر الحقائق وأكثر واقعيات الفطرة والطينة البشرية حول المرأة والرجل موجودة في المعارف الإسلامية”.
2019-02-14