جاء رد حزب الله في مزارع شبعا، على غارة القنيطرة شافيا، فكانت صفعة على وجود القيادات الاسرائيلية، وتحديدا، بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، الذي لم يستخلص العبر والدروس من احداث ومواجهات سابقة، فأقدم على قصف موكب لحزب الله في القنيطرة السورية، تلقى نتنياهو الصفعة.. وراح يتألم بصمت، فهو أعجز من أن يرد، ويقوم بتوسيع دائرة المواجهة، مدركا خطورة ذلك، وحتمية فشله، اذا واصل عناده وتبجحه.
فور وقوع عملية مزارع شبعا، قطع نتنياهو زيارته لمستوطنة سديروت، وعاد سريعا، الى مكاتبه، ليجمع أركان حكمه لبحث انعكاسات عملية حزب الله، والاتفاق على طبيعة وشكل الرد.. لكن، كان الاتفاق على عدم الرد، وأدرك المراقبون الذين تساءلوا منذ وقوع عملية مزارع شبعا، عن طبيعة الرد الاسرائيلي، أين، ومتي، وكيف.. ان اسرائيل تخشى النتائج المترتبة على أية ردود قد تقدم عليها. فكانت عملية حزب الله، رسالة واضحة وناجحة بكل المقاييس تنم عن قدرة وجهوزية عاليتين مفادها، الحذر من العبث وتغيير قواعد الاشتباك.
دوائر سياسية مطلعة ذكرت لـ (المنــار) أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل سعى لتحقيق عدة أهداف من خلال الغارة الجوية على موكب حزب الله في القنيطرة السورية، من بينها، التأثير على المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني، وكشف مدى استعدادات حزب الله وجهوزيته، وقدرته على الرد، والهدف الثالث هو اتهام ايران بمحاولة فتح جبهة الجولان، وتأكيده على دعم العصابات الارهابية التي يرعاها في تلك المنطقة، أما الهدف الرابع الذي يخفيه نتنياهو فهو محاولته كسب ورقة جديدة تساعده في تعزيز امكانية فوزه في الانتخابات الاسرائيلية في شهر اذار القادم.
وتقول الدوائر، أن حزب الله، في عملية مزارع شبعا أسقط الاهداف الاربعة مؤكدا جهوزيته العالية، وقدرته على الرد وخلق المعادلات الجديدة، لذلك، نتنياهو من المستبعد أن يرد على عملية حزب الله، خشية مواجهة واسعة، يطول أمدها، تكون من نتائجها خسارته الانتخابات أمام منافسيه، الذين مازالوا يدفعون باتجاه القيام برد على عملية مزارع شبعا، ومن هؤلاء افيغدور ليبرمان.
لكن، نتنياهو يدرك أن أيا من رؤساء حكومات اسرائيل الذين سبقوه، لم يحقق فوزا في المواجهات مع حزب الله من باراك الى اولمرت، وهو أي نتنياهو فشل في عدوانه على قطاع غزة ونتائجها ووقائعها ماثلة أمامه ـ وان لم يعترف بعض العربان بذلك ـ وبالتالي، هو يخشى مواجهة مع حزب الله، تستمر أسابيع وربما شهورا.
وتضيف الدوائر، أنه في حال رد نتنياهو على عملية حزب الله ، فانه سينادي بحكومة وحدة وطنية تضم المعارضة، وقد يؤدي استمرار المواجهة الى تأجيل موعد الانتخابات النيابية في اسرائيل، لكن، نتنياهو في نفس الوقت خلق أجواء أمنية لاستغلالها انتخابية.
وتكشف هذه الدوائر عن أن عواصم عدة، نصحت نتنياهو بعدم الرد خشية انفجار الاوضاع واشتعال فتيل مواجهات صعبة، قد تمتد حرائقها الى ساحات اخرى، وفي المحصلة النهائية، لن تكون نتائجها في صالحه.
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...