احتفل الآلاف من محبى الإمام الحسين رضى الله عنه وأتباع أهل البيت اول أمس الثلاثاء بالليلة الكبيرة لمولد حفيد النبى صلى الله عليه وسلم، وسهروا حتى صباح اليوم الأربعاء أمام ضريحه ومسجده الشهير بمنطقة الجمالية بالقاهرة، ويأتى هذا الاحتفال رغم أن الحسين رضي الله عنه ولد في شهر في شعبان، أما الشعب المصرى فقرر أن يكون له احتفاله الخاص بسيد شباب أهل الجنة بمناسبة قدوم رأسه الشريف إلى مصر بعد ذبحه على يد الجيش الأموى في كربلاء بالعراق.
وقد استشهد الإمام الحسين في كربلاء بعد أن حاصر الجيش الأموي الإمام الحسين هو وأهل بيت النيي- صلوات الله وتسليمه عليه- من أطفال ونساء وشيوخ ومنع عنهم الماء من نهر الفرات، ثم هاجم الجيش الأموى الخيام التي كانت تأوى أهل بيت النبى وقتل منهم أكثر من 70 امرأة وطفل وشيخ، لحماية عرش الأمويين في عاصمة الخلافة بدمشق، بعد أن أحسوا بالخطر، خاصة وأن قطاعا كبيرا من المسلمين كان يؤيد أن يتولى الحسين الخلافة خلفا لأبيه الإمام رضى الله عنه الذي قتل أيضا بعد أن إحتدم الصراع على تولى أمر المسلمين بين الإمام على ومعاوية بن أبى سفيان.
وقد تسبب خروج الإمام الحسين من المدينة المنورة متوجها إلى العراق للحصول على البيعة ليكون خليفة للمسلمين في تزايد الإنقسام الحاد في صفوف المسلمين والدولة الإسلامية الناشئة، حيث إنقسم المسلمين بين مؤيد للحسين وأكدوا حقه في البيعة ليكون خليفة للمسلمين، وظهر للوجود من يسمون أنفسهم اليوم بالشيعة الذين تشيعوا وإنحازوا للإمام الحسين، في حين قرر قطاع آخر من المسلمين الانحياز للاستقرار ومنع الفتنة بين المسلمين، وحقن الدماء في حالة الخروج على ما عرف وقتها بالحاكم المتغلب والذي معه القوة والجيش والمتمثل في معاوية بن أبى سفيان.
ومنذ هذا التاريخ شهدت الأمة الإسلامية الخلافات والإنقسامات في صفوفها بعد أن تشيع قطاع كبير للإمام الحسين وأهل بيت النبوة الذين اعتبروا الإمام الحسين أول قائد ثورة في التاريخ الإسلامى، وأنه رفض الإستكانة والخضوع للبطش والقوة والقمع، وأنه أول من رفع شعار يقول “هيهات منا الذلة”، في حين قرر قطاع آخر من المسلمين التسليم بالأمر الواقع والاعتراف بدولة بنى أمية، ووصل الأمر في أن قطاعا من المسلمين وافق على سب الإمام الحسين ووالده الإمام على من فوق المنابر.
وقد اعتبر الإمام الحسين أيقونة لكثير من الثائرين والمتمردين على الظلم والقمع بوصفه قائد أول ثورة إسلامية، وإمتد تأثير ثورة الإمام الحسين على دولة بنى أمية أن تأثر به ليس فقط قطاع كبير من المسلمين، بل أن بعض زعماء الثورات في العالم ومنهم زعماء شيوعيين أن تأثروا بالإمام الثائر وإتخذوه قدوة لهم، ومن أبرز من تأثروا بفكر الإمام الحسين في الثورة كان الزعيم والملهم لكثير من اليساريين “جيفارا”.
ومن كلمات الإمام الحسين عند خروجه لثورة كربلاء «إني لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا ولا مفسدًا، ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد على هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”.