(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون) كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله . (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض) بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله: (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها)
العدد 002
بسم الله الرحمن الرحيم
التحلّي بالتفكُّر والذكر
تأليف الشهّيد دستغيب
بعد إزالة عوائق المعرفة الإلهية يجب المداومة على أمرين: التفكُّر والذكر. يقول تعالى في سورة آل عمران: (إنّ في خلق السموات) والكواكب التي تظلِّلنا مع كل تلك الأسرار والعجائب والأرض التي نحيا عليها مع كل هذه المخلوقات العجائب (واختلاف الليل والنهار) بنظام لا تخلف فيه (لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) وأثناء الراحة.
أي أنهم يذكرون الله في كل الحالات (ويتفكرون في خلق السموات والأرض) ويدركون بواسطة التفكر أن عالم الخلق العظيم، لم يخلق عبثاً بل خلق لغرض مهم ذلك هو بلوغ الأشياء مقام المعرفة والعبودية، والوصول في النهاية إلى السعادة الأبديّة فيقولون: (ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك) أنت منزَّه عن فعل ما كان بلا جدوى (فقِنَا عذاب النار) واهدنا سبيل المعرفة والعبودية وثبّتنا.
التفكُّر في خلق السموات والأرض:
(أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق الله) عالم الخلق الواسع هذا (السموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحق) لنتيجة ثابتة لا تزول (لأجل) هو في علم الله (مسمى) وإذا ما حلّ أجل العالم، انعدم وفني، وعاقبة الأمر إنّ عالم الآخرة هو الذي لا يفنى (إنّ كثيراً من الناس بلقاء ربهم) في عالم الآخرة وبلوغ الجزاء على الأعمال (لكافرون).