من كتاب المختار من شواهد الأشعار
أُعلل النفس بالآمالِ أرقُبُها ما *** أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ
فلم أر كالأيام للمرءِ واعظاً *** و لا كصروف الدهر للمرءِ هاديا
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه *** ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتدي
إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا راى منك يوماً غرّة وثبا
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا *** أصبت حليماً أو أصابك جاهلُ
إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ
ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ألا رُبَّ باغٍ حاجةً لا ينالُها *** وآخرُ قد تُقضى له وهو جالسُ
كالعيسِ في البيداء يقتُلُها الظما ***والماءُ فوق ظهورِها محمولُ
كل المصائب قد تمر على الفتى *** فتهون غيرَ شماتةِ الأعداء
لا تمدحنَّ امرءاً حتى تجربه *** و لا تذمنّه من غير تجريبِ
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها *** ولكنَّ أخلاق الرجال تضيقُ
لِلموت فينا سهامٌ وهي صائبةٌ *** من فاته اليوم سهمٌ لم يفته غدا
من الناسِ مَنْ يغشى الأباعدَ نفعُه ***ويشقى به حتى المماتِ أقاربُهْ
هب الدنيا تقاد إليك عفواً *** أليس مصير ذاك إلى زوالِ
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتهِ *** حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ *** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
ولابد من شكوى إلى ذي مروءةٍ *** يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
ولكل شيءٍ آفةٌ من جنسهِ *** حتى الحديد سطا عليه المبردُ
وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ
وما الناسُ بالناس الذين عرفتهم *** ولا الدارُ بالدار التي كنتُ أعهدُ
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدواً له ما من صداقته بدُّ
لا يسكن المرءُ في أرضٍ يهان بها *** إلا من العجز أو من قلة الحِيَلِ
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
يريك البشاشة عند اللقــا *** ويبريك في السر بري القلمْ
يريد المرءُ أن يُعطى مُناه *** ويأبى اللهُ إلا ما يشاءُ
الولاية الاخبارية