اسلوب جديد في عالم التفسير ، تجمع القرآن الكريم وتفسيره وأحاديث أهل البيت في فضائلهم ( عليهم السلام ) في كتاب واحد ، يتضمن :
أ ) شرح وتوضيح أكثر من 3000 كلمة قرآنية
ب ) أكثر من 1000 حديث في فضائل أهل البيت ( عليهم السلام)
ج ) أستخراج فهرس الآيات التي وردت فيها أحاديث في فضائل أهل البيت ( عليهم السلام)
01بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
التحق النبيّ الأكرم صلَّى اللَّه عليه واله وسلم – بربّه – عزّ وجلّ – تاركا بين ظهراني هذه الأمّة ثقلين كبيرين ، هما القرآن الكريم وعترته الطاهرة صلوات اللَّه عليه وعليهم أجمعين ، وأشار بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض ، فالحديث عن القرآن هو حديث عن حملته وكاشفي أسراره المعصومين عن السهو الخطأ ، الأئمّة الهداة المهديين :
والحديث عنهم : هو حديث عن القرآن الكريم .
وقد أعار المسلمون عامة وأتباع مذهب الحقّ خاصّة أهميّة بالغة لكتاب اللَّه وتفسيره ، فاجتمع في المكتبة الإسلامية تراث ضخم من التفاسير ، على اختلاف اطغى والجوانب التي ركز عليها هذا المفسّر أو ذاك ، فبين مقتصر على ذكر أسباب نزول الآيات ، وبين مغرق في الكشف عن جوانب البلاغة وأسرار الصياغة ، وما يتعلَّق بهذه المباحث في لطائف اللغة والنحو ، ممّا يحلو للبعض أن يطلق عليه اسم « التفسير الأدبي » .
وهكذا تعدّدت المشارب والاتجاهات في تفسير آيات الذكر الحكيم ، ومن هذه الاتجاهات ، التفسير الروائي المأثور عن النبيّ الأكرم صلَّى اللَّه عليه واله ، وأهل بيته الهداة الميامين سلام اللَّه عليهم أجمعين .
وهذه المحاولة تتناول التفسير الروائي في جانب من جوانبه ، فهي محاولة رصد لما جاء في الآثار الشريفة مفسّرا للقرآن فيما يتعلَّق بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم أفضل صلوات المصلَّين ، وفق الطريقة التي سنشير إليها في الصفحات الآتية
إن شاء اللَّه تعالى ، أمّا بعد :
فقد قال اللَّه الحكيم في كتابه الكريم : إِنَّما يُرِيدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) * . ( 1 )
نقل ابن مردويه : عن سعد ، قال : نزل على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلم الوحي ، فأدخل عليّا ، وفاطمة وابنيهما [ الحسن والحسين ] تحت ثوبه ثمّ قال : اللَّهمّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي . ( 2 )
وروى أيضا عن أمّ سلمة – رضي اللَّه عنها – قالت : في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين ، فجلَّلهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلم بكساء كان عليه ، ثمّ قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا . ( 3 )
وقال أيضا : في قرآنه الحكيم : قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . ( 4 )
وعن ابن عباس قال : لمّا نزل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ؟
قالوا : يا رسول اللَّه ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم ؟
قال صلَّى اللَّه عليه واله وسلم : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) . ( 5 ) ومن ثمّ اتّفق جميع المسلمين على اختلاف نحلهم وآرائهم ، على أنّ حبّهم عليهم السّلام فرض من ضروريات الدين الإسلامي فقد قال الإمام الشافعي : بل حبّهم فرض من ضروريات الدين الاسلامي التي لا تقبل الجدل والشك ، على اختلاف نحلهم وآرائهم . ( 6