اهتمت الصحافة العربية في تناولها الأزمة الليبية، اليوم السبت، بتحرُّكات الحكومة الموقتة خارجيًّا لحثِّ المجتمع الدولي على دعم ومساندة ليبيا في مواجهة الإرهاب.
ننتظر العرب ولا نراهن على الغرب
نقلت جريدة «الأهرام» المصرية، عن رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، اعترافه بأنَّ ضغوطًا دولية هائلة تُمارَس على حكومته وعلى مجلس النواب المنتخب من جهات قال إنَّ لها مصالح في ليبيا تريد تأمينها، من أجل إشراك الإخوان والمجموعات الموجودة في طرابلس في حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة.
وقال الثني، وفقًا للجريدة، إنَّ بلاده تتطلع إلى مواقف عربية داعمة للموقف الشرعي الليبي، حيث لا تراهن كثيرًا على مجلس الأمن والغرب في تحقيق أمن واستقرار ليبيا، محذِّرًا في الوقت ذاته من أنَّه إذا لم تتم مكافحة الإرهاب في ليبيا سيتمدد، بل وسيعبر، ليس فقط إلى دول جوارها، بل عبر المتوسط، إلى الدول الأوروبية في عقر دارها.
وضع يدعو للقلق ولا توافق عربيًّا واضحًا
وأوردت جريدة «الجمهورية» المصرية، إشادة وزير الخارجية محمد الدايري، بالدور المصري في دعم بلاده والاستمرار في مواجهة الإرهاب الذي لا يهدد ليبيا فقط، ولكنه يهدد دولاً عدة من دول الجوار، مشيرًا إلى وجود مبادرة لإنشاء قوة عربية مشتركة انتهت الجامعة العربية من إعداد دراستها إلا أنَّه حتى الآن لا توجد خطوات فعلية وسيتم طرحها خلال القمة المقبلة.
واتهم الوزير، خلال لقاءٍ بأبناء الجالية الليبية في القاهرة، المجتمع الدولي بالغياب في ظل تنامي الإرهاب في المنطقة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى عدم التوافق العربي في مواجهة هذا الأمر قائلاً: «إنَّ الوضع الأمني والعسكري خصوصًا بعد تفجيرات مدينة القبة الليبية الأخيرة يدعو إلى القلق وإنَّ العمل على دعم قوات الجيش الليبي مستمرٌ بالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية، خصوصًا مصر».
وأوضح الدايري، في مؤتمر صحفي عقب لقاء الجالية، أنَّ تحديات تواجه حكومته في منطقة «سرت» في الشرق الليبي وغيرها من المدن من تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات والجماعات الإرهابية الأخرى، ولكن تصميم الشعب الليبي والإرادة الليبية سيواجهان هذا الخطر المتنامي.
وعن متطرفين وتنظيم الإخوان الإرهابي في مصراتة وغيرها يمنع مصراتة من التواصل مع باقي المدن الليبية، وقال الدايري: «الحقيقة إنَّنا نأمل بأن إخوتنا في مصراتة، خصوصًا شيوخ وعقلاء مصراتة سوف يرجحون الكفة، وهذا ما يبدو أنَّه يتم حاليًّا». مشيرًا إلى أنَّ مصراتة كانت لها وقفة تاريخية في 2011 ضد النظام الليبي السابق. وينبغي أنْ تكون لها وقفة مع نفسها ومع الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب المتفشي في ليبيا حاليًّا.
محادثات دفاعية ليبية- مصرية
وركَّزت جريدة «الخليج» الإماراتية، على محادثات وزير الدفاع الليبي المكلف، مسعود رحومة، ونظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي، التي تناولت تطوُّرات الأوضاع والعلاقات الثنائية بين مصر وليبيا خلال الفترة الراهنة، فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية لوزير الخارجية الليبي مواصلة الجامعة جهودها من أجل تحقيق الوفاق الوطني بين مختلف الأطراف الليبية ودعم مؤسسات الشرعية.
إقرار بفشل حظر الأسلحة
إلى ذلك، نقلت جريدة «الحياة» اللندنية، عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحذيره من خطر الإرهاب والحرب الأهلية في ليبيا في وقت أقرَّت لجنة في مجلس الأمن بشكل رسمي بفشل حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وتنامي خطر المجموعات الإرهابية فيها، إضافة إلى فشل حظر توريد النفط غير المشروع الذي يساهم في إشعال النزاع المسلح في البلاد على الرغم من قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع وفي انتهاك مباشر لها.
وأبلغت لجنة الخبراء في لجنة العقوبات على ليبيا مجلس الأمن بأنَّ الحاجة ملحة إلى «تشكيل قوة بحرية دولية لمساعدة الحكومة الليبية في تأمين سلامة مياهها الإقليمية لوقف تدفق الأسلحة من ليبيا وإليها، إضافة إلى تهريب النفط غير الشرعي وغيره من الموارد الطبيعية».