الرئيسية / بحوث اسلامية / الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

أسأل الله أن يفهمنا معنى الهوى

اللهم وفقنا لمعرفة هوى النفس. فقد يكابد الإنسان عمرا طويلا بلا أن يعرف هوى نفسه. فتراه يتحدث عن الهوى تلبية لهواه، ويجاهد نفسه بدافع هوى نفسه، فهو متنقل من سيئ إلى أسوأ. أذ ليست معرفة الهوى بأمر بسيط؟ إنه سرطان خفي لا يمكن كشفه في أيّ مختبر، ولا علاج له سوى نار جهنّم. فلا سبيل لك سوى أن تخاف نار جهنّم، فعند هذا الخوف تتفتح عليك أبواب المناجاة.

 

 

كل من يعاني من مرض في دينه ونفسه، فالسبب هو أنه لم يدرك نار جهنّم جيدا، فإن عرفها لن تبقى له مشكلة بعد. أنا لا أعرف ما هذا الخوف الذي جعل الحسين(ع) يستغيث بربّه في آخر ساعة من حياته في حفرة المذبح وينادي: «یا غیاث المستغیثین»! ولیت شعری ما هذه الخشية التي كانت تعتري أمير المؤمنين(ع) حتى يغشى عليه ويصير كالخشبة الملقاة؟![راجع أمالي الصدوق/ص79]. نحن لم نخف نار جهنم بعد، فأصبحت نصف آيات القرآن لنا بلا أثر، ونتلوها بلا تأمل ووعي. فلا نخاف الله ولا نخاف نار جهنّم.

 

 

 

إذا دخل هذا الحزن في قلوبكم وأصبحتم بحاجة إلى هذا الخوف، فاسمحوا لي أن آخذ بأيديكم إلى باب من أبواب الحوائج. فإن هذا الباب قد أعطى حوائج الكثير من الناس مع صغره. فتعالوا هذه الليلة ندقّ هذا الباب ونسأل هذه الحاجة المعنوية.

 

 

إن للحسين(ع) بنتا صغيرة قد أودعها في خربة الشام. تلك البلاد التي كانت أموية في ذاك الزمان وإذا بها انقلبت على يد هذه البنت الصغيرة، فإن تذهب الآن إلى الشام وتسأل عن دين الناس، سيجيبك الكثير أننا علويّون. وكان مبدأ تحول الشام من ذاك اليوم الذي دفنت فيها هذه البنت الصغيرة.

 

 

بأبي الطفلة المضروبة المهضومة! فإن لم تضرب هذه البنت لما ضرب طفل في التاريخ. فلا أدري بأي ذنب ضربوها؟! هل كان ذنبها هو أن قتلوا أباها ورفعوا رأسه فوق الرماح؟! فهل حقها هو أن تضرب بالسياط بهذا الذنب؟! ما كان ذنب هذه الطفلة وما كانت جريمتها؟! كفاها ذنبا أن تكون بنت الحسين(ع)! ويكفيها جريمة أن كانت تنادي أباها الحسين(ع) شوقا ولهفة إليه!

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...