الرئيسية / أخبار وتقارير / أوروبا تسابق أمريكا إلى دمشق والاتحاد الأوروبي فاوَض ممثلين لبشار الأسد

أوروبا تسابق أمريكا إلى دمشق والاتحاد الأوروبي فاوَض ممثلين لبشار الأسد

ما ان اعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل ايام ، استعداد الولايات المتحدة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لحل الازمة في سوريا .. حتى قررت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني القفز إلى الأمام ، والاعلان أن الاتحاد الأوروبي فاوَض ممثلين للأسد ، حيث سارعت قائلة أن “الاتحاد الأوروبي التقى ممثلين عن نظام الأسد للبحث عن تسوية للأزمة، وأن التسوية السياسية يجب أن تشمل جميع الأطراف” .

 

 
و کان أحد المسؤولین البارزین فی وزارة الخارجیة السوریة یتحدّث فی العاصمة السوریة دمشق قبل أسابیع قلیلة ، أمام عدد من الإعلامیین ، عن الاتصالات التی تجریها الدول الأوروبیة ببلاده ، وأکّد أن العدید من البعثات من أجهزة استخبارات أوروبیة تأتی إلى دمشق ، طالبة تعاوناً أمنیاً فی مجال مکافحة الإرهاب ، و أن المسؤولین السوریین یردون بأن التعاون الأمنی محصور بالدول التی تملک تمثیلاً دبلوماسیاً فی دمشق . و قال المسؤول السوری إن الدول الأوروبیة التی سبق أن قطعت علاقاتها الدبلوماسیة بسوریا ، تنتظر مبادرة أمیرکیة علنیة للإقدام على إعادة العلاقات الدبلوماسیة مع دمشق .

 

 
و تکاد أحداث الیومین الماضیین ، تکون مطابقة لما توقعه المسؤول السوری . فما إن أعلن وزیر الخارجیة الأمیرکیة جون کیری استعداد بلاده لمفاوضة الرئیس السوری بشار الأسد ، حتى أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبی للسیاسة الخارجیة فیدیریکا موغیرینی أن «الاتحاد الأوروبی التقى ممثلین عن نظام الأسد للبحث عن تسویة للأزمة، وأن التسویة السیاسیة یجب أن تشمل جمیع الأطراف» .

 

 
و صحیح أن تصریحها أتى فی سیاق «توضیح» کلام نظیرها الأمیرکی ، لکنه بالغ الدلالة فی الإشارة إلى ما وصلت إلیه أولویات الغرب حالیاً فی المنطقة . وتبدو المسافة بین الدول الغربیة والحکم فی سوریا انعکاساً لتأثر کل منها بالخوف من خطر الجماعات الإرهابیة التی نمت خلال السنوات الأربع الماضیة فی سوریا والعراق ولیبیا ومصر وغیرها من الدول العربیة.

 

 
و صحیح أیضاً أن کلام کیری أثار موجة من الاستیاء فی عدد من الدول الحلیفة للولایات المتحدة الأمیرکیة ، و خاصة فی فرنسا وبریطانیا ، إلا أن کلام مسؤولة السیاسة الخارجیة فی الاتحاد الأوروبی أتى لـ«یجبّ» ما دونه .

 

 
و قال مسؤول عربی على صلة بالمفاوضات السیاسیة الجاریة بشأن الأزمة السوریة إن «کل الدول الأوروبیة، باستثناء فرنسا وبریطانیا، تعبّر عن رغبتها بفتح علاقات مع دمشق. لکن باریس بالدرجة الأولى، ولندن بالدرجة الثانیة، باتتا تمارسان السیاسة تجاه سوریا ربطاً بصلاتهما مع الدول الخلیجیة ، وتحدیداً علاقاتهما الاقتصادیة بالسعودیة» .

 

 
فی المقابل ، لم تُظهر دمشق أی «حفاوة» بالمواقف الأمیرکیة والأوروبیة المستجدة . و قال الرئیس بشار الأسد امس فی تصریح للتلفزیون الإیرانی «ما زلنا نستمع إلى تصریحات، وعلینا ان ننتظر الأفعال وعندها نقرر» . و أضاف الأسد: «لا یوجد لدینا خیار سوى أن ندافع عن وطننا. لم یکن لدینا خیار آخر منذ الیوم الأول بالنسبة إلى هذه النقطة»، لافتاً إلى أن «أی تغیرات دولیة تأتی فی هذا الإطار هی شیء إیجابی إن کانت صادقة وإن کانت لها مفاعیل على الأرض». و شدد الأسد على أن هذه التغیرات یجب أن «تبدأ أولاً بوقف الدعم السیاسی للإرهابیین ووقف التمویل ووقف إرسال السلاح والضغط على الدول الأوروبیة وعلى الدول التابعة لها فی منطقتنا التی تقوم بتأمین الدعم اللوجستی والمالی وأیضاً العسکری للإرهابیین» .

 

 

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...