السُّور والآيات المكيَّة والمدنيَّة
يتألف القرآن العظيم من 114 سورة وتحتوي كلُّ سورةٍ على عددٍ من الآيات. وأوَّلُ آياتٍ نزلت كما يُنقل عن الإمام الصادق عليه السلام هي الخمس الأوائل من سورة العلق قال: “أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك..”13.
وتنقسم سور القرآن وآياته إلى مكيَّة ومدنيَّة. والضابط والمعيار في التمييز بين الآيات والسُّور المدنيَّة والمكيَّة هو الضابط الزماني، حيث جعلت هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي المعيار، فكلُّ آيةٍ أو سورةٍ نزلت قبل الهجرة أو أثناءها وقبل الوصول إلى المدينة فهي مكيَّة. وكلُّ ما نزل منها بعد الهجرة حتَّى وإن نزلت في مكّة فهي مدنيَّة. وعليه يكون لدينا في القرآن 86 سورة مكيَّة و28 سورة مدنيَّة.
وأمَّا الخصائصُ الغالبة على السُّور المكيَّة، فهي عبارة عن: الدعوةُ إلى أصول العقائد والأخلاق، الحديثُ عن القيامة والجنَّة والنَّار، مجادلةُ المشركين، كثرةُ القسم، قصصُ الأنبياء، صغرُ السُّور وقصرُ الآيات والإيجاز في الخطاب. أمّا الخصائص الغالبة على السُّور المدنيَّة فهي: طولُ السُّور والآيات، مجادلةُ أهل الكتاب، مجابهةُ المنافقين، ذكرُ الجهاد وأحكامه، بيانُ أحكام الحدود والواجبات والحقوق والإرث، بيانُ القوانين السياسية والاقتصادية والمعاهدات.
12- بحار الأنوار،ج18،ص260.
13- الكافي، ج2، ص628.