لاتوجد قوات مسلحة أمريكية في العراق.. بل يوجد عدد قليل من المسشتارين
11 ديسمبر,2016
تقاريـــر
1,046 زيارة
في وقت أعلن فيه قائد التحالف الدولي الجنرال الأمريكي “ستيفن تاونسند”، أن قوات واشنطن في حاجة إلى ضمان وجود دائم في العراق بعد معركة الموصل، مهما طال ذلك، صادق الرئيس العراقي “فؤاد معصوم” على قرار برلماني يثبت الحدود الإدارية لمحافظة نينوى، بحجة عدم “استشارة الأقليات”، الأمر الذي أثار رفض الحزب “الديمقراطي الكردستاني” بزعامة رئيس إقليم كردستان “مسعود بارزاني”.
ومن بغداد كان لموقع الوقت حوار مع الخبير القانوني العراقي “طارق حرب” حول المواضيع المطروحة آنفا، وفيما يلي نص الحوار:
الوقت– كيف تقرؤون إعلان قائد التحالف الدولي الجنرال الأمريكي “ستيفن تاونسند” حول البقاء في العراق؟ ولماذا جاء إعلان تاونسند في هذا الوقت تحديداً؟
حرب– سيدي الكريم، لاتوجد قوات مسلحة أمريكية ولا أجنبية بشكل رسمي في العراق، بل يوجد عدد قليل من المسشتارين الأمريكيين، ونحتاج لهم كما نحتاج الى المستشارين الايرانيين في حربنا ضد الإرهاب، وماصرّح به الجنرال الامريكي ليس أكثر قولا عن جهل.
ولهذا أعود لأؤكد لكم بعدم وجود أي قوات مسلحة أمريكية على أراضي العراق، ناهيك عن أن المسألة تخضع لاختصاص الحكومة العراقية التي لاتنصاع لرغبة جنرال أو حكومة امريكية، لاسيما وأن هنالك مجلس عسكري لابد أن يحصل على موافقة الحكومة ومجلس النواب فقط، ولا أعتقد أن بغداد ستوافق على البقاء العسكري الأمريكي في العراق.
وأما عن سبب إعلان “تاونسند” عن نوايا أمريكا بالبقاء في العراق في هذا الوقت تحديدا، فقد جاء في وقت تعيش فيه الإدارة الأمريكية في حالة اضطراب وخلل مع انتهاء فترة حكم اوباما واقتراب تسلّم ترامب لكرسي البيت الأبيض، وتصريح “تاونسند” يخضع للتأثيرات الموجودة في أمريكا ولايخضع للتأثيرات الموجودة في العراق، ولهذا فهو مجرد إعلان سياسي أكثر منه إعلان حقيقي.
الوقت– هل تريد أمريكا أن تربط حسم المعركة في الموصل بأخذ ضمانات من الحكومة حول بقاء القوّات الأمريكية في العراق؟
حرب– المسألة ليست بيد أمريكا، ما أريد قوله أن مسألة الإنتصار العراقي على داعش ليست بيد أمريكا ولا ايران ولا ألمانيا ولا بيد الأمم المتحدة، وإنما هي بيد الحكومة العراقية وبالتحديد هي بيد “حيدر العبادي” القائد العام للقوات المسلحة.
الوقت– ما هي دلالات القرار برلماني نصّ على بقاء الحدود الإدارية لمحافظة نينوى كما كانت عليه قبل نيسان (أبريل) 2003، والذي صادق عليه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم؟ كيف ترون الرد الكردي على القرار في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ نينوى خاصة، والعراق عامة؟
حرب– هذا القرار أراد الوقوف أمام دعوات كثيرة لتجزئة الموصل وتقديم قسم منها الى إقليم كردستان العراق، وجاء هذا القرار حاسما لقطع السبل أمام هذه الدعوات المغرضة، لاسيما بعد نوايا قوات البيشمركة بالسيطرة على بعض المناطق من إقليم نينوى لتضمها الى إقليم كردستان، ولهذا جاء هذا القرار من قبل الرئيس العراقي لقطع دابر كل هذه التخرصات، وللتأكيد على موقف بغداد الثابت من حدود العراق الجغرافية كبلد واحد لن تقبل أن يقتطع أي جزء منه.
وإقليم كردستان العراق في حالة اضطراب كبير، يكمن هذا الإضطراب في تأييد شعبي عارم داخل كردستان للحكومة المركزية في بغداد، الأمر الذي سينعكس بشكل جيد على مستقبل عراق موحد.
العراق امريكا 2016-12-11