معرفة النفس مقدّمة لمعرفة الله
يحتاج هذا العقل إذاً إلى المقابل للتعرّف على الذات الإلهيّة الكاملة المطلقة، إنّه بحاجة إلى ظلمة تجعله يتنبّه إلى أنّه محاط بالنور، فأين هي هذه الظلمة؟
إنّ الإنسان إذا التفت إلى نفسه، فإنّه سيرى ما فيها من نقص وفقر وضعف وقصور، حينها سيدرك الصفات المقابلة لما في نفسه والتي تحيط به، سيعرف الله بكماله المطلق، بغناه وقدرته.
هكذا يمكننا أن نفهم شيئاً ممّا ورد في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
“من عرف نفسه فقد عرف ربّه”5.
هذه سنّة التكوين، وهذا سر من أسرار ضعف الإنسان أن يعرف الله من خلال ما يقابله من نواقص، إنّه القصور في جهاز الإدراك الإنساني.
وكلما غاص الإنسان وتعمّق في معرفة نفسه ونقصها، فإنّه سيترقى في سلّم معرفة ربّه وكماله المطلق، سيكون حينها قابلاً لأن يعرف الله أكثر فأكثر.