الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد بن عبد الله وعلى آله الطيّبين وأصحابه المنتجبين.
انطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ يسعى مركز نون للتأليف والترجمة أن يضع بين يدي أهله وأحبّته بعض المواعظ الأخلاقيّة تذكيراً بأهمّ المشاكل الّتي تواجه المجتمع والفرد والّتي تكون عائقاً عن الوصول إلى رضا الله سبحانه، وتعتبر كلمات أهل البيت عليهم السلام بعد كلام الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم من أهمّ المواعظ والعِبَر الّتي يمكن الاستفادة منها في تهذيب النفس وفي صيانة المجتمع، ونجد في كلام أهل البيت عليهم السلام ما هو شاف لما في الصدور كما يقول أمير الكلام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: “فَيَا لَهَا أَمْثَالًا صَائِبَةً، وَمَوَاعِظَ شَافِيَةً، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً، وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً، وَآرَاءً عَازِمَةً، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً… فاتّقُوا الله تقيَّةَ ذي لُبٍّ شغل التّفَكُّرُ قلْبَه”1.
ولا يبقى على الإنسان إلّا أن ينظر بعين البصيرة ليعمل لآخرته ودنياه بما يرضي الله سبحانه.
________________________________________
1- نهج البلاغة، ج1، ص137.
وحيث إنّ الحاجات الإنسانيّة كثيرة والمشاكل الّتي يعاني منها الإنسان كذلك، كان لا بدّ من تناول بعض هذه المشاكل بالدراسة والوعظ، فكانت هذه المواعظ المتنوّعة، اخترنا لها من كلام الأمير عليه السلام هذا العنوان “مواعظ شافية” عسى أن ندفع بها المرض عن القلوب وتكون شفاءً لما في الصدور، ونسأل الله سبحانه أن يتقبّلها منّا، ويعيننا للعمل بها، إنّه نعم المولى ونعم المعين.
مركز نون للتأليف والترجمة