مواعظ شافية

بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعت جدّكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام”8. ومن هذه الكلمات نتبيّن أهميّة النظام إذ جاءت في المرتبة الثانية بعد وصيّة الإمام لبنيه بتقوى الله تعالى، هذه الوصيّة الّتي لا تختصّ بأبناء الإمام عليّ عليه السلام بل هي عامّة شاملة لكلّ الأنام، ونحن معنيّون بها.

فتقوى الله تعني اجتناب معصية الله، أو اجتناب الحرام والقيام بالواجبات.
ونظم الأمر يعني أن تكون أمورنا كلّها منظّمة مرتّبة.
وصلاح ذات البين أن لا نتخاصم ونتفرّق بل أن نتعاون ونتماسك.

لا بدّ للناس من أمير

لقد أكّد الإسلام أنّ أيّ شعب أو مجتمع أو جماعة بشريّة، تعيش في مكانٍ ما وفي ظروف مشتركة ومعّينة لا بدّ لها من نظام وحكومة. في أدبيّات الزمان الماضي في صدر الإسلام كانوا يقولون لا بدّ من إمارة، كما عن الإمام عليّ عليه السلام: “لا بدّ للناس من أميرٍ برٍّ أو فاجر”9.

وعندما يقول الحديث الشريف: “لا بدّ للناس من أمير برٍّ أو فاجر”، فإنّه لم يعط شرعيَّة لحكومة الفاجر بل وصَّف الحاجة الطبيعيّة للجماعة البشريّة وإلى النظام.

يعني جاء الإسلام أوّلاً وتكلّم بالمبدأ، مبدأ الحاجة إلى نظام وإلى حكومة وإلى قانون.

حكومة الدولة الإسلاميّة

وكذلك بعدما ثبَّت الإسلام المبدأ جاء ليقول إنّ النظام، أو القانون أو الشريعة الّتي تستطيع أن تحقِّق الآمال والأهداف الّتي يريدها الله للناس، إنَّما هي شريعة

________________________________________
8- نهج البلاغة، ج3، ص 76.
9- م.ن، ج1، ص91.

شاهد أيضاً

مواعظ شافية

قالوا إنّ فتى من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنّه اشترى بيعا، فجاؤوا إلى أبيه ...