الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / شذرات من كلمات الإمام الخميني – عاجزون أمام الشهداء

شذرات من كلمات الإمام الخميني – عاجزون أمام الشهداء

ما الذي بوسع إنسان قاصر مثلي أن يقول عن الشهداء الأعزاء الذين قال الله تعالى في شأنهم تلك الكلمة العظيمة ﴿أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ . وهل يمكن بالقلم والبيان والكلام التعبير عن الالتحاق بالله واستضافة مقام الربوبية للشهداء؟ أليس هذا مقام ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾

حيث جاء في الحديث الشريف أنها تنطبق على سيد الشهداء والمظلومين؟ وهل هذه الجنة هي التي يدخلها المؤمنون أم لطيفتها الإلهية؟ هل الالتحاق والارتزاق عند ربّ الأرباب هو هذا المعنى البشري، أم أنّه رمز إلهي أسمى وفوق تصوّر البشر الترابي؟

إلهي! ما هذه السعادة العظيمة التي جعلتها من نصيب عبادك الخواص ونحن محرومون منها.. إنّي أبارك للأمهات والآباء المربّين لعباد الله الخاصين هؤلاء، ولزوجات هؤلاء الأعزة وأهل بيتهم، بدلًا من تعزيتهم ومواساتهم. يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً .

عاجزون عن وصف الشهداء
إنّ الشهادة في سبيل الله ليست بالأمر الذي يمكن للعقل البشري المحدود أن يُقيّمها ويُدرك مدى عظمتها بالمقياس البشري والدوافع العادية، فالمقام السامي للشهيد في سبيل الحق والهدف الإلهي،

لا تستطيع الرؤية المحدودة للممكنات أن تدركه، فمثل هذه القيمة العظيمة التي لا يمكن أن تُقيم إلا بالمعايير الإلهية، وهذا المقام الرفيع لا يمكن أن يُدرك إلا بالعين الربانية ولسنا نحن الترابيون فقط من نعجز عن درك كنه ذلك، بل حتى الخلائق الملكوتية لا تجد إلى درك كنه ذلك سبيلًا. لأنّه من مختصّات الإنسان الكامل. والملكوتيون تفصلهم مسافات عن هذا المقام المفعم بالأسرار.. فليتوقّف القلم عند هذا الحد ويعترف بعجزه.

ونحن الباقون والمتخلّفون عن ركب الشهادة، علينا أن نعدّ الأيام في طلب وتمنّي هذا المقام وتلك القيمة. وأن نحمل معنا إلى قبورنا حسرة الشهادة والشهداء وذويهم، الذين قدّموا ثمرة حياتهم وأفلاذ أكبادهم بكل إيثار وفخر على طريق الشهادة والشهداء.

وأن نشعر بالخجل من أنفسنا، أمام هذه الشجاعة المنقطعة النظير للشهداء وأصدقائهم من الأسرى والجرحى والمفقودين، وشوقهم الذي يفوق الوصف للعودة إلى ساحات الحرب والشهادة. فهؤلاء النساء والرجال والأطفال القدوة، الذين يهتفون وينشدون للشهادة من تحت الأنقاض وعلى أسرّة المستشفيات، وبأيدٍ وأرجلٍ مقطوعة يتمنّون العودة إلى جبهات بناء الإنسان. هم فوق ما يمكن أن نتصوّره، أو ما يكتبه العرفاء والفلاسفة ويقدّمه الفنّانون والرسّامون. فإنّ ما وصل إليه هؤلاء بالاستدلال والبحث والسير والسلوك، وصل إليه أولئك بالعيان، وما كانوا يبحثون عنه في الكتب وبين صفحاتها، وجده أولئك في ميادين الدم والشهادة في سبيل الله.

إلهي، وفّقنا لنكون مخلصين على طريق هؤلاء وأهدافهم الكبيرة. وتكرّم على الشهداء الأعزّاء الذين حلّوا بساحات قدسك مضرّجين بدمائهم بعناياتك وتجلياتك الخاصة، وأفرغ على ذويهم الصبر والسلوان وتفضّل عليهم بالأجر والامتنان .

2

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

شاهد أيضاً

شذرات من كلمات الإمام الخميني – حريّة الروح

لماذا يساورنا القلق ونحن نقوم بواجبنا؟ إنّ القلق يساور من يسير خلاف طريق الحقّ. وهو ...