الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية السعودية ضد خلايا تنظيم “داعش” الارهابي داخل أراضي المملكة وأدت الى اعتقال العشرات من عناصر التنظيم، لها أكثر من قراءة سياسية في مقدمتها أن وجهة نظر الدولة
العراقية التي كانت دائماً تحذر من التهاون في محاربة الجماعات
الارهابية هي رأي صائب وواقعي وبعيد النظر.
العراقية التي كانت دائماً تحذر من التهاون في محاربة الجماعات
الارهابية هي رأي صائب وواقعي وبعيد النظر.
بصراحة، معظم الفتاوى التي كانت تشجع على عمليات التجنيد في صفوف “داعش” وغيره من التنظيمات الارهابية، كانت تصدر من رجال دين متشددين في المملكة السعودية،
كما أن العديد من الانتحاريين الذين كانوا يقطعون مسافات جغرافية واسعة كانوا يأتون من المدن السعودية المختلفة باتجاه العراق وسوريا.
وفق المعلومات الاستخباراتية، فان جهات في السعودية وقطر بالتحديد – ولا أقول جهات حكومية بل ربما تكون جهات تمثل جمعيات دينية أو رجال أعمال أو شيوخا – كانت تمول جماعات محسوبة على “داعش” وتنظيم القاعدة
وبقية الجماعات التي تطلق على نفسها الجماعات “الجهادية” ولذلك فان السؤال الجوهري المطروح في كل هذه التطورات هو: هل سيتحول “داعش” الى عدو كبير لأمن
السعودية وأمن دول الخليج العربي برمتها؟.
وبقية الجماعات التي تطلق على نفسها الجماعات “الجهادية” ولذلك فان السؤال الجوهري المطروح في كل هذه التطورات هو: هل سيتحول “داعش” الى عدو كبير لأمن
السعودية وأمن دول الخليج العربي برمتها؟.
من الناحية العملية، يعني القاء القبض على مجموعات كبيرة من خلايا “داعش” في السعودية أن هذا التنظيم يتلقى دعماً لوجستياً غير عادي من الداخل السعودي وبالتالي الموضوع ربما يثير سيناريوهات بوجود انقسام بين طبقة سياسية تريد التصدي لـ”داعش” لاعتبارات اقليمية ودولية لأنها جزء من التحالف الدولي ضد هذا التنظيم وبين طبقة من رجال الدين السعوديين الذين يدينون بالولاء للفكر الوهابي المتشدد والمتطرف وهؤلاء مستعدون لأن يدعموا تنظيم “داعش” بكل الوسائل.
بشفافية، كل رجالات الدين الذين ينتمون الى الفكر الوهابي المتشدد سواء في السعودية وخارجها لا يريدون القضاء على “داعش” في العراق
وسوريا بل العكس تماماً لأن البعض يرى في الحرب على هذا التنظيم عملية تخدم اعداء هذا الفكر في المنطقة العربية.
وسوريا بل العكس تماماً لأن البعض يرى في الحرب على هذا التنظيم عملية تخدم اعداء هذا الفكر في المنطقة العربية.
أخطر من ذلك، يمكن لهؤلاء – أي الموالين للفكر الوهابي المتشدد التكفيري – أن يكونوا يخططون بالفعل لدعم سيطرة “داعش”
داخل السعودية ومنطقة الخليج والجزيرة العربية لأن الموضوع اكبر واخطر من مجرد خلايا ارهابية هنا وهناك.
داخل السعودية ومنطقة الخليج والجزيرة العربية لأن الموضوع اكبر واخطر من مجرد خلايا ارهابية هنا وهناك.
بشكل دقيق، يمكن القول بأنه ما دام الفكر الوهابي منتشرا في السعودية فانه يمكن لـ”داعش” أن يجد حواضن له بسهولة وبالتالي توجد أهداف ستراتيجية لهذا التطور لأن هذا التنظيم لن يكون هدفه استهداف السفارة الاميركية في الرياض كما اشارت بيانات الأجهزة الأمنية السعودية ولذلك قد يكون الهدف هو العمل على السيطرة على أراضٍ داخل المملكة السعودية وضمها لدولة “ابو بكر البغدادي” المزعومة لا سيما أن بعض المعلومات ذكرت أن الشبكة التي تم القبض عليها لها امتدادات في دول خليجية أخرى.
كما أن تمدد “داعش” الى السعودية والسيطرة على بعض مدنها واحيائها هو هدف مطروح وحيوي لهذا التنظيم الارهابي وان بدت الظروف والمعطيات غير مناسبة في الوقت الراهن لهذا المستوى من التهديد غير أن ايديولوجيا “داعش” تسمح بالعمل باتجاه هذه التوجهات والأهداف.
السعودية الآن في قلب تهديد “داعش” وهذا يعني أن هذا التنظيم يكون قد توصل الى تفاهمات خطيرة مع جماعات داخل دول الخليج العربي تتيح له الانتقال الى مرحلة من التوسع في ظل تصاعد الاحتقان الطائفي في المنطقة لأن غالباً ما يحصل هذا التنظيم الارهابي على تنازلات وتسهيلات من الآخرين بذريعة أنه أحد ركائز الحرب الطائفية في العراق وسوريا وهناك كثيرون يتعاطفون معه من هذا المنطلق.
على المستوى العراقي – وهذا هو المهم – يجب على الحكومة العراقية بكل مستوياتها أن تعزز من التعاون السياسي والأمني مع الحكومة السعودية لسبب ضروري وهو أن تمدد “داعش” في السعودية وغيرها يمثل كارثة أمنية على العراق والمنطقة وبالتالي فانه على المسؤولين العراقيين أن لا يتعاملوا بعدم اكتراث كما تعامل المسؤولون في السعودية مع ملف الارهاب في العراق، فقادة بغداد يؤمنون بأن القضاء على “داعش” هو مهمة انسانية وليست عربية أو اقليمية، كما أن عملية تدمير هذا التنظيم يجب أن تتم في كل دول المنطقة دون استثناء لأن تمدد التنظيم وتوسعه الى مناطق أخرى لا يخدم الأمن الستراتيجي العراقي.