تمر المملكة السعودية في أزمة حكم مستعصية وصراع على السلطة لم تشهده منذ نشأتها على يد الملك عبد العزيز ال سعود، ازمة السلطة في السعودية كالجمر تحت الرماد او كبركان على وشك إنفجاره، تصاعدت وتيرة التنافس للسيطرة على الحكم بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز وإنتقال السلطة الى الملك سلمان بن عبد العزيز.
الحكم الملكي الذي كان يتنقل بين ” الاخوة” أبناء الملك عبد العزيز يشرف على الانتهاء مع الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يعاني من مرض “الزهايمر ” “الخرف” الذي بات ظاهراً عليه من خلال خطبه ومواقفه وتصريحاته الغير متوازنه، أصبح اليوم يشكل صراعاً مريراً بين الاحفاد يوشك ان يتحول الى صراع دموي على السلطة.
الاقوياء الذين يسيطرون على الحكم الان هم اربعة.
1- محمد بن نايف وزير الداخلية.
2- محمد بن سلمان وزير الدفاع.
3- متعب بن عبد الله الحرس الوطني .
والاخير بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات سابقاً، والذي بيده كل الخلايا النائمة من “داعش” و ” النصرة ” داخل المملكة وخارجها.
الصراع على الحكم في السعودية يشبه الى حد ما ” بطولة كرة القدم العالمية ” مع الفارق بين المبارات الرياضية والدموية، وفي نهاية المبارات سوف تنتقل الى التصفيات النهائية التي ستكون بين ” محمد بن سلمان ” و ” بندر بن سلطان “.
كيف ذلك ؟
بعد الاطاحة بولي العهد مقرن بن عبد العزيز من قبل أخيه الغير شقيق الملك سلمان بن عبد العزيز تمهيداً لتنصيب ولده محمد بن سلمان ملكا على البلاد، تم الاطاحة به عبر التهديد والوعيد فكان نصيبه 10 مليار ريال سعودي ثمناً لعزله وسكوته دفعهم اليه محمد بن سلمان الذي تولى منصب ولي ولي العهد، وبقي عدة عثرات امام وصول محمد بن سلمان الى عرش السلطة.
” العثرة الاولى” متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني حيث تم إزالت وتدارك خطره من خلال القرار الملكي الذي نص على دمج الحرس الوطني بوزارة الدفاع التي بيد محمد بن سلمان، ومن المعروف أن الحرس الوطني مكون من ابناء القبائل السعودية الكبيرة ولولا تدارك الامر وسحب البساط من تحت متعب بن عبد الله لقاد إنقلاباُ دمويا على محمد بن سلمان، لان أغلب القبائل تدين بالولاء لمتعب بن عبد الله، بهذه الخطوة السريعة تم تدارك الصراع الدموي بين الاثنين.
“العثرة الثانية” محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية الذي سيكون الحلقة القادمة في الصراع القائم وليس من السهل عزله او إقالته لانه معروف ببطشه وإجرامه وقد يتم إضعافه روديا رويدا عبر تمكين ولي ولي العهد محمد بن سلمان من النفوذ والامساك بكل مرافق القوة في البلاد المادية والعسكرية والامنية، وبات ذلك واضحا من خلال دمج الحرس الوطني والدفاع، إستلام رئاسة مجلس إدارة شركة ” ارامكو ” النفطية، توزيع 20 مليون ريال سعودي على كبار الوعاظ في المملكة تمهدياً لتقديم الدعم المستقبلي له في عملية الاستيلاء على السلطة بدعم من والده الملك سلمان، اذا تم عزل ولي العهد محمد بن نايف من دون صراع دموي فستكون المنازلة الكبرى الحتمية الدموية بين محمد بن سلمان وبندر بن سلطان.
بندر بن سلطان يراقب ويتحين الفرصة للانقضاض على السلطة لما له من قوة خفية يستطيع ان يقلب الطاولة على رؤوس الجميع، بندر لم ينسى الصفعة التي وجهت اليه من خلال عزله وإبعاده وتنحيته عن رئاسة جهاز الاستخبارت بعد فشله في ملف سوريا حين اخذ على عاتقه ومسؤوليته إسقاط النظام السوري من خلال دعمه ” لجبهة النصرة ” و “داعش “، ولكن بسبب الصمود الاسطوري للقيادة السورية وجيشها وحلفائها تم إفشال مخططاته الارهابية الجهنمية، وهو معروف بتأسيسه ودعمه لكل المجموعات الارهابية في العالم وعلى رأسها “داعش والنصرة”، وبعد تنحيته تم تسليم ملف سوريا بيد ولي العهد الحالي محمد بن نايف الذي نعته يوماً سعد الحريري ” سفاحاً “.
اعلان وزارة الداخلية السعودية الشهر الماضي في 24-4-2015 عن إحباط عملية تفجير داخل المملكة ب 7 سيارات مفخخة ومقتل رجلي امن، وقالت إن الاجهزة الامنية تمكنت من إلقاء القبض على احد المشتبه بتورطهم بقتل رجلي امن، واعترف بأنه كان يمتثل لاوامر تلقاها من عناصر ما يسمى ” بالدولة الاسلامية ” في سوريا !!!! في حقيقة الامر إن مقاتلي النصرة وداعش لهم علاقات مباشرة بالامير بندر بن سلطان، والعملية التي تم الكشف عنها هي بإشراف بندر بن سلطان شخصياً مع الخلايا النائمة في السعودية، المسؤولين السعوديين يدركون جيداً ان الذي يقف خلف العملية هو بندر بن سلطان ولكن يخافون الاعلان عن ذلك.
الحرب الدموية الظالمة الارهابية التي تقودها السعودية على الشعب اليمني قد تؤجل الصراع الدموي في السعودية طالما بقيت الحرب خارج حدود المملكة، لكن قد يبدأ الصراع حين تصبح النار داخل حدود المملكة وهذا ما بتنا نشهد ملامحه من خلال بدء الهجمات العسكرية داخل الحدود السعودية يقوم بها أبناء القبائل اليمنية المتضررين من العدوان السعودي عليهم وباتوا يسيطرون على مواقع عسكرية داخل حدود المملكة ويكبدونهم خسائر كبيرة في الارواح والعتاد، والاستيلاء على اليات عسكرية سعودية متطورة، وتسجيل فرار اكثر من 4000 جندي سعودي من الحدود اليمنية السعودية.
الصراع الدموي على السلطة في السعودية بات حتمياً ووشيكاً ولم يبقى سوى النفخ قليلاً بالجمر الذي تحت الرماد حتى تلتهب مملكة الشر التي كانت وما زالت تقف خلف الدمار الشامل في المنطقة العربية والاسلامية، فلا يوجد بلد عربي او اسلامي إلا وإكتوى بنارها التدميري والفكري، فالبلد الذي سلم من التدمير الانساني والعمراني والاقتصادي لم يسلم من التدمير الفكري والعقائدي الوهابي التكفيري الارهابي.