الرئيسية / الاسلام والحياة / القدوة الاهمية وتحولات الدور

القدوة الاهمية وتحولات الدور

 القـدوه أهميتهـا ودورهـا

 

معنى القدوة

 

القدوة هو الذي يقتدى ويحتذى به من حيث جعله أسوة ومثالاً ونموذجاً لسلوكيات وتصرفات الآخرين. وفي لسان العرب : يقال قدوة لما يقتدى به. وقال أيضا: والقدوة ما تسننت به2.

 

والإقتداء هو طلب موافقة الغير في فعله، واتّباع شخصية تنتمي إلى نفس القيم التي يؤمن بها المقتدي، وعادة ما يمثل شخص المقتدَى به قدراً من المثالية والرقي والسمو عند أتباعه ومحبيه، والقدوة تنطوي في داخلها على نوع من الحب والإعجاب الذي يجعل المقتدِي يحاول أن يطبق كل ما يستطيع من أقوال وأفعال.

 

1- استاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية.

2- ابن منظور ، لسان العرب ، الناشر ادب الحوزة ، قم ، ايران ، 1405 هـ ق ،ج15 ، ص17.


ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الإقتداء إلغاءً أو مصادرة للرأي والإرادة، أو ممارسة لضغط ما، أو قسر المقتدي على أمر معين؛ لأن الإقتداء ينطلق من قناعة صاحبه؛ فهو جزء من إرادته.

 

القدوة في النص الديني

 

تحدثت آيات القرآن الكريم والروايات الواردة عن أهل البيت  حول القدوة وأهميتها ودورها ومن جملة ذلك:

 

قال الله تعالى : ﴿أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه‏﴾3 .

 

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالاقتداء بالأنبياء السابقين. والآية الشريفة تجعل منهاج الأنبياء العظام قدوة ترافقها الهداية لا بل هي من لوازمها غير المنفكة. يقول صاحب تفسير الأمثل: “تؤكد هذه الآية مرة أخرى على أن أصول الدعوة التي قام بها الأنبياء واحدة، بالرغم من وجود بعض الاختلافات الخاصة والخصائص اللازمة التي تقتضيها الحاجة في كل زمان ومكان، وكل دين تال يكون أكمل من الدين السابق… ولكن ما المقصود من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يهتدي أولئك الأنبياء. يقول بعض المفسرين إن المقصود قد يكون هو الصبر وقوة التحمل والثبات في مواجهة المشاكل ويقول بعض آخر انه التوحيد وإبلاغ الرسالة ولكن يبدو أن للهداية معنى واسعاً يشمل التوحيد وسائر الأصول العقائدية كما يشمل الصبر…” 4

 

3- الأنعام/90

4- الشيرازي ، ناصر مكارم ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ،مكتبة اهل البيت عليهم السلام ، ج4 ، ص373-374


وحث الله سبحانه الأمة على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ في‏ رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيراًً﴾5 .

 

يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره: ” والمعنى من حكم رسالة الرسول وإيمانكم به أن تتأسوا به في قوله وفعله وانتم تروون ما يقاسيه في جنب الله وحضوره في القتال وجهاده في الله حق جهاده…”6 وقال صاحب تفسير الأمثل : ” فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير نموذج لكم ، لا في هذا المجال وحسب ، بل وفي كل مجالات الحياة7 كما حث الله تعالى الناس على الاقتداء بالأنبياء والرسل وطلب إتباعهم: ﴿ قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في‏ إِبْراهيمَ والَّذينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّه‏﴾8 .

 

وهناك العديد من الآيات الشريفة التي تحدثت عن الاقتداء بالأنبياء والرسل والمؤمنين لما يشكلون من قيمة في حياتهم سواء على مستوى السلوك أو الفكر . فإذا كان هدف الأنبياء هداية البشر فإنهم سيؤدون هذا الدور بسلوكهم وأفكارهم إذ ينبغي أن يكون وجودهم وسيلة للهداية.

وقد تناولت العديد من الروايات مسألة القدوة لناحية أهميتها ودورها,  عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ” من سنّ سنة حسنة فله أجرها واجر من

 

5- الأحزاب/21

6- الطباطبائي ، محمد حسين ،الميزان في تفسير القرآن ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، قم ، ج16 ، ص288

7- الشيرازي ، ناصر مكارم ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، ج13 ،ص197

8- الممتحنة/4


عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شئ”9 . وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال أيضا: ” في القلوب نور لا يضيء إلا من إتباع الحق

وقصد السبيل وهو نور من المرسلين الأنبياء مودع في قلوب المؤمنينًً 10

 

عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: ” لا طريق للأكياس من المؤمنين اسلم من الاقتداء لأنه المنهج الأوضح والمقصد الأصح. قال الله عز وجل لأعز خلقه محمد ﴿أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهًً فلو كان لدين الله تعالى عز وجل مسلك أقوم من الاقتداء لندب أنبياءه وأولياءه إليهًً﴾11 والروايات في موضوع القدوة كثيرة نكتفي بما اشرنا إليه.

 

شاهد أيضاً

مركز السيدة زينب الطبي يستخدم احدث الاجهزة المختصة في مجال فحص العيون

استخدم مركز السيدة زينب (عليها السلام) الطبي التابع لقسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة ...