في بادئ الأمر لابد لنا من معرفة ما تعني كلمة ((الولاية)) وكلمة ((الفقيه)) ؟ الولاية: بكسر الواو فهي تعني السلطنة والإمارة والحكومة ومنه الحديث ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) وإن جاءت بفتح الواو (وَلاية) فهي مصدر مشترك لفظي لمعاني عديدة منها البلد والإقليم الذي يحكمه الوالي٠
:الفقيه الفقه في الاصطلاح اللغوي بمعنى الفهم وفي الاصطلاح فهو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية، فيكون المراد بالفقيه في اللغة: الفاهم،النبيه،العالم. والفقيه هو الشخص القادر على استنباط الحكم الشرعي وهو ما يطلق عليه في زماننا المتأخر بالمجتهد الجامع للشرائط. لذا ومما سبق يتبين لنا ان فكرة ولاية الفقيه ليست غريبة على الاسلام بل ان اصولها وايدلوجيتها نابعة من الشريعة الاسلامية المقدسة وقد اسهم في بلورة هذه الفكرة وادلجتها هو مفجر الثورة الاسلامية الامام الفقيه السيد روح الله الموسوي الخميني (رحمه الله). وبناء على ما تقدم ونظرا لنتائج هذه الفكرة العظيمة ومعطياتها نستنتج ان مصطلح ( ولاية الفقيه) هي امتداد للمشروع الالهي الذي جاء به نبي الرحمة صلى الله عليه وآله ووصيه امير المؤمنين عليه السلام (رئاسةً وحكومةً ونهجاً ومشروعيةً) وهي مسددة من الله سبحانه وتعالى.
ونرى ان (ولاية الفقيه) كان من الممكن ان لا تعطي ثمارها كما هو الحال اليوم في الجمهورية الاسلامية الايرانية لو لا ان تم رعايتها من قبل السيد الولي الفقيه الاول مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد اثمرت ولاية الفقيه ايما ثمرٍ في الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث اثبتت جدارتها وقدرتها على ترأس المجتمعات الاقليمية منها والدولية فضلاً عن الرعية و ادارة الدولة وشؤونها على كافة الصعد باحسن ما يكون لما يقارب نصف القرن دون اي ضعف او تلکأ يذكر ولازالت تتجدد وتتطور بقيادة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف في مواكبتها للظروف والاحداث الاقليمية والدولية والعلوم المعاصرة. ان ولاية الفقيه اثبتت للعالم اجمع من جهة و للعالم الاسلامي من جهة اخرى بان المذهب الشيعي يستطيع ان يقود العالم وان يقف بوجه قوى الظلم والاستكبار العالمي وان يؤسس دولة قوية قادرة على قيادة جميع المذاهب الاسلامية والقوميات المختلفه والاقليات المتعددة، فدولة الولي الفقيه اليوم في ايران تدير شؤن 90 مليون نسمه من جميع الشرائح والاصناف وعلى ارض ( تبلغ مساحتها 1,648,195 كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا)،
حيث استطاعت ان تحكم سيطرتها على اساس القانون والدستور المستمدان من احكام الشريعة الإسلامية بما يضمن حفظ حقوق المجتمعات بعيدا عن الظلم والاستبداد. ولكي تطمئن قلوب المؤمنين المحبين لدولة ولاية الفقيه ويقتنع المخالفين لها نذكر بعض الانجازات خلال الفترة المنصرمة من عمر هذه الدولة المتبعة لنهج ( ولاية الفقيه) في العديد من المجالات ک(الجهاد والسعي والمثابرة والتقدم والبناء والاعمار والتطور) وكثير من الانجازات التي شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء ومنها ؛
* زيادة معدل معرفة القراءة والكتابة والتعليم. * التقدم في مجال الطب بحيث احدث هذا التقدم طفرة عالمية في مجال الخلايا الجذعية وزراعة القلب والكبد وفي مجال الحمل والانجاب وغيرها. * زيادة عدد الجامعات و طلاب الجامعات والمقالات العلمیة. * دخول ايران إلى النادي النووي في العالم والوقوف في مصاف الدول المتقدمة في هذا العلم. * تقنية النانو وتطورها والاستفادة منها في كثير من المجالات الحياتية. * التطور في علوم صناعة الاقمار الصناعية وارسالها الى المدارات الفضائية والتقدم في مجال الفضاء ومايتعلق به من علوم.
* صناعة البتروكيماويات والتقدم في مجال قطاع الطاقة. * صناعة الادوية والاستغناء عن الخارج بحيث ان 90 بالمئة من الدواء الان في ايران هو صناعة الدولة النموذجية لولاية الفقيه. * التقدم في مجال الرياضة وتطوير البنية التحتية الرياضية وتحقيق إنجازات في البطولات الدولية ودعم الرياضيين. * التقدم في مجال الدفاع والأمن والقدرة على دفع الاعداء من الخارج والداخل وافشال المخططات التي تحاك ضدها * ادارة امور الدولة لما يقارب نصف قرن وهي تعيش ضغوط الحصار الاقتصادي العالمي بحيث جعلته فرصة مناسبة للنهوض والتقدم في جميع المجالات الصناعية والطبية وغيرها. *الخاتمة//* وتجنبا للاطالة لم نذكر كثيرا من الانجازات المشهودة والملموسة لهذه الدولة المباركة دولة ولاية الفقيه.